أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

عن عبد الله بن الزبير قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أوجب طلحة». حين صنع ما صنع برسول الله ﷺ، وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله ﷺ حتى انتهى بعضهم إلى المنقا دون الأعوص، وفرَّ عثمان بن عفان وعقبة بن عثمان، وسعد بن عثمان رجلان من الأنصار، ثم من بني زريق حتى بلغوا الجلعب - جبلا بناحية المدينة، فأقاموا به ثلاثا، ثم رجعوا إلى رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «لقد ذهبتم فيها عريضة».

حسن: رواه محمد بن إسحاق في سيرته (٥١٤) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، يروي لنا موقفاً من مواقف بطولة الصحابة الكرام في غزوة أحد، وتحديداً شجاعة طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.

أولاً. شرح المفردات:

● أوجب طلحة: أي أوجب الله الجنة لطلحة، أو جعل له الجنة واجبة لا محالة.
● المنقا دون الأعوص: أماكن معروفة حول المدينة المنورة، "المنقا" موضع قريب من المدينة، و"الأعوص" جبل بها.
● الجلعب: جبل من جبال المدينة المنورة.
● عريضة: أي ذهبتم فيها مذهباً عريضاً بعيداً، كناية عن شدة الهروب وبعده.

ثانياً. شرح الحديث:

يصف الحديث ما حدث في غزوة أحد عندما اشتد البلاء على المسلمين، وحدثت الهزيمة المؤقتة، حيث انسحب بعض الصحابة من ميدان القتال خوفاً أو ظناً أن المعركة قد انتهت، ومن هؤلاء:
- عثمان بن عفان رضي الله عنه (وقيل: ليس الخليفة الثالث، بل رجل من الأنصار同名)
- عقبة بن عثمان
- سعد بن عثمان
(وهؤلاء من بني زريق من الأنصار)
حيث فروا حتى وصلوا إلى جبل الجلعب وأقاموا هناك ثلاثة أيام، ثم عادوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، فقد ثبت مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدافع عنه ويحميه، حتى أصيب في يده وشلت أصابعه، فمدحه النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات العظيمة "أوجب طلحة" أي استحق الجنة بواقعه هذه.
وعندما عاد الفارون، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم بعتاب رقيق: «لقد ذهبتم فيها عريضة» أي بالغتم في الفرار وابتعدتم كثيراً.

ثالثاً. الدروس المستفادة:

1- فضل طلحة بن عبيد الله: فهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لموقفه البطولي في أحد.
2- ثبات الصحابة في الشدائد: على الرغم من فرار بعض الصحابة، إلا أن الغالبية ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فرار أولئك لحظة اشتداد البلاء وليس جبناً.
3- العفو والتسامح: موقف النبي صلى الله عليه وسلم من الفارين كان متسامحاً وعاتبهم عتاباً رقيقاً، مما يدل على رحمته صلى الله عليه وسلم.
4- الصدق مع الله: عودة أولئك الصحابة وندمهم على فرارهم دليل على صدق إيمانهم، وقد قبل الله توبتهم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- ورد في روايات أخرى أن طلحة كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم بيديه حتى شلت أصابعه، فقال له النبي: «أوجب طلحة» أو «وجبت لطلحة الجنة».
- هذه الغزوة (أحد) كانت اختباراً عظيماً للمسلمين، أنزل الله فيها آيات بينات تتلى إلى يوم القيامة.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن نقتدي بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقهم وإيمانهم.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه محمد بن إسحاق في سيرته (٥١٤) قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 141 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

📜 حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أوجب طلحة حين صنع ما صنع برسول الله

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية