قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
آيات قرآنية عن التهديد والوعيد في القرآن الكريم
✅ مواضيع القرآن الكريم
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمۡ أَن يَدۡخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَۚ لَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [البقرة: 114]
من أشنع الظلم صدُّ الكفَّار المؤمنين عن المسجد الحرام، وتخريبُ اليهود الكنائسَ، وتقويضُ النصارى بيتَ المقدِس، وكلُّ مَن فعل فعلَهم شمِلَه الله بغضبه ومقته. لا يقلُّ تخريب المساجد معنويًّا؛ بمنع العبادة فيها، خطرًا وشناعةً عن تخريبها ماديًّا؛ بهدم أركانها، وتحطيم جدرانها، فويلٌ للصادِّين عنها، والمانعين منها. إنها لبُشرى للمؤمنين، ووعيدٌ للمعتدين على المساجد المعطِّلين لها؛ أنهم لن يدخلوها إلا خائفين، مترقِّبين انتقامَ الله تعالى منهم. أشدُّ الخِزي نِكايةً بالكفَّار في الدنيا أن يُتِمَّ الله نورَه بنصر المؤمنين، والتمكين لأهل المساجد والدين، ثم لهم يوم القيامة مزيدٌ من الخزي والعذاب الأليم. |
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتۡهُ ٱلۡعِزَّةُ بِٱلۡإِثۡمِۚ فَحَسۡبُهُۥ جَهَنَّمُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ ﴾ [البقرة: 206]
تزيد المعصية قبحًا بتكبُّر صاحبها وبطَره الحقَّ، قال ابنُ مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يقولَ الرجل لأخيه: اتَّقِ الله، فيقول: عليك بنفسِك، أنت تأمرني؟! قد يحرق قلبَك عدوانُ المعتدين، وتنتظر نَكالَ الله بهم وعقابَه فيهم. لا تستعجل جزاءهم، إنَّ لهم في الآخرة ما ينتظرهم، عذاب جهنَّم يكفيهم! |
﴿فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 25]
لا أحدَ يعلم كيف ستكون حالُه في يوم الجزاء المشهود، فلمَ الاغترارُ بالأمانيِّ الباطلة، والرُّكونُ إلى الأحلام الفارغة؟! إن الدنيا أهونُ من أن تتحسَّرَ على فوات بعض حظِّك فيها، إنما الشأن أن تأخذَ موضعًا حسنًا في أعظم مجمَع مشهود، يوم تسقُط الرتب الزائفة، والمزايا الخادعة، والخصوصيَّات المدَّعاة. |
﴿وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ ﴾ [النساء: 14]
مَن أبى كبرياؤه الخضوعَ لحُكم الله وقَسْمه، والإذعانَ لقضائه وأمره، عوقبَ بالعذاب المُهين، جزاءً وِفاقًا. إنكار الأحكام الشرعيَّة أو تغييرُها وتعطيل العمل بها، طريقٌ يصل بصاحبه إلى جحيم عذابٍ خالد أليم، فليحذَر العاقل طريقًا هذه نهايته. |
﴿فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۭ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا ﴾ [النساء: 41]
بكى رسولُ الله ﷺ عند هذه الآية؛ سرورًا بتشريف الله له، وتصديق المؤمنين إيَّاه، ورؤيةِ الخيرات التي بسببه، وأسفًا على مصير بقيَّة أمَّته، ومشاهدتِه ندمَهم على معصيته، والبكاءُ تَرجُمانُ رحمةٍ ومسرَّة وأسف. إنه موقفٌ عظيم في عرَصات القيامة؛ حيث يقف الشهودُ والمشهود عليهم؛ ليُدليَ الشاهد بشهادته على قومه، ويستمعَ الشهود شهادةَ رسولهم فيهم، فتفكَّر في نجاتك في هذا الموقف. |
﴿وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِأَعۡدَآئِكُمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّٗا وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيرٗا ﴾ [النساء: 45]
مهما أضمر أهلُ الشرِّ للمؤمنين من سوء وكانوا ذوي عَددٍ وعُدد، فإن الله وليُّ عبادِه يهديهم وينصرهم ويتولَّى أمورهم، ومَن كان الله وليَّهُ فمعه القوَّةُ التي لا تُغلَب. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُۖ وَمَن يَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 52]
إن رحم اللهُ تعالى أحدًا فلا رادَّ لرحمته، وإن لعن شيئًا فلا مانعَ من لعنته، فاحذر أن تكونَ مستوجبَ سخَطه؛ لأنه لا نصيرَ ينصر على الله. إن الله هو وحدَه الوليُّ الناصر، لا الأفرادُ ولا الجماعات ولا الدول، وهو جلَّ جلاله لا ينصر إلا من ينصُره، فكيف بمَن استحقَّ أن يلعنَه ويطردَه؟! |
﴿فَكَيۡفَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا ﴾ [النساء: 62]
كلُّ من يَحيدُ عن الاحتكام إلى الشريعة مدَّعيًا أنه يريد اتِّقاءَ المشكلات المترتِّبة على ذلك، أو يريد التوفيقَ بين الاتجاهات المختلفة؛ فحجَّتُه داحضة، وهي علامةُ نفاقٍ واضحة فاضحة. الإعراض عن تحكيم الشريعة نفاق، وإن حلف صاحبُه على إيمانه أغلظَ الأَيمان. الصُّدود عن الشريعة مؤذِنٌ بقوارعَ مدلهمَّة، والاعتصام بها من تلك النوائب نجاةٌ وفلاح. |
﴿أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُ ٱللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ وَعِظۡهُمۡ وَقُل لَّهُمۡ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَوۡلَۢا بَلِيغٗا ﴾ [النساء: 63]
أهواء القلوب أدواء، وعلاجُها بالمواعظ لا بالجدال، فالواجبُ مع كثيرٍ من المُعرضين عن كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله ﷺ هو الوعظ والنصح. التغافُل عن الحاسد وتركُ مجازاته، والاشتغال ببيان ما هو عليه من سوء الحسد، أبلغُ إلى المقصود معه، فإمَّا أن تستصلحَه بهذا العلاج، أو تزيدَ غمَّه. إن أردتَّ نصيحةً ترجو أثرَها في النفس فأسِرَّ بها إلى مَن تحبُّ صلاحَه؛ فإن الإسرار بها أجدى وأنفع. إذا رغبتَ في أن تقعَ موعظتُك موقعَها من النفس فتوخَّ أن تكونَ حسنةَ الألفاظ، رائقةَ المعاني، تجمع بين الترغيب والترهيب، والثواب والعقاب، فتلك بلاغةُ القول. |
﴿وَمَن يُشَاقِقِ ٱلرَّسُولَ مِنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلۡهُدَىٰ وَيَتَّبِعۡ غَيۡرَ سَبِيلِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ نُوَلِّهِۦ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصۡلِهِۦ جَهَنَّمَۖ وَسَآءَتۡ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115]
لا تظننَّ كلَّ مَن خالف رسولَ الله ﷺ يجهل ما جاء به من شريعةٍ قويمة وهَديٍ سديد، فكم من مخالفٍ إنما يحمله على باطله العِناد! لا يشِذُّ امرؤٌ عن جماعة المسلمين إلا وَكَلَه الله إلى ما ذهب إليه، وكان خِذلانُه بمقدار ما اشتطَّ في بِعاده. إجماع علماء المسلمين المعتبَرين حُجَّة، واجتماعُهم على مسألةٍ ما من براهين الحقِّ. طريق السنَّة واضحٌ دربُه، وكلُّ طريق سواه فإنه يضادُّه في صفاته، كما يضادُّه في ثمراته. |
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116]
أنَّى لطريقين أن يلتقيا؛ وأحدُهما ينطلق إلى أعلى ما في الوجود وأسماه، والآخرُ يغوص إلى أدنى ما في الكون وأخزاه؟ افترى المشركُ بدعواه إثمًا عظيمًا، وضلَّ بالعمل بما ادَّعاه ضلالًا بعيدًا، فهو مُفترٍ ساء اعتقادُه فساء سلوكُه. |
﴿وَلَأُضِلَّنَّهُمۡ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمۡ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ وَلَأٓمُرَنَّهُمۡ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلۡقَ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيۡطَٰنَ وَلِيّٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانٗا مُّبِينٗا ﴾ [النساء: 119]
لا حِيلةَ لإبليسَ في الإضلال أقوى من إلقاء الأمانيِّ الباطلة في قلوب الخلق. لم يزل إبليسُ بالناس حتى زيَّن لهم الضلال، فصاروا يبتغون الجنَّة بعمل أهل النار. لا يتَّخذُ عقلاءُ الناس الشيطانَ وليًّا من دون الله، إلا أنهم بطاعتهم له طاعةَ الوليِّ، وتركِ ما أمرَهم به ربُّهم قد اتخذوه وليًّا من دون خالقهم. أيصحُّ في أذهان أولي الألباب أن يتولَّى المرءُ مَن لا تعود ولايتُه عليه إلا بالضَّرر، ويدَعَ موالاة مَن لا غِنى له عنه طرفةَ عين؟ |
﴿ٱلۡيَوۡمَ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّيِّبَٰتُۖ وَطَعَامُ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ حِلّٞ لَّكُمۡ وَطَعَامُكُمۡ حِلّٞ لَّهُمۡۖ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡمُحۡصَنَٰتُ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ إِذَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحۡصِنِينَ غَيۡرَ مُسَٰفِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِيٓ أَخۡدَانٖۗ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلۡإِيمَٰنِ فَقَدۡ حَبِطَ عَمَلُهُۥ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ﴾ [المائدة: 5]
أباح الله نكاحَ الكتابيَّات العفيفات الملتزمات بدينهن؛ لأن لهنَّ رادعًا من دينٍ له أصلٌ صحيح يعصِمُ من الفواحش، وهذا من التيسير للمسلم. ما طاب كلُّه خيرٌ ممَّا طاب بعضُه؛ فالمُحصَنة المؤمنة في النكاح أفضلُ من الكتابيَّة العفيفة؛ لجمعها بين العِفَّة والإيمان. في إباحة نساءِ أهل الكتاب وحِلِّ ذبائحهم مصلحةٌ دنيوية للمؤمنين، لكنَّها لا تغيِّر مصيرَ أهل الكتاب في الآخرة. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمۡۚ قَالَ أَلَيۡسَ هَٰذَا بِٱلۡحَقِّۚ قَالُواْ بَلَىٰ وَرَبِّنَاۚ قَالَ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ﴾ [الأنعام: 30]
لو عرَف الإنسانُ عِظَمَ الوقفة يوم الحساب لما وقفَ عن طاعة ربِّه، ولما كَلَّ عن طلب ما يُرضي مولاه؛ ليسلمَ من هول ذلك المقام بين يديه. أشدُّ الحسَراتِ وجعًا حسرةٌ لا تُعقِبُ فرجًا، ولا تخفِّف وجعًا، فاجعل لنفسك وقايةً من ذلك المصير، بطاعةِ ربِّك العليِّ القدير. زراعة اليوم حصادُ الغد، فمَن زرع الكفرَ حصد العذاب، واللهُ غنيٌّ عن تعذيب مَن لا يستحقُّ. |
﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65]
يا مَن نفَّسَ الله كُربتَه، وكشف عنه شِدَّته، لا يليق بك إلا دوامُ التذلُّل بدافع الخوف أو الوفاء، فإن لم تفعل فلا تنسَ أن الله قادرٌ على أن يعيدَ عليك الشقاء. لو لم يكن من عقوبةٍ سوى التفرُّقِ لكفَت سُوءًا؛ لما فيها من الضعف والوهَن، وجرأةِ العدوِّ، وذهاب القوَّة، فكيف وقد جُمِع إليها الاحترابُ والاقتتال؟! لا يأمنُ مؤاخذةَ الله على الجُرم إلا جاهل؛ أوَ يطمئنُّ مَن لا يملكُ أمرَ السماء فوقَه، ولا الأرضِ تحتَه، ولا العبادِ الذين معه؟! تفضَّلَ اللهُ على عباده بتنويع براهين الحقِّ؛ رحمةً بهم، حتى يفقَهَه الناس، فيتَّبعَه مَن يتَّبعه وليس في قلبه شكٌّ ولا التباس. |
﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡحَقُّۚ فَمَن ثَقُلَتۡ مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 8]
ويلٌ للخطَّائين يومَ المحشر؛ فإن الله يشهد والرسُل تشهد والموازين العادلة تشهد، فكم هو الخزيُ بين أيدي هؤلاء الشهود، في اليوم العظيم الموعود؟! الفلاح والخسرانُ الحقيقيَّان هناك يومَ العَرض الأكبر، فمَن رجَحَ ميزانُ حسناتِه فقد أفلح، ومن رجَحَ ميزانُ سيِّئاتِه فقد خسر. |
﴿أَفَأَمِنَ أَهۡلُ ٱلۡقُرَىٰٓ أَن يَأۡتِيَهُم بَأۡسُنَا بَيَٰتٗا وَهُمۡ نَآئِمُونَ ﴾ [الأعراف: 97]
يقظة الفهم والتقوى هي التي تُراد من المؤمن؛ لأنها تحمله على مراقبة النفس، وترك الاغترار بلهو الدنيا، والاتِّعاظ بمجرَيات الحياة الماضية والحاضرة. |
﴿أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99]
ما وراءَ الأمنِ والغفلة والإصرار إلا أن يستحقَّ الغافلُ الأخذَ والخسار. |
﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ يَتَوَفَّى ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ يَضۡرِبُونَ وُجُوهَهُمۡ وَأَدۡبَٰرَهُمۡ وَذُوقُواْ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]
المتكبِّرون عن الحقِّ اليوم، سيُقادون إلى العذاب أذلَّاءَ صاغرين غدًا، ويا فوزَ مَن نأى عنهم. يترقَّى العذابُ بالذين كفروا من الأدنى إلى الأعلى حتى يزدادَ ألمُهم؛ فالملائكة يضرِبون وجوههم وأدبارَهم عند الاحتضار، ويبشِّرونهم يومَ القيامة بعذاب النار. |
﴿ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيكُمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيۡسَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [الأنفال: 51]
سبحانه من حكَمٍ عدل بين عباده، تنزَّه عن الجَور والظلم! فلا يعذِّبُهم إلا بما قدَّمت أيديهم. |
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 52]
إن سُنَّة الله التي يمضي بها قدَرُه، ويجري بها حُكمُه، أن العذاب يصيبُ مَن حاد عن سبيله ممَّن تقدَّم أو تأخَّر. قوَّة الله وشدَّة عقابه تردع كلَّ مَن له عقلٌ أن يقعَ في مَساخطِه أو يتجاوزَ ما حُدَّ له، فأين العقلاء؟! |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمۡ يَكُ مُغَيِّرٗا نِّعۡمَةً أَنۡعَمَهَا عَلَىٰ قَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ ﴾ [الأنفال: 53]
إذا أنعمَ الله على قومٍ بنِعَم ثم لم يشكروه عليها، بل بارزوه بالعصيان، فاعلم أن الله أراد أن يسلُبَهم إيَّاها، ويبدِّلها بالنقَم. من عقوبات الذُّنوب أنها تُزيل النِّعَم، وتُحلُّ النِّقَم، أجارنا الله منها. لا يَسلُب اللهُ أحدًا نعمتَه إلا بعد أن يغيِّرَ العبدُ نيَّته، ويبدِّلَ سلوكَه وأفعاله؛ فإن الله يعلم خفايا النفوس، وتقلُّبات الأحوال. |
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلّٞ كَانُواْ ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنفال: 54]
إنه وإن أمهلَ سبحانه المكذِّبين الجاحدين، فإنه يوشكُ أن يُنزلَ بهم عذابَه، فتلك سنَّةٌ له ماضية لا تتخلَّف، فالإمهالُ لا يعني الإهمال. الظلم على اختلاف أنواعه بابُ الهلاك، ومسلكُ الوَبال، وطريقُ الزوال. |
﴿قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ ﴾ [التوبة: 24]
مصلحة الدين لا تُقدَّم عليها أيُّ مصلحة دُنيويَّة عند التعارُض، وبذلك يُعرَف طالبُ الدنيا من طالب الآخرة. إذا تجذَّر حبُّ الله ورسوله في القلب لم يُقدِّم صاحبُه على ذلك حبَّ شيءٍ في الوجود. في شعور الحبِّ يحصُل الابتلاء، فيتبيَّن به قَدرُ المحبوب في قلب المُحبِّ؛ بذِكره له، وانشغاله به، وتوجُّهِه إليه، وانصرافِ انقياده لما يريد. ليس مطلوبًا من المسلم أن ينقطعَ عن محبوبات الدنيا الحسِّيَّة والمعنويَّة المُباحة، وإنما المطلوبُ ألا يقدِّمَها على الحبِّ الأعلى؛ حبِّ الله ورسوله. برهِن على إيمانك بتقديم ما يحبُّه الشرع، على ما يستحبُّه الطبع. كم يَجني الفسقُ على أهله! وكم يحرِمُهم من خيرٍ يُرتجى! فمَنعُ الهداية من أعظم الحِرمان. |
﴿قُلۡ هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِۖ وَنَحۡنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمۡ أَن يُصِيبَكُمُ ٱللَّهُ بِعَذَابٖ مِّنۡ عِندِهِۦٓ أَوۡ بِأَيۡدِينَاۖ فَتَرَبَّصُوٓاْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ ﴾ [التوبة: 52]
ما أجملَ حياةَ أولئك الذين قد تهيَّؤوا لقدَر الله بما يحبُّ! فإن قدَّر عليهم الفرحَ شكروا، وإن قدَّر عليهم الحزنَ صبروا. إن كتبَ اللهُ للمجاهد حياةً فهي الحياة الطيِّبةُ الحميدة، وإن كتب له الشهادةَ فهي المِيتةُ الكريمة السعيدة. لا شكَّ أن سُنَّة الله في الكافرين ماضيةٌ في أخذهم بالعذاب، لكن لا يعلم غيرُه متى وكيف. المؤمن ينتظر باطمئنانٍ ويقين ما سيكرمُه الله به من صنوف العون والإكرام، وما سيصيبُ به أعداءه من ألوان النَّكال والانتقام. |
﴿فَلَا تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ ﴾ [التوبة: 55]
المؤمن لا يقتصر نظرُه على متاع الحياة الدنيا؛ فإنها ذاهبةٌ زائلة، وإنما يتَّخذها عونًا على الفلاح في آخرته. لا تجدُ أشدَّ تعبًا ممَّن جعل الدنيا أكبرَ همِّه، وهو حريصٌ بجُهده على تحصيلها، والاستزادة من شهَواتها. النفاق جالبٌ لجميع الآفات، مُبطِلٌ لجميع الخيرات، في الدين والدنيا. |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِكُلِّ نَفۡسٖ ظَلَمَتۡ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ لَٱفۡتَدَتۡ بِهِۦۗ وَأَسَرُّواْ ٱلنَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَۖ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [يونس: 54]
ألا يستثمرُ العبدُ ساعاتِ حياته وما أنعمَ اللهُ عليه بما يدفعُ عنه عذابَ يومِ القيامة؟ فإنه لا يدري أيَّ عملٍ سينجيه يومَ يَرخُصُ كلُّ غالٍ في سبيل تلك النجاة. كم من حالةٍ من العذاب النفسي يتقلَّبُ فيها الكافرُ، فتارةً يُسِرُّ الندامةَ، وتارةً يُعلنُها! ربَّنا، لا يكونُ منك إلا العدلُ والفضل، لكننا نطمعُ في رحمتك وفضلِك، وجودك وإحسانك، فبلِّغنا ما نطمعُ، وأمِّنَّا ممَّا نخاف. |
﴿وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَٰمِلُونَ ﴾ [هود: 121]
حين لا تُجدي أدلَّةُ الحقِّ في نفوس المبطلين، ويسيطر الاختلافُ بينهم وبين المحقِّين؛ يأتي منهجُ المُتاركة وانتظارِ العاقبة. مهما عاند المُعرِضون، ووقف في الطريق الصادُّون، فلا يُحدِثُ ذلك في عزيمة المؤمن فُتورًا، ولا في عمله قصورًا، بل يدفعُه للعمل لدينه، وتجاوزِ العقَباتِ في طريقه. |
﴿وَٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴾ [هود: 122]
ينتظر المؤمن مواعيدَ ربِّه في شأن دينه بإيمان ويقين، وينتظرُها الكافرون برَيبٍ وتكذيب، فما أبعدَ الفرق! |
﴿أَفَأَمِنُوٓاْ أَن تَأۡتِيَهُمۡ غَٰشِيَةٞ مِّنۡ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوۡ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [يوسف: 107]
الخــوف مــن عقــاب الله الدنيويِّ أو الأخرويِّ داعٍ إلى كمال الإيمان به سبحانه، بلا شِرك ولا نفاق. |
﴿وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوۡمَ يَأۡتِيهِمُ ٱلۡعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَآ أَخِّرۡنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ نُّجِبۡ دَعۡوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَۗ أَوَلَمۡ تَكُونُوٓاْ أَقۡسَمۡتُم مِّن قَبۡلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٖ ﴾ [إبراهيم: 44]
الساعاتُ التي كان يقضيها ناسٌ في ضلالاتهم، سيكون أقصى أمانيِّهم يومَ القيامة أن يحظَوا ببعضها ليتداركوا ما فرَّطوا، فالسعيدُ مَن وُفِّق إليها زمنَ المُهلة قبل فوات الأوان. سيأتي على المشككين بالحساب، المكذبين بالآخرة والمآب، يومُ الحاقة، الذي يندمون فيه ولاتَ ساعةَ مَندَم. |
﴿كَمَآ أَنزَلۡنَا عَلَى ٱلۡمُقۡتَسِمِينَ ﴾ [الحجر: 90]
لا يُصدِّقُ بعضَ كتابِ الله دون بعض إلا سائرٌ على نهج مَن حلَّ بهم العذابُ ولم يعتبر. |
﴿ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ ﴾ [الحجر: 91]
مَن فرَّقَ بين آيات كتاب الله فآمنَ ببعض وكفر ببعضٍ، هو كمَن أراد الانتفاعَ بحياة حيٍّ وقد فرَّقه أعضاءً، فأنَّى يكون ذلك؟! تفرَّق أعداءُ القرآن في أوصاف ذمِّه، وعبارات التنقُّص منه، ولكنَّهم اتفقوا في الكفر به، وجحود ما جاء فيه. |
﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسۡـَٔلَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ﴾ [الحجر: 92]
ألا فليستعدَّ لسؤالِ الربِّ الخالق كلُّ مَن عادى القرآنَ وكذَّب به أو ببعضه. |
﴿عَمَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الحجر: 93]
ما أشقَّ أن يُحاسَبَ العبدُ على كلِّ صغيرةٍ اجترحها، وكلِّ كبيرة اقترفها! فإنه مَن نُوقشَ الحسابَ عُذِّب، فكيف بما وراءَه؟! |
﴿أَفَأَمِنَ ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [النحل: 45]
لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه. هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه. |
﴿أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ﴾ [النحل: 46]
لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه. هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه. |
﴿أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل: 47]
لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه. هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه. |
﴿مَن كَفَرَ بِٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِهِۦٓ إِلَّا مَنۡ أُكۡرِهَ وَقَلۡبُهُۥ مُطۡمَئِنُّۢ بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَٰكِن مَّن شَرَحَ بِٱلۡكُفۡرِ صَدۡرٗا فَعَلَيۡهِمۡ غَضَبٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ﴾ [النحل: 106]
لا بدَّ لمَن عرَف الحقَّ أن يعملَ بمقتضاه، فإن خالفه باختياره فأيُّ نفع لمعرفته تلك؟! الإسلام يراعي نفوسَ البشر، فلا يؤاخذُها بما خرج عن طاقتها، وصعُب عليها احتمالُه، معتبرًا أن الأصل ما يكمُنُ في النفوس من الإيمان، لا ما خالف ذلك من أعمال الجوارح عند الإكراه. لا يكون الإكراهُ عذرا، لمَن قد شرح بالكفر صدرا. لا ينشرح قلبٌ اطمأنَّ بالإيمان إلى عقائد الكافرين ولا إلى مقولاتهم، ولا يتشوَّفُ إليها، ولا يرضى بها. ليست العقيدةُ بصفقةٍ قابلةٍ للبيع والمساومة، والربحِ والخسارة، والأخذِ والردِّ، بل هي أعلى من ذلك وأكرم، وأعزُّ وأعظم. عجبًا لمَن يطلب رضا الكافرين بكفره بربِّ العالمين! واللهُ هو الأحقُّ بالإرضاء تبارك وتعالى، فمَن فعل ذلك باءَ بغضبه، واصطلى بعذابه. |
﴿أَفَأَمِنتُمۡ أَن يَخۡسِفَ بِكُمۡ جَانِبَ ٱلۡبَرِّ أَوۡ يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗا ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ وَكِيلًا ﴾ [الإسراء: 68]
ما من مكانٍ يعصِمُ من غضب الله تعالى إن حلَّ، فإنه كما يُغيِّب مَن شاء بالغرق في البحر، كذلك يغيِّب مَن أراد بالخسف في البرِّ، وكلاهما أمام قدرته سِيَّان. إذا أراد الله أن تنهارَ بعباده الأرضُ خسفًا، أو يُمطرَهم بحجارة من السماء فتقتلَهم، فلن يجدوا أحدًا يحفظهم مِن عذابه؟ أفما كان الأجدى لهم أن يوحِّدوه، حتى يَسلَموا من المكروه؟ |
﴿أَمۡ أَمِنتُمۡ أَن يُعِيدَكُمۡ فِيهِ تَارَةً أُخۡرَىٰ فَيُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ قَاصِفٗا مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغۡرِقَكُم بِمَا كَفَرۡتُمۡ ثُمَّ لَا تَجِدُواْ لَكُمۡ عَلَيۡنَا بِهِۦ تَبِيعٗا ﴾ [الإسراء: 69]
إنك لا تزالُ بحاجةٍ إلى الله عزَّ وجلَّ ما حَييت، ولولا حفظُ الله وتوفيقُه ما بقيت. |
﴿وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِۦٓ أَعۡمَىٰ فَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلٗا ﴾ [الإسراء: 72]
مَن عَمِيَ في الدنيا عن طريق الهداية والسلامة، عمِيَ عن طريق النجاة من العذاب يوم القيامة. أمَّا ضلالُ الآخرة فلا خلاصَ منه، وأمَّا ضلالُ الدنيا فالخلاصُ منه بسلوك طريق النور، الذي جعل الله عليه أئمَّةً هادين. |
﴿وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [مريم: 39]
كم حسرةٍ يوم القيامة تصيب أهلَ العذاب على ما فرَّطوا في جنب العظيم التوَّاب، أما لو تحسَّروا على ذنوبهم في الدنيا فتابوا لما تحسَّروا في الآخرة وعُذِّبوا. التذكيرُ بحسرات القيامة، ووعظُ الناس بذلك، قد يوقظ بعض القلوب الغافلة، فلا تنسَ أيها الداعيةُ، وعِظِ الناس بهذه الموعظة. تلك حقيقةُ الكافر؛ غافل عمَّا يُراد به وما يُراد منه، لا يستفيق من غفلته إلا يوم يُدخل في قبره، فحينئذٍ يعرف حقيقةَ أمره. |
﴿۞ وَمَن يَقُلۡ مِنۡهُمۡ إِنِّيٓ إِلَٰهٞ مِّن دُونِهِۦ فَذَٰلِكَ نَجۡزِيهِ جَهَنَّمَۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 29]
أيُّ ظلم أعظم من ادِّعاء العبد المفتقر إلى سيِّده من جميع الوجوه مشاركةَ ربِّه جلَّ جلاله في خصائص الألوهية والربوبية؟ |
﴿وَإِنَّا عَلَىٰٓ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمۡ لَقَٰدِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 95]
لو شاء الله تعالى لأرى نبيه بعينه مسيرة الصراع بينه وبين المشركين خطوة خطوة حتى يجيء نصر الله والفتح؛ فإنَّ مصارعهم عنده حاضرة؛ إلا أنه كتب لها آجالًا موقوتة. |
﴿لَعَلِّيٓ أَعۡمَلُ صَٰلِحٗا فِيمَا تَرَكۡتُۚ كـَلَّآۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَاۖ وَمِن وَرَآئِهِم بَرۡزَخٌ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 100]
قال قَتادةُ رحمه الله: (طلبَ الرجوعَ ليعمل صالحًا، لا ليجمعَ الدنيا ويقضي الشهوات، فرحم الله امرءًا عمل فيما يتمنَّاه الكافر إذا رأى العذاب). كلمة الموقف الرهيب ليست ككلمة الإخلاص المنيب، وإنما هي كلمةٌ تقال في لحظة الضيق، حتى وإن كان لها في القلب رصيدٌ من الصدق، فلن تقبل؛ لانقضاء وقت الإيمان وانقطاع التكليف. |
﴿وَقَدِمۡنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنۡ عَمَلٖ فَجَعَلۡنَٰهُ هَبَآءٗ مَّنثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]
إن أعظم الحسَرات على العبد يوم القيامة أن يرى سعيَه كلَّه ضائعًا لم ينتفع منه بشيء، وهو أحوج ما يكون إليه، في حين يسعَد أهلُ السعي النافع بسعيهم. |
﴿وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَكُبَّتۡ وُجُوهُهُمۡ فِي ٱلنَّارِ هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ﴾ [النمل: 90]
مَن تنكَّب الهدى وأشاح عنه بوجهه جوزيَ به كَبًّا لذلك الوجه في النار، حين أعرض عن الحقِّ الواضح وضوحَ الليل والنهار. |
﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [القصص: 50]
لا طريقَ إلى الحقِّ سوى الاتِّباع لرسول الله ﷺ فمَن لم يأتمَّ به في أحكامه، ويستجِبْ له فيما جاء به، فقد جعل الهوى له إمامًا. أيُّ ضلال أعظمُ من ضلال مَن ترك الطريق الموصلة إلى الجنَّة والرضوان، واتَّبع سبُل الهوى المفضية إلى العذاب والهوان؟ مَن اتَّبع الهوى وترك الهدى فقد ظلم نفسَه، ولو أنه ابتغى العدل، ووضعَ الأمور مواضعها، ما اختار غير طريق الحق. ما أشأم الظلمَ في منع الهداية عن صاحبه! |
﴿أَفَلَمۡ يَرَوۡاْ إِلَىٰ مَا بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۚ إِن نَّشَأۡ نَخۡسِفۡ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ نُسۡقِطۡ عَلَيۡهِمۡ كِسَفٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّكُلِّ عَبۡدٖ مُّنِيبٖ ﴾ [سبأ: 9]
مَن قدَر على خلق الأجرام العظام، لا يُعجزه إعادة ما بَليَ من الأجسام. لو أراد مَن يملك السماواتِ والأرضَ أن يسخِّرَهما في عقاب عباده العاصين له لفعل، فكيف يأمنون خسفًا من الأرض أو عذابًا ساقطًا من السماء، وقد فعل بقارون وأصحاب الأيكة ما قد علموا. كلَّما كان العبد أعظمَ إنابة إلى الله كان انتفاعه بآياته أكبر، فإنه بتوجُّه إرادته إلى ربِّه، وجعلِ هَمِّه الاشتغالَ بمرضاته؛ يصير نظره إلى مخلوقاته نظَر فكرة وعبرة. |
﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا يَمۡلِكُ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٖ نَّفۡعٗا وَلَا ضَرّٗا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [سبأ: 42]
لقد خاب عَبَدة الأصنام دنيا وأخرى، فلم تنفعهم بمنفعة، ولم تدفع عنهم مضرَّة، ولم تُفِدهم بشفاعة، ولا أنجدتهم بنصرة. في جهنَّم ألوانٌ من العذاب النفسيِّ الشديد، فأهل النار يُبكَّتون ويُوبَّخون، ويعذَّبون بالنار التي كانوا بها يكذِّبون. |
﴿قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴾ [سبأ: 49]
منذ أن جاء القرآن استقرَّ منهج الحق، ولم يعُد للباطل أمامه إلا منازعة ومماحلة، فإن غلب الباطل أحيانًا فتلك ليست غلبةً على الحقِّ، بل هي غلبةٌ على المنتمين إليه، ولا تلبث أن تزول. |
﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمۡ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلۡمُنذَرِينَ ﴾ [الصافات: 177]
العذاب إذا كان بعيدًا تصاغرَته النفوس، وربما استعجلته، فإذا وقع ساءها ذلك أعظمُ المساءة. |
﴿وَمَا يَنظُرُ هَٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ ﴾ [ص: 15]
هي نفخةٌ واحدة؛ ﴿ونُفخَ في الصُّور فصَعِقَ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرضِ إلا مَن شاء الله﴾ ، فلا تعدُ قدرك أيُّها الإنسان، واسلك جادَّة النجاة والأمان! |
﴿وَلَوۡ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦ مِن سُوٓءِ ٱلۡعَذَابِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ ﴾ [الزمر: 47]
بعضُ المرضى في الدنيا يتمنَّون أن يفتدوا بكلِّ ما يملكون من مرارة مرضٍ ألمَّ بهم، فما بالك بمَن يذوق مُرَّ عذاب الله يوم الحساب؟! غاية الخسران والندامة أن يبدوَ لك أيُّها العبدُ الضعيف من الله ما لا تتوقَّعُه، فكُن على حذَر دائم، فإن المُجازيَ قهَّار ذو انتقام. كما أن الجنَّة فيها من النعيم ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشَر، فكذلك الجحيمُ فيها من ألوان العذاب والتنكيل ما لا يُتخيَّل ولا يُتصوَّر، فإيَّاك وإيَّاها! |
﴿وَبَدَا لَهُمۡ سَيِّـَٔاتُ مَا كَسَبُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الزمر: 48]
أيُّها المسلم العاقل، تدارك سيِّئاتك قبل أن توردَك المهالك، وتصيبَك بما لا قِبَل لك به من عذاب. |
﴿وَمَن يُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُۥ مِن وَلِيّٖ مِّنۢ بَعۡدِهِۦۗ وَتَرَى ٱلظَّٰلِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ يَقُولُونَ هَلۡ إِلَىٰ مَرَدّٖ مِّن سَبِيلٖ ﴾ [الشورى: 44]
كما ترى الظالمين في الدنيا مستعلين على عباد الله قهرًا وعَسفًا، ستراهم في الآخرة أذلَّاء صاغرين، يودُّون لو يجدون إلى الفِرار سبيلا. |
﴿فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ ﴾ [الزخرف: 41]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿أَوۡ نُرِيَنَّكَ ٱلَّذِي وَعَدۡنَٰهُمۡ فَإِنَّا عَلَيۡهِم مُّقۡتَدِرُونَ ﴾ [الزخرف: 42]
لا يظنَّ المشركون المعاندون أنهم في مأمن من أخذة الله عزَّ وجلَّ وانتقامه؛ فإن قدرته تعالى تحيط بهم، وعذابَه سيَحُلُّ بهم، فالحذرَ الحذرَ من الشرك وطرُقه. |
﴿فَٱرۡتَقِبۡ يَوۡمَ تَأۡتِي ٱلسَّمَآءُ بِدُخَانٖ مُّبِينٖ ﴾ [الدخان: 10]
قال ﷺ: «بادروا بالأعمال ستًّا: طلوعَ الشمس من مغربها، أو الدُّخانَ، أو الدجَّالَ، أو الدابَّة، أو خاصَّة أحدكم أو أمر العامَّة». |
﴿ثُمَّ تَوَلَّوۡاْ عَنۡهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٞ مَّجۡنُونٌ ﴾ [الدخان: 14]
لا يزال المرء يَبعُد عن الحقِّ ويكذِّب بالصدق حتى يطردَه الله من رحمته، ويُبعدَه عن صراطه، فلا تنفعه الذكرى، ولا يهتدي سبيلا. لا تنفع الاستفاقةُ المتأخِّرة والإيمان بعد ذهاب وقته؛ فكيف للمشركين الاتِّعاظُ بعدما أعرضوا عن رسول الله، واتَّهموه بالتُّهم الباطلة؟! |
﴿فَٱرۡتَقِبۡ إِنَّهُم مُّرۡتَقِبُونَ ﴾ [الدخان: 59]
كلٌّ يرتقب ويتمنَّى، ولكن شتَّان بين ارتقاب المؤمنين المتحقِّق بالتمكين والانتصار، وارتقاب الكافرين المنتهي بالخيبة. |
﴿قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَأۡفِكَنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّٰدِقِينَ ﴾ [الأحقاف: 22]
ما أحمق الإنسان إذ يستعجل هلاكه، ويستبطئ حتفه، فيستهزئ بوعيد الله تعالى، وحين يأتيه ذلك الوعيد سيعلم يقينًا أي منقلب سينقلب. |
﴿قَالَ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ ﴾ [الأحقاف: 23]
لقد سلكَ هودٌ وغيره من الرسُل الطريقَ الذي رسَمه لهم الحقُّ تعالى في دعوة الناس؛ فهم للناس مُبلِّغون ما أُمروا بتبليغه، وما ليس لهم به علمٌ وكلوه إلى عالِمه، فعلى الداعي إلى الله أن يكونَ مبلِّغًا ما يعلم، غير متقوِّل على الله ما لا يعلم. |
﴿وَمَن لَّا يُجِبۡ دَاعِيَ ٱللَّهِ فَلَيۡسَ بِمُعۡجِزٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَيۡسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءُۚ أُوْلَٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ ﴾ [الأحقاف: 32]
أين المَفرُّ لمَن لم يؤمن برسول الله ﷺ، ويتَّبعه فيما جاء به إذا أراد الله إنزال العذاب به؟! إنه لا ملجأ له يؤويه، ولا ناصرَ ينصُره فيما هو فيه. |
﴿﴾ [الأحقاف: 47]
|
﴿فَذَرۡهُمۡ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي فِيهِ يُصۡعَقُونَ ﴾ [الطور: 45]
قد يَكيدُ الكفَّار والمنافقون في الدنيا ما شاؤوا، فإذا جاء يومُ القيامة اضمحلَّ كيدُهم، وبطَلَ إفكُهم، فلا تحزن أيها المؤمن الموحِّد. |
﴿هَٰذَا نَذِيرٞ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلۡأُولَىٰٓ ﴾ [النجم: 56]
مضى النبيُّ ﷺ على سَننِ مَن قبله من الرسُل في إقامة التوحيد وإرساء الحقِّ والعدل، وحريٌّ بنا أن نمضيَ على ذات السَّننِ الذي مضى عليه نبيُّنا. |
﴿أَزِفَتِ ٱلۡأٓزِفَةُ ﴾ [النجم: 57]
كلُّ آتٍ قريب، ومن هنا سمِّيت القيامةُ (آزفة) لقُرب وقوعها؛ ليبقى العقلاء دومًا على استعداد لها، وتأهُّب لأهوالها. |
﴿لَيۡسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ ﴾ [النجم: 58]
كلُّ آتٍ قريب، ومن هنا سمِّيت القيامةُ (آزفة) لقُرب وقوعها؛ ليبقى العقلاء دومًا على استعداد لها، وتأهُّب لأهوالها. |
﴿سَيُهۡزَمُ ٱلۡجَمۡعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ ﴾ [القمر: 45]
مَن اتَّكل على قوَّته وَكَله الله إلى ضعفه، ومَن اغترَّ بقُدرته أولاه الله إلى عَجزه، ومَن اعتصم بجَمعه وكثرته فرَّق الله شملَه وأذهب ريحَه. |
﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۖ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الحشر: 4]
إن مشاقَّةَ الله تعالى وعَداءه هي مشاقَّةٌ لرسوله ولشرعه. الحرب ليست بين المؤمنين والكافرين، ولكنَّها على الحقيقة بين الكفَّار وربِّهم سبحانه، والله بفضله يوفِّق من يشاء لنصرة دينه وإظهار شرعه. |
﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]
شتَّانَ بين شعورٍ بأمان يُفضي إلى الغفلة عن الله وعظيم قُدرتِه، وشعورٍ بأمان مصحوب بإيمان ينتهي إلى الطُّمَأنينة بالله وجميل رحمتِه. ليس بعد النذُر إلا الانتقام، وشدَّة العذاب والإيلام، فلنحذَر ما حذَّرَنا منه ربُّنا، ولنعتبر بمَصير من سبقَنا، قبل فوات الأوان. |
﴿أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ ﴾ [الملك: 17]
شتَّانَ بين شعورٍ بأمان يُفضي إلى الغفلة عن الله وعظيم قُدرتِه، وشعورٍ بأمان مصحوب بإيمان ينتهي إلى الطُّمَأنينة بالله وجميل رحمتِه. ليس بعد النذُر إلا الانتقام، وشدَّة العذاب والإيلام، فلنحذَر ما حذَّرَنا منه ربُّنا، ولنعتبر بمَصير من سبقَنا، قبل فوات الأوان. |
﴿فَذَرۡهُمۡ يَخُوضُواْ وَيَلۡعَبُواْ حَتَّىٰ يُلَٰقُواْ يَوۡمَهُمُ ٱلَّذِي يُوعَدُونَ ﴾ [المعارج: 42]
أيها الداعيةُ، لا تبتئس لقلَّة المستجيبين لدعوتك، فحسبُك أن تبلِّغَ رسالةَ ربِّك. ما أسرعَ الكافرَ إلى دروب الباطل! وسيأتي يوم يُرغَم فيه على المسارعة لملاقاة جزاء ربِّه العادل، وقد غشيَه الخزيُ يومئذٍ والمهانة. |
﴿ٱلسَّمَآءُ مُنفَطِرُۢ بِهِۦۚ كَانَ وَعۡدُهُۥ مَفۡعُولًا ﴾ [المزمل: 18]
أرأيتَ إلى السماء العظيمة المحكَمة كيف تتصدَّع وتتشقَّق من هول القيامة، فما الظنُّ بالعبد في لُجَّة ذلك اليوم العَصيب؟ |
﴿أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [المرسلات: 16]
في هلاك المكذِّبين السابقين عِظةٌ واعتبار، فمَن لم يعتبر بما حلَّ بهم لقيَ مثلَ ما لقُوا، وكانت عاقبة أمره خُسرًا! |
﴿ثُمَّ نُتۡبِعُهُمُ ٱلۡأٓخِرِينَ ﴾ [المرسلات: 17]
في هلاك المكذِّبين السابقين عِظةٌ واعتبار، فمَن لم يعتبر بما حلَّ بهم لقيَ مثلَ ما لقُوا، وكانت عاقبة أمره خُسرًا! |
﴿كَذَٰلِكَ نَفۡعَلُ بِٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [المرسلات: 18]
في هلاك المكذِّبين السابقين عِظةٌ واعتبار، فمَن لم يعتبر بما حلَّ بهم لقيَ مثلَ ما لقُوا، وكانت عاقبة أمره خُسرًا! |
﴿فَمَهِّلِ ٱلۡكَٰفِرِينَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَيۡدَۢا ﴾ [الطارق: 17]
منهج الدعاة السَّيرُ على خُطا الأنبياء، بالصبر على سفَه الفاجر الدَّنيء، والحِلم على طَيش الحاقد الرَّديء، حتى يقضيَ الله بأمره. إنَّ النَّكال والعذاب لمُصيبان أهلَ الكفر والحقد عاجلًا أو آجلًا، فطِب أيها المسلمُ نفسًا، وثق بعدل الله وانتقامه. |
﴿وَمَا يُغۡنِي عَنۡهُ مَالُهُۥٓ إِذَا تَرَدَّىٰٓ ﴾ [الليل: 11]
سيأتي يومٌ يعلم فيه من بخل بماله أنه لن يدفعَ عنه ضُرًّا ولن يجلبَ له نفعًا، ولكن حين لا ينفعُه علمٌ ولا يُغني عنه عمل، فهلَّا كان قبلُ! |
﴿إِنَّ عَلَيۡنَا لَلۡهُدَىٰ ﴾ [الليل: 12]
تولَّى الله هدايةَ خلقه بأن بيَّن لهم كلَّ ما يلزمهم في العقيدة والعبادة والمعاملات والأخلاق، فيا خيبةَ من حاد عن هُداه. أيها المسلمُ، علِّق قلبك بربِّك ولا تعلِّقه بسواه، موقنًا أنه سبحانه له وحدَه ملكُ الآخرة والأولى، ولن يُنجيَك إلا رضاه. |
مواضيع أخرى في القرآن الكريم
الافتراء على الله ورسوله اسم الله الغفّار فتنة الثروة اسم الله المجيب التحريف السجدات البيعة رب هذه البلدة تنزيه النبي عن الشعر الاستعاذة قبل التلاوة
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 21, 2024
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب