حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن سعد بن أبي وقاص مجاب الدعاء

عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحق: أما أنا والله! فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين، وأحذف في الأخريين. قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحق. فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهلَ الكوفة، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له: أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله! لأدعون بثلاث: اللهم! إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره، وأطل فقره، وعَرِّضْه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن.

متفق عليه: رواه البخاري في الأذان (٧٥٥) عن موسى، ثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: فذكره.

عن جابر بن سمرة قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر ﵁، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي؟ قال أبو إسحق: أما أنا والله! فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله ﷺ ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأولين، وأحذف في الأخريين. قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحق. فأرسل معه رجلا أو رجالا إلى الكوفة، فسأل عنه أهلَ الكوفة، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا، حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم، يقال له: أسامة بن قتادة، يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله! لأدعون بثلاث: اللهم! إن كان عبدك هذا كاذبا قام رياء وسمعة فأطل عمره، وأطل فقره، وعَرِّضْه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة:

1. شرح المفردات:


● شكا أهل الكوفة سعدًا: تقدموا بشكوى ضد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهو والي الكوفة.
● عزله: أقاله من منصبه.
● استعمل عليهم عمارًا: عين عمار بن ياسر رضي الله عنه مكانه.
● لا يحسن يصلي: يزعمون أنه لا يؤدي الصلاة بشكل صحيح.
● ما أخرم عنها: لم أترك منها شيئًا ولم أقصّر فيها.
● أركد في الأولين: أطيل الركوع والسجود في الركعتين الأوليين.
● أحذف في الأخريين: أخفف في الركعتين الأخيرتين.
● ذاك الظن بك: هذا ما كنت أظنه فيك (مدحًا).
● يسير بالسرية: لا يقود الجيوش بنفسه في الغزوات.
● يقسم بالسوية: لا يوزع الغنائم بعدل.
● لا يعدل في القضية: لا يحكم بالعدل.
● رياء وسمعة: ليفتخر ويظهر أمام الناس.
● أطل عمره: يطيل عمره.
● أطل فقره: أدم فقره.
● عرضه بالفتن: اجعله مبتلى بالفتن والمصائب.
● سقط حاجباه على عينيه: كبر سنه حتى تدلت حاجباه.
● يغمزهن: يلمسهن أو يتعرض لهن بطريقة غير لائقة.

2. شرح الحديث:


يشير هذا الحديث إلى شكوى أهل الكوفة ضد واليهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، حيث اشتكوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقام بعزله وتولية عمار بن ياسر رضي الله عنه مكانه. لكن الشكاوى استمرت، وادعوا أن سعدًا لا يحسن الصلاة، فأرسل عمر إليه ليسأله عن ذلك.
أجاب سعد رضي الله عنه بأنه يصلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، مطيلاً في الركعتين الأوليين ومخففًا في الأخيرتين، وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة. فطمأنه عمر بأن هذا هو ما يتوقعه منه.
ثم أرسل عمر رضي الله عنه من يستقصي الحقائق في الكوفة، فمدحه الناس إلا رجلاً واحدًا من بني عبس يدعى أسامة بن قتادة، الذي اتهم سعدًا بعدم القيادة العسكرية، وعدم تقسيم الغنائم بعدل، وعدم الحكم بالعدل.
فدعا سعد رضي الله عليه بدعاء ثلاث: أن يطيل الله عمر ذلك الرجل ويدم فقره ويعرضه للفتن. وقد استجاب الله دعوته، حيث عاش الرجل طويلاً في فقر وفتنة، حتى أصبح يتعرض للنساء في الطرقات.

3. الدروس المستفادة:


● عدالة الصحابة: الصحابة رضوان الله عليهم معصومون من الكذب والافتراء، وسعد بن أبي وقاص من العشرة المبشرين بالجنة.
● أهمية التحقيق في الشكاوى: لم يكتف عمر رضي الله عنه بالشكوى، بل تحقق منها بنفسه وأرسل من يتأكد من الأمر.
● فضل الصلاة على الهدي النبوي: بيان أن تطويل الركعتين الأوليين وتخفيف الأخيرين هو سنة نبوية.
● خطر الافتراء والكذب: دعوة سعد رضي الله عنه على ذلك الرجل تحذير من الافتراء على المسلمين، خاصة الأتقياء.
● استجابة الدعاء: دعوة الصالحين قد تستجاب، خاصة إذا كان الداعي مظلومًا.
● الابتلاء بالفتن: قد يبتلي الله الإنسان بطول العمر مع الفقر والفتنة ليعاقبه على أفعاله.

4. معلومات إضافية:


- سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام.
- هذا الحديث يبين عدل عمر رضي الله عنه في التعامل مع شكاوى الرعية.
- القصة تحذر من الافتراء على المسلمين وخاصة الصالحين، وقد تكون عبرة لمن يعتبر.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يبصرنا بالحق، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الأذان (٧٥٥) عن موسى، ثنا أبو عوانة، ثنا عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة قال: فذكره. وهذا لفظه.
ورواه مسلم في الصلاة (٤٥٣) من وجه آخر عن عبد الملك بن عمير، فذكره مقتصرا على أمر الصلاة فقط.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 171 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

  • 📜 حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سعد بن أبي وقاص ودعوته على أسامة بن قتادة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب