القرآن الكريم | أحكام التجويد | أحكام المدود : مد البدل

مد البدل

تعريف مد البدل و حكمه و مقداره

 تعريف مد البدل 

هو أن يتقدم الهمزة على حرف المد في كلمة واحدة والمقصود بالهمز هي همزة القطع بشرط أن لا يأتي بعد حرف المد همز أو سكون لأنه لو أتى بعد حرف المد همز أو سكون سيتحول إلى نوع أخر من المدود في بعض كتب التجويد مكتوب أن تعريف مد البدل هو كل همز ممدود هذه الجملة صحيحة على سبيل المجاز لأن المد لا يكون في الهمز بل يكون في حرف المد الذى كان منقلب من همز أو الذي يأتي بعد الهمز 

مثل : ءاتوا – ءامنوا – ءامن– ءادم 

سبب التسمية 

سمى مد بدل لان حرف المد كان في الغالب مبدل عن همز فمثلا كلمة "ءامن " كانت في الأصل " أأمن " فاجتمعت همزة مفتوحة وهمزة ساكنة وللثقل أبدلت الهمزة الثانية إلى حرف مد مجانس للهمزة الأولى ولما كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الهمزة الثانية ألف 

وكلمة ءايمان كان أصلها " إإمان " وللتخلص من ثقل اجتماع الهمزتين أبدلت الهمزة الثانية حرف مد مجانس للهمزة الأولى ولما كانت الهمزة الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياء فصارت " إيمان " 

ملاحظة 

بعض الكلمات بها حرف المد أصلى وليس مبدل ولكنها اخدت شكل البدل وفى هذه الحالة يسمى شبيه بالبدل ولكنه ليس بدل أصلى ويأخذ نفس حكم البدل 

مثل كلمة " مسئولا " فحرف المد هنا أصلى وليس منقلب عن همزة ولذلك يسمى شبيه بالبدل ولكنه يأخذ حكم البدل 

حكمه 

الجواز أي جواز قصره أو مده فهناك من القراء من يقصره وهناك من يمده 

فكل القراء من طريق الشاطبيه يقصرونه ما عدا ورش ومن طريق الطيبة جميع القراء يقصرونه عدا ورش وحمزة 

مقداره 

يمد حركتين عند حفص وجميع القراء ما عدا ورش فله التثليث اى يمده بمقدار حركتين او اربع او ست 

لماذا يمد ورش في البدل اثنين أو أربع أو ست حركات ؟؟ 

لأنه عمل بالسبب وهو وجود الهمز سواء هذا الهمز متقدم او متأخر عن حرف المد فوجود الهمز كان سبب للمد عند ورش 

لما مد حركتين عمل مثل جميع القراء لأنه حرف المد موجود من الأساس فلو أسقطناه أسقطنا حرف من التلاوة ولذلك يوجد أنواع من مد البدل ملحقة بالمد الطبيعي 

ولما مد البدل أربع حركات نظر إلى السبب لان الكلمة يوجد بها همز ولكن الهمز متقدم على حرف المد ولذلك فرق بينه وبين المتصل والمنفصل لان عند ورش يمد المتصل والمنفصل بالإشباع أي ست حركات لان في المنفصل والمتصل الهمز يأتي بعد حرف المد أما في البدل الهمز تأتى قبل حرف المد ففرق بين مد البدل والمتصل والمنفصل بأن جعل البدل يقل عن ست حركات 

ولما مد البدل ست حركات وساواه بالمد المتصل والمنفصل نظر إلى الأصل وهو وجود حرف مد مجاور له همزه بغض النظر هل هذه الهمزة متقدمة أو متأخرة 

  مد البدل

مد البدل الأصلي

 

 المد الشبيه أو الملحق بالبدل 

 مد البدل، كما هو مبين في المقدمة، يندرج ضمن المد الفرعي الذي سببه الهمزة. وينقسم إلى:

مد البدل الأصلي

إذا اجتمعت همزتا قطع أولاهما متحركة والثانية ساكنة في كلمة واحدة، أبدلت الهمزة الثانية الساكنة حرف مد يناسب حركة الهمزة الأولى.

فإذا كانت الهمزة الأولى مفتوحة أبدلت الثانية ألفا وإذا كانت الأولى مضمومة أبدلت الثانية واوا مدية وإذا كانت الأولى مكسورة أبدلت الهمزة الثانية ياء مدية.

ومقدار حرف المد المبدل عن همزة القطع الثانية حركتان عند حفص من طريق الشاطبية.

ويكون الإبدال ثابتا في الرسم، والوصل والوقف والابتداء.

-       ﴿فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ﴾ (الأعراف 93)   أصل (آسَى) "أَأْسى" حيث أبدلت الهمزة الساكنة ألفا لأن الهمزة الأولى مفتوحة. ومثلها (آدم) أصلها "أأدم" و(آتى) أصلها "أأتى".

-       ﴿قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ﴾ (يوسف 64)   (آمَنُكُمْ) أصلها "أأْمنكم" أبدلت الهمزة الساكنة ألفا مدية.

-       ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى﴾ (النحل 90)    أصل كلمة (وَإِيتَاء) إئْتاء ولكن للالتقاء همزتي قطع أبدلت الثانية ياء مدية لتتناسب مع كسر الهمزة الأولى. وتمد هذه الياء المدية مقدار حركتين. ومثلها (إيمان) أصلها "إئمان" و(لِإِيلَافِ) أصلها "لإئلاف"

-       ﴿لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ (قريش 1)   

-       ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ (البينة 4)   أصل (أُوتُوا) أؤتوا، بدلت الهمزة القطعية الثانية الساكنة واوا مدية مقدارها حركتين لأن الهمزة الأولى مضمومة. ومثلها (أُوذِينَا) أصلها "أؤذينا" و(أوتوا) أصلها "أؤتوا".

-       ﴿قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ (الأعراف 129) 

   

 المد الشبيه بالبدل أو الملحق بالبدل

 ألحق العلماء بمد البدل كل حرف مد وقع بعد همز، ولم يكن بدلا لهمزة قطع. ويمكن تقسيمه إلى عدة أقسام:

-       ما يثبت وصلا ووقفا: نحو (نَبِّؤُونِي) من قوله تعالى ﴿نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (الأنعام 143)   فحرف المد هنا أصلي جاء بعد همز فألحق بمد البدل، ومقداره حركتان وصلا ووقفا.  

-       ما يثبت  في الوصل فقط: نحو (تَشَاؤُونَ) من قوله تعالى ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ (التكوير 29)    حرف المد في (تَشَاؤُونَ) أصلي جاء بعد همز لذا وجب مده، عند الوصل، مقدار حركتين باعتباره مدا شبيها بالبدل. أما حال الوقف فله حكم المد العارض للسكون. ومثله (مَآبٍ)، (يُرَاؤُونَ)، (لَيَؤُوسٌ).

-       ما يثبت في الابتداء فقط: مثل (اِئْتُونِي) من قوله تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ اِئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَذَا (الأحقاف 4)   عند الوصل تقرأ "السماواتـئـتوني" بدون مد أما عند الوقف على (السَّمَاوَاتِ) والابتداء بـ(اِئْتُونِي) فتقرأ "إيـتوني"، وتأخذ الياء المدية حينئذ حكم مد البدل فتُمد مقدار حركتين عند حفص.

ومثال ذلك أيضا (ائْذَن) من قوله تعالى ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي﴾ (التوبة 49)   تقرأ عند الابتداء بها "إيذن لي" ولا تمد عند وصلها بما قبلها.

ومثله (ائْتِنَا) في قوله تعالى ﴿وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا﴾ (الأعراف 77)   تقرأ عند الابتداء بكلمة (ائْتِنَا) "إيتنا" أما عند الوصل فليس هناك مد.

ومثله أيضا ﴿الَّذِي اؤْتُمِنَ﴾ تُقرأ عند الابتداء بكلمة (اؤْتُمِنَ) "أوتمن".