من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم أحد وولى الناس، كان رسول الله ﷺ في ناحية في اثنى عشر رجلا من الأنصار، وفيهم طلحة بن عبيد الله، فأدركهم المشركون فالتفت رسول الله ﷺ، وقال: «من للقوم؟» فقال طلحة: أنا. قال رسول الله ﷺ: «كما أنت». فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله! فقال: «أنت» فقاتل حتى قتل، ثم التفت فإذا المشركون، فقال: «من للقوم؟» فقال طلحة: أنا. قال: «كما أنت» فقال رجل من الأنصار: أنا. فقال: «أنت» فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقول ذلك، ويخرج إليهم رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل، حتى بقي رسول الله ﷺ وطلحة بن عبيد الله، فقال رسول الله ﷺ: «من للقوم؟» فقال طلحة: أنا. فقاتل طلحة قتال الأحد عشر، حتى ضربت يده، فقطعت أصابعه، فقال: حس. فقال رسول الله ﷺ: «لو قلت: بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون». ثم رد الله المشركين.

حسن: رواه النسائي (٣١٤٩)، -وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٧٠) - عن عمرو بن سوَّاد قال: أنبأنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم من أحاديث الشجاعة والتضحية في سبيل الله، يرويه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ويقع في صحيح البخاري وغيره.

أولاً. شرح المفردات:

● لما كان يوم أحد وولى الناس: أي حين حدثت الهزيمة المؤقتة في غزوة أحد، وانهزم بعض المسلمين وولوا الأدبار.
● من للقوم؟: استفهام بمعنى الطلب، أي: من يذب عنا ويقف في وجه هؤلاء المشركين؟
● كما أنت: أي ابق مكانك ولا تتحرك (قيل لحماية النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل لأن طلحة كان مجروحاً).
● حس: كلمة تقال عند الألم والشدة.
● قتال الأحد عشر: أي قتالاً مجيداً يعادل قتال الأحد عشر رجلاً الذين سبقوه في الشهادة.

ثانياً. شرح الحديث:

يصف لنا الحديث موقفاً من أشد مواقف غزوة أحد، حينما انكشف بعض المسلمين واشتدت الهجمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي معه اثنا عشر رجلاً من الأنصار وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم ينادي: "من للقوم؟" طالباً من يصد هجمة المشركين. فتقدم طلحة بن عبيد الله، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يبقى، فتقدم بدلاً عنه رجل من الأنصار، فقاتل حتى استشهد. تكرر هذا الموقف عدة مرات، حيث يتقدم أنصاري شجاع بعد أمر النبي له، فيقاتل حتى يستشهد، واحداً تلو الآخر، حتى لم يبق إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله.
حينئذ، تقدم طلحة مرة أخرى بعد أن أذن له النبي، فقاتل قتالاً بطولياً استثنائياً حتى قطعت أصابعه، فقال من شدة الألم: "حس". فوعظه النبي صلى الله عليه وسلم بتذكيره بأهمية التسمية والصبر، مبشراً إياه بأن الملائكة كانت لترفعه للناس أنظار لو قال "بسم الله". ثم أنزل الله النصرة ورد المشركين.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- الشجاعة والتضحية في سبيل الله: الموقف أعظم مثال على استعداد الصحابة لبذل أرواحهم دفاعاً عن رسول الله ودين الله.
2- طاعة النبي صلى الله عليه وسلم: استجابة الأنصار الفورية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج للقتال، حتى دون تردد.
3- فضل طلحة بن عبيد الله: هذا الحديث من أكبر الأدلة على فضل طلحة رضي الله عنه وبطولته، حتى لقب ب "طلحة الخير" و "طلحة الفياض" واشتهر بأنه أحد العشرة المبشرين بالجنة.
4- أهمية ذكر الله: تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة أن يقول "بسم الله" عند الشدة والألم، ليذكر الله ويتصل به، مما يعينه على الصبر ويجلب له الأجر والثناء.
5- نصرة الله لعباده: رغم قلة عدد المسلمين في تلك اللحظة، فإن النصرة came من عند الله تعالى بعد أن أظهر أولياؤه الصبر والإيمان.
6- مكانة الأنصار: الحديث يبرز دور الأنصار البطولي وتفانيهم في حماية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الموقف كان سبباً في أن قال النبي صلى الله عليه وسلم عن طلحة: "من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" (رواه الترمذي وهو حسن).
- قيل إن طلحة رضي الله عنه أصيب في ذلك اليوم ببضع وسبعين طعنة وضربة.
- الغزوة كانت اختباراً عظيماً للمؤمنين، بين فيها المنافقون والضعفاء، وظهر فيها الصادقون من أمثال هؤلاء الأنصار وطلحة.
نسأل الله أن يرزقنا الإيمان والشجاعة والتضحية في سبيله.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٣١٤٩)، -وعنه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٧٠) - عن عمرو بن سوَّاد قال: أنبأنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، وذكر آخر قبله، عن عمارة بن غزية، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمارة بن غزية ويحيى بن أيوب، فإنهما حسنا الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 146 من أصل 643 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

📜 حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من للقوم فقال طلحة أنا فقاتل قتال الأحد عشر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية