قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن العبر التاريخية في أنباء القرى في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ﴾ [آل عمران: 13]
ليست العِبرةُ بالكثرة، فإن الغلَبة لأولياء الله المؤمنين وإن كانوا قلَّة، ولنا في التاريخ أصدقُ عِظة.
فلتثِق الأمَّة بوعد الله، ولتأخُذ للأمر عُدَّته، ولا تقنَط إذا ما تأخَّر النصر أو أبطأ، فثَمَّة موعدٌ لا يتأخَّر، ولنستحضِر دومًا: ﴿وكان حقًّا علينا نصرُ المؤمنين﴾ .
لا بدَّ من بصرٍ ينظر وبصيرةٍ تتدبَّر؛ لتتجلَّى العِبرة وتعيَها القلوب، فكم من عِبرةٍ تمضي والناسُ عنها غافلون!
سورة: آل عمران - آية: 13  - جزء: 3 - صفحة: 51
﴿أَلَمۡ يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ مَّكَّنَّٰهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَا لَمۡ نُمَكِّن لَّكُمۡ وَأَرۡسَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡهِم مِّدۡرَارٗا وَجَعَلۡنَا ٱلۡأَنۡهَٰرَ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قَرۡنًا ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]
العاقل مَن اتَّعظ بغيره، والجاهلُ مَن اتَّعظَ بنفسه، فاللبيبُ إذا قرأ تاريخَ مَن غَبَر كان له منه مُعتَبَر، فوجدَ أن موالاةَ النِّعَم على المعرضين، تعجِّل لهم النِّقَمَ في أقرب حين.
إنما التمكينُ بتيسير الله تعالى، فهو مَن يَمُدُّ بأسبابه ليبلوَ عباده؛ أيقومون بعهده فيعبدونه، أم يجعلون من أنفسهم طواغيتَ فيجحدونه؟ الذنوب مِنجَلُ حصاد، يستأصلُ الظالمين من العباد، وقد جرَت سنَّةُ الله تعالى بذلك في كلِّ عصر، فهلَّا من توبةٍ قبل حلولِ العقوبة.
إذا انقرضت الأمَّةُ الظالمة فجاءت بعدها أمَّةٌ أخرى، فإن كانت عاقلةً لم تسلُك مسلكَ الأمَّة الهالكة، وإن جمَحَت بها الأهواءُ فسارت سَيرَها فلترتقب مصيرَ سلفِها، ولو طال بها الزمن.
سورة: الأنعام - آية: 6  - جزء: 7 - صفحة: 128
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ ﴾ [الأنعام: 42]
من علاماتِ سعادة المرء، وإرادةِ الله الخيرَ به أن تردَّه المِحنُ إلى ربِّه، وتطرحَه على بابه، فيضرَعَ إليه، ويتذلَّلَ بين يديه.
سورة: الأنعام - آية: 42  - جزء: 7 - صفحة: 132
﴿فَلَوۡلَآ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 43]
قال قَتادةُ رحمه الله: (تضَعضَعوا لعقوبةِ الله بارك الله فيكم، ولا تَعرَّضوا لعقوبةِ اللهِ بالقَسوة؛ فإنه عابَ ذلك على قومٍ قبلكم).
كم يُغري الشيطان الإنسانَ بمَساوي الأخلاقِ والأعمال حتى يعملَها! ثم يزيِّنُها له حتى يقسوَ قلبُه فيُطبَعَ عليها، فيصعُبَ عليه مفارقتُها.
سورة: الأنعام - آية: 43  - جزء: 7 - صفحة: 132
﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ﴾ [الأنعام: 44]
قال رسولُ الله ﷺ: «إذا رأيتَ اللهَ يعطي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يحبُّ، فإنما هو استدراج».
قال قَتادةُ رحمه الله: (بَغَتَ القومَ أمرُ الله، وما أخذَ اللهُ قومًا قطُّ إلا عند سَكرتهم وغِرَّتهم ونِعمَتِهم، فلا تغترُّوا بالله، فإنه لا يغترُّ باللهِ إلا القومُ الفاسقون).
يا سادرًا في غفلتِه وعصيانه، وهاجرًا طاعةَ ربِّه، وغارقًا في لذَّاته ونِعَمه، انتبه فإن العقوباتِ قد تفاجئك في قمَّةِ سرورك، وعنفوانِ غرورك.
سورة: الأنعام - آية: 44  - جزء: 7 - صفحة: 132
﴿فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنعام: 45]
إهلاك الظالمين غيثُ رحمةٍ أزاح كدرَ الظلم والظلام، فأصبح الجوُّ برَّاقَ الثنايا مُشرقَ الجوانب، وتلك نعمةٌ تستحقُّ حمدَ الله وشكرَه.
سورة: الأنعام - آية: 45  - جزء: 7 - صفحة: 133
﴿وَكَم مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا فَجَآءَهَا بَأۡسُنَا بَيَٰتًا أَوۡ هُمۡ قَآئِلُونَ ﴾ [الأعراف: 4]
إن مصارعَ الغابرين خيرُ مذكِّرٍ وخيرُ منذر؛ يستصحبُها القرآنُ ويجعلُها مطارقَ مُوقِظةً للقلوب البشرية الغافلة.
لا ينبغي لعاقلٍ أن يأمنَ صفوَ الليالي، ولا مواتاةَ الأيام، بل عليه أن يَلزمَ حصنَ الطاعة والحذر، ففي القرون الدوارس لمَن ادَّكرَ مُعتبَر.
سورة: الأعراف - آية: 4  - جزء: 8 - صفحة: 151
﴿فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَآءَهُم بَأۡسُنَآ إِلَّآ أَن قَالُوٓاْ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 5]
يا له من موقفٍ مخيف! ذلك الذي يكون أقصى المحاولةِ فيه الاعترافَ بالذَّنب؛ فإن الندمَ قد فات موعدُه، والتوبةَ قد انقطعت طريقُها بحلول العذاب.
سورة: الأعراف - آية: 5  - جزء: 8 - صفحة: 151
﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّآ أَخَذۡنَآ أَهۡلَهَا بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَضَّرَّعُونَ ﴾ [الأعراف: 94]
كم نفوسٍ ربَّتها الشدائدُ والمصائب، وعدَّلت مسيرَها الآلامُ والتجارِب، بعد أن كانت سادرةً في حِضن الهناء، ساهيةً في أحلام الرخاء، فخرجت من محنها إلى التوبة النصوح.
سورة: الأعراف - آية: 94  - جزء: 9 - صفحة: 162
﴿وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 102]
في ميزان الحقِّ ليست الكثرةُ هي برهانَ الصواب، فإن أكثر الأمم نكثوا العهدَ الذي أوصاهم الله به من التوحيد واتِّباع الرسُل، فلنمضِ في ركاب المصلحين ولو كانوا قلَّة.
سورة: الأعراف - آية: 102  - جزء: 9 - صفحة: 163
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيّٞ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 52]
إن سُنَّة الله التي يمضي بها قدَرُه، ويجري بها حُكمُه، أن العذاب يصيبُ مَن حاد عن سبيله ممَّن تقدَّم أو تأخَّر.
قوَّة الله وشدَّة عقابه تردع كلَّ مَن له عقلٌ أن يقعَ في مَساخطِه أو يتجاوزَ ما حُدَّ له، فأين العقلاء؟!
سورة: الأنفال - آية: 52  - جزء: 10 - صفحة: 183
﴿كَدَأۡبِ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۚ كَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ فَأَهۡلَكۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَۚ وَكُلّٞ كَانُواْ ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنفال: 54]
إنه وإن أمهلَ سبحانه المكذِّبين الجاحدين، فإنه يوشكُ أن يُنزلَ بهم عذابَه، فتلك سنَّةٌ له ماضية لا تتخلَّف، فالإمهالُ لا يعني الإهمال.
الظلم على اختلاف أنواعه بابُ الهلاك، ومسلكُ الوَبال، وطريقُ الزوال.
سورة: الأنفال - آية: 54  - جزء: 10 - صفحة: 184
﴿كَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ كَانُوٓاْ أَشَدَّ مِنكُمۡ قُوَّةٗ وَأَكۡثَرَ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا فَٱسۡتَمۡتَعُواْ بِخَلَٰقِهِمۡ فَٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِخَلَٰقِكُمۡ كَمَا ٱسۡتَمۡتَعَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُم بِخَلَٰقِهِمۡ وَخُضۡتُمۡ كَٱلَّذِي خَاضُوٓاْۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ﴾ [التوبة: 69]
إنما قد يسيرُ في درب الهلاك مَن يجهل مآلَه، فواعجبًا ممَّن يسلُكه وهو بسوء مُنقَلبه عالم! الاستزادة من الشهَوات، والاستدامة في التمتُّع بها، والجِدُّ في طلبها، هو دأبُ العُصاة وغايةُ أمانيِّهم.
لا تُنكِر حُسنَ عيش الكافرين وكثرةَ لذَّاتهم، وتوسُّعَ تنعُّمهم وطِيبَ حياتهم الدنيا، فتلك جنَّتُهم وطيِّباتُهم المعجَّلة، وليس لهم منها شيءٌ في الآخرة.
الفساد يكون إمَّا من جهة الاستمتاع بالشهَوات، وإمَّا من جهة الخوض في الشبُهات، والعلم والصبر زادُ الناجين.
يلهـو كثـيرٌ من الناس في دنياهم، مستمتعين بما قدَروا عليه من اللذَّات، بعيدًا عن منهج الله، ويعُدُّون ذلك مكسبًا، ولا يشعرون أنهم عند الله خاسرون!
سورة: التوبة - آية: 69  - جزء: 10 - صفحة: 198
﴿أَلَمۡ يَأۡتِهِمۡ نَبَأُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَقَوۡمِ إِبۡرَٰهِيمَ وَأَصۡحَٰبِ مَدۡيَنَ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتِۚ أَتَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِۖ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [التوبة: 70]
حين لا يفكِّرُ ذوو القوَّة بمَصارع الأقوياء قبلهم، تجري عليهم السُّننُ الإلهيَّة على حين غِرَّة، فيُؤخَذون وهم في نَعمائهم يتقلَّبون.
لا تنفعُ عِظاتُ الماضي إلا مَن تتفتَّحُ بصائرُهم لإدراك سنَّة الله التي لا تتخلَّف ولا تتبدَّل، ولا تُحابي أحدًا من الناس.
القوَّة إذا لم تُقَد بالهداية توجَّهت إلى مُراد بطشها عمياءَ؛ لا ترى عِبرَ الماضي، ولا تفكِّر في فواجع المستقبل العادل.
أرأيتَ شدَّةَ مَصارع الأمم؟ أما لو نظرتَ إلى قبيح أفعالهم وشدَّةِ عنادهم لربِّهم لعلمتَ أنهم هم الذين جنَوا على أنفسهم، وأنهم أهلٌ لما حلَّ بهم.
سورة: التوبة - آية: 70  - جزء: 10 - صفحة: 198
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا ٱلۡقُرُونَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْۚ كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [يونس: 13]
العِلَّة في النفوس، فإذا خبُثت واختارت طريق الظُّلم لم تقبَل آياتِ ربِّها سبحانه.
طريقُ الإجرامِ نهايتُها الآلام، فمَن سلكَها فلينتظر ما حلَّ بالمجرمين من قبله.
سورة: يونس - آية: 13  - جزء: 11 - صفحة: 209
﴿ذَٰلِكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيۡكَۖ مِنۡهَا قَآئِمٞ وَحَصِيدٞ ﴾ [هود: 100]
لِينظُر الإنسانُ بعين الاعتبار في الأمم الخالية، والقرونِ الماضية، والأماكنِ الدارسة، كيف رحل أهلُها عن الدنيا أحوجَ ما كانوا إليها، وتركوها أحبَّ ما كانت إليهم! هلَّا اعتبرَ الناظرُ في أحوال الغابرين بما بقيَ من آثارهم شاهدًا على قوَّتهم وعظيم عُمرانهم، وبما اندثرَ منها فلم يبقَ منها أثر!
سورة: هود - آية: 100  - جزء: 12 - صفحة: 233
﴿وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبٖ ﴾ [هود: 101]
لا يعصي العاصي ولا يبغي الباغي إلا ويصيبُ بفعله نفسَه، فمَن أراد أن يحفظَ نفسَه فليُبعدها عن موارد الهلكة.
ذهبت الآلهةُ الباطلةُ عن عابديها أحوجَ ما كانوا إليها، فلن ينفعَ التجاءُ من التجأ إلى غير الله تعالى شيئًا عند نزول الشدائد، وإنما يزيدُه ضررًا إلى ضرَره.
سورة: هود - آية: 101  - جزء: 12 - صفحة: 233
﴿وَكَذَٰلِكَ أَخۡذُ رَبِّكَ إِذَآ أَخَذَ ٱلۡقُرَىٰ وَهِيَ ظَٰلِمَةٌۚ إِنَّ أَخۡذَهُۥٓ أَلِيمٞ شَدِيدٌ ﴾ [هود: 102]
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذَه لم يُفلِتهُ».
فليبادِر كلُّ ظالم بالتوبة، ولا يغتَرنَّ بالإمهال، وليحذَر أخذَ ربِّه له؛ فإن أخذَ العزيز المقتدِر أليمٌ شديد.
سورة: هود - آية: 102  - جزء: 12 - صفحة: 233
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ قَوۡمِ نُوحٖ وَعَادٖ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا ٱللَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓاْ أَيۡدِيَهُمۡ فِيٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُوٓاْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَآ إِلَيۡهِ مُرِيبٖ ﴾ [إبراهيم: 9]
لا تستغرب كفرَ الكافرين، وتغيُّظَهم من هذا الدين؛ فلقد مرَّ في الأزمان السابقة رسلٌ كثيرون لَقُوا من أقوامهم الغيظَ الشديد، والكفرَ الصريح.
الشكوك قد تكون لمرضِ صاحبها وعِناده، لا لضَعف الأدلَّة المعروضة عليه؛ فقد جاء الرسُل أقوامَهم بلسانهم الذي يعرفون، وأتَوهم بالبيِّنات التي لا ينكرها عاقلٌ منصف.
سورة: إبراهيم - آية: 9  - جزء: 13 - صفحة: 256
﴿يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأۡتِيهِ ٱلۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٞ ﴾ [إبراهيم: 17]
ما أشقَّ أن يصيرَ المرءُ إلى حالٍ يكون الموتُ الذي يفرُّ منه الناسُ هو منتهى آماله وغايةَ أمانيِّه! غُلِّظتِ العقوبةُ لغِلاظة أولئك الذين كانوا يهدِّدون دعاةَ الخير والصلاح، ويسومونهم سوءَ العذاب، والجزاءُ من جنس العمل.
سورة: إبراهيم - آية: 17  - جزء: 13 - صفحة: 257
﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ فِي شِيَعِ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الحجر: 10]
من رحمةِ الله بعباده أن أرسلَ إليهم رسلًا يدلُّونهم عليه، ويرشدونهم إليه.
سورة: الحجر - آية: 10  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الحجر: 11]
لا يَنقُص قدرَ الحقِّ استمرارُ استهزاءِ الناس به، وعلى الداعية ألا يحزنَ لذلك، فهذه سنَّةٌ جارية في دعوة الحق.
سورة: الحجر - آية: 11  - جزء: 14 - صفحة: 262
﴿قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡيَٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [النحل: 26]
عاقبة الذين يُدبِّرون أمورًا يَكيدون بها الأنبياء ودعواتهم وحملتَها أن يعود كيدُهم عليهم حتى يهلكَهم اللهُ به.
من العذاب ما لو جاء تدريجيًّا لخفَّ على النفس، لكنَّه حين يأتي فجأةً فإنه أشدُّ نكايةً وأعظمُ وقعًا.
سورة: النحل - آية: 26  - جزء: 14 - صفحة: 269
﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [النحل: 63]
مَن نظرَ فيما ابتُلي به الأنبياء، وما تعرَّضوا له من الأذى والعناء، صبرَ واحتمل، وزالَ عنه الغمُّ والأسى.
من أطاعَ الشيطانَ فقد والاه، وما والاه عبدٌ إلا انقطعت عنه أسبابُ هذه الوَلايةِ يوم القيامة، واستحالت عداوةً وتلاعُنًا.
سورة: النحل - آية: 63  - جزء: 14 - صفحة: 273
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 17]
هل يعسُر على مَن يتَّصفُ بالعلم التامِّ والخبرة الكاملة، أن يوصلَ الجزاءَ إلى مستحقِّيه، ويتفضَّل بالثواب على مبتغيه؟ حاشا وكلَّا.
سورة: الإسراء - آية: 17  - جزء: 15 - صفحة: 283
﴿۞ وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلٗا رَّجُلَيۡنِ جَعَلۡنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيۡنِ مِنۡ أَعۡنَٰبٖ وَحَفَفۡنَٰهُمَا بِنَخۡلٖ وَجَعَلۡنَا بَيۡنَهُمَا زَرۡعٗا ﴾ [الكهف: 32]
في قصَّـة الرجُلـين نموذجـــان صريحـان للنفس المغترَّة بزينة الحياة الدنيا وزخارفها، والنفس المعتزَّة بربِّها ودينها، فتأمَّل مصيرَ كلٍّ منهما، واعتبِر بهما.
ما ظاهرُه نعمةٌ وعطاء قد يكون سببَ الفتنة والبلاء، فلنحذر أن تَصرِفنا النِّعم عن شكر المنعم وإخلاص الطاعة له.
ما أشدَّ ظلمك أيها الإنسان! يمُنُّ الله عليك بالنعم الكثيرة، فتقابلها بالجحود والكنود! أفلا تقابلها بالشكر ليديمها عليك وتنعَم ببركتها؟! المؤمن إذا منَّ اللهُ عليه بنعمةٍ تواضع للخلق ونفعهم بها، وغيرُ المؤمن يؤذي الناسَ بنعمته ويتكبَّر عليهم بها.
سورة: الكهف - آية: 32  - جزء: 15 - صفحة: 297
﴿وَلَمۡ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٞ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا ﴾ [الكهف: 43]
مَن استوجب نقمةَ الله فهو مخذولٌ مخذول، لا فئةٌ قويةٌ تنصره، ولا قوَّةٌ له ينتصر بها.
سورة: الكهف - آية: 43  - جزء: 15 - صفحة: 298
﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَىٰهُ لَآ أَبۡرَحُ حَتَّىٰٓ أَبۡلُغَ مَجۡمَعَ ٱلۡبَحۡرَيۡنِ أَوۡ أَمۡضِيَ حُقُبٗا ﴾ [الكهف: 60]
أيُّ إصرارٍ هذا على طلب العلم، وأيُّ عزيمة؟! ألا ما أهونَ العناء عند أصحاب الهمَم من الرجال، إذا ما طلبوا معاليَ الأمور وشريفَها!
سورة: الكهف - آية: 60  - جزء: 15 - صفحة: 300
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَحۡسَنُ أَثَٰثٗا وَرِءۡيٗا ﴾ [مريم: 74]
إن الاغترارَ بمظاهر الحياة الدنيا سِمةُ مَن ليست لهم عقولٌ يعقلون بها أهواءهم وشهواتهم عن أن تنطلق بهم إلى مهالكهم.
الأثاث الذي ربما تفاخر به المرء بإظهاره أو نشر صوره، ومرأى الإنسان الذي طالما زينه وحسَّنه، لم تُغن مَن هم أحسن أثاثًا ورئيًا حين هلكوا، فهل لاحقٌ يَعتبر بسابق؟ طِيبُ الحال، وزيادة المتاع، وحسن المنظر مع المعصية أقربُ إلى الهلاك منه إلى النجاة.
سورة: مريم - آية: 74  - جزء: 16 - صفحة: 310
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هَلۡ تُحِسُّ مِنۡهُم مِّنۡ أَحَدٍ أَوۡ تَسۡمَعُ لَهُمۡ رِكۡزَۢا ﴾ [مريم: 98]
كانوا ملء السمع والبصر، ملؤوا الدنيا ضجيجًا، فأسكتهم الذي أنطقهم، وأبادهم الذي سوَّدهم، أفلا يعتبر العبد وينزجر؟!
سورة: مريم - آية: 98  - جزء: 16 - صفحة: 312
﴿أَفَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ ﴾ [طه: 128]
اقرأ تاريخَ الأمم الغابرة، وقلِّب صفحات الأقوام الداثرة؛ فإنك ستجد في حياتها ومصيرها عبرةً للرشاد، وموعظة تهديك إلى رب العباد.
ما نزل بالأمم المكذبة من الهلاك آيةٌ ناطقة بصحة ما جاءت به الرسل، وسببٌ من أسباب الهداية إلى طريق الحق، فإذا وقفت على شيء من ذلك فأعمِل عقلك في الاعتبار بها، وانهَ نفسك عن عمل أهلها.
سورة: طه - آية: 128  - جزء: 16 - صفحة: 321
﴿وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡيَةٖ كَانَتۡ ظَالِمَةٗ وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنبياء: 11]
لو اجتمعت كلمةُ أمَّة، وتناهت قوَّتها، حتى غدت سيِّدةَ زمانها بما عندها، ثم أذن اللهُ بقصمها، فلن يمنعَها عن ذلك شيء.
الظلم باب الهلكة؛ فالعاقل من الأفراد والأمم لا يدخله مهما امتدَّ بالظالم الزمان، وأُرخيَ له حبلُ الإمهال والأمان.
سورة: الأنبياء - آية: 11  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأۡسَنَآ إِذَا هُم مِّنۡهَا يَرۡكُضُونَ ﴾ [الأنبياء: 12]
لن يفيدَ مَن كتب الله عليه نزولَ العذاب هلعُه وفزعه، ولا اختباؤه وهربه وركضه؛ فبأسُ الله سيدركه ويتبعه إلى أيِّ جهةٍ ركض إليها، وعلى أيِّ حال كان عليها.
سورة: الأنبياء - آية: 12  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُتۡرِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تُسۡـَٔلُونَ ﴾ [الأنبياء: 13]
ما أسوأ حالَ أولئك الظالمين، الذين نزل بهم عذابُ ربِّ العالمين، وهم يسمعون عباراتِ التهكُّم والاستهزاء بهم في وقتٍ أحوج ما يكون فيه إلى الرأفة والرحمة والتلطُّف!
سورة: الأنبياء - آية: 13  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿قَالُواْ يَٰوَيۡلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 14]
لن يجديَ ندمٌ ولا إقرار ولا اعتقادٌ حقٌّ ولا فهمٌ صحيحٌ إن جاء متأخِّرًا عن وقته، فانتهِز يا عبدَ الله مهلةً أنت فيها، قبل أن تصير إلى حال تندم عليها.
سورة: الأنبياء - آية: 14  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 15]
إن من عذاب النفس أن يشكو المرءُ فلا يُسمع، ويبكي فلا يُنفع، ويدنو فيُقصى، ويعتذر فلا يُقبل، ثم يؤول حاله إلى تلف وفناء.
هكذا أمرُ الله تعالى؛ إذا جاء فلا حيلةَ لظالم للفرار، بل شأنُه كشأن الزرع مع الحاصد، بينما هو يموج بالحركة، إذا به يُجتث ويُستأصل.
سورة: الأنبياء - آية: 15  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ ﴾ [الأنبياء: 95]
حذارِ من التمادي في الباطل، فقد يكون ذلك سببًا لهلاكٍ لا رجعةَ بعده ولا استدراك معه.
لعلَّ سرَّ الإخبار بعدم الرجوع مع وضوحه هو الصدع بما يزعج المكذبين، ويؤسفهم ألا يفلت أحدهم من العذاب الذي بين يديه، ولا يتوب منهم أحدٌ عما قدمه.
سورة: الأنبياء - آية: 95  - جزء: 17 - صفحة: 330
﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ ﴾ [الحج: 45]
لقد أهلك الله القرى الظالمة، ولم يعبأ بما عندها من كثرة السكَّان، ولم تمنعهم قوَّة البنيان، ولم تنفعهم عظمة العُمران، بل هلك مَن فيها على بَكرة أبيهم.
تلك الربوعُ الخرِبة تستدرُّ الدموع والخشوع، وتلك الآبار المعطَّلة تذكِّر بالورد والورَّاد، وتتزاحم حولها الأخيلة وهي خواء، وإلى جانبها قصور مَشِيدة خالية من الأحياء، تطوف بها الذكريات، وتنطق جوانبُها بالعظات.
سورة: الحج - آية: 45  - جزء: 17 - صفحة: 337
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ ﴾ [الحج: 48]
كم من أمَّة ظَلمت وللعذاب استوجبت، ولولا لطفُ الله تعالى بها وإمهاله لها ما امتدَّ بها أجلها! وكم من أمَّة لم يفدها الإمهال، فأخذها الله تعالى بالهلاك والنَّكال!
سورة: الحج - آية: 48  - جزء: 17 - صفحة: 338
﴿ثُمَّ أَنشَأۡنَا مِنۢ بَعۡدِهِمۡ قُرُونًا ءَاخَرِينَ ﴾ [المؤمنون: 42]
هل من ظالم يعتبر بما جرى لأسلافه، فيدَعَ ظلمه ويتوبَ إلى ربِّه؟ فإن القرون الخالفة إن عقَلت تعتبر بالقرون السالفة فيما به أُخذَت.
سورة: المؤمنون - آية: 42  - جزء: 18 - صفحة: 344
﴿مَا تَسۡبِقُ مِنۡ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسۡتَـٔۡخِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 43]
كلُّ أمَّة من الأمم السابقة المكذِّبة كان لها أجلٌ لهلاكها، وميقاتٌ لعقوبتها، ولو كانت آمنت ما عُوقبت، ففي ذلك عبرةٌ لمَن جاء بعدها.
سورة: المؤمنون - آية: 43  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 44]
حين يحِقُّ العذاب على قوم يريد الله لهم الفناء فإنه لا يُبقي منهم عينًا تطرِف، ولا نسلًا بهم يُعرِّف، ولكن يبقى الحديث عنهم على ألسنة البشر، يتذاكرونه لأخذ العِظات والعِبَر.
رحمة الله بعباده متتابعة إليهم، فكما تتابعت الأمم وجاء بعضها إثر بعض، كذلك تتابعت رسل الله إليها بعضهم وراء بعض، فما أبعد المكذبين عن رحمة الله التي وسِعت كل شيء!
سورة: المؤمنون - آية: 44  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿وَلَقَدۡ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ ءَايَٰتٖ مُّبَيِّنَٰتٖ وَمَثَلٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۡ وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ ﴾ [النور: 34]
أهل التقوى هم أهل الإفادة من الآيات الواضحات، والدلائل الواعظات، والأمثال المضروبة عن الأمم الخالية.
سورة: النور - آية: 34  - جزء: 18 - صفحة: 354
﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَأَصۡحَٰبَ ٱلرَّسِّ وَقُرُونَۢا بَيۡنَ ذَٰلِكَ كَثِيرٗا ﴾ [الفرقان: 38]
ما أكثر مَن كذَّب الرسل من أصحاب القرون الأولى! فأين المعتبرون بهلاكهم ممن جاء بعدهم؟!
سورة: الفرقان - آية: 38  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا ﴾ [الفرقان: 39]
يا شقاءَ المكذِّبين للحقِّ بعد أن رأوا براهينَه وعلِموه حتى استبان لهم صدقُه! فعاقبتهم ستكون وخيمة، وعقوبتهم ستصير أليمة.
سورة: الفرقان - آية: 39  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿وَلَقَدۡ أَتَوۡاْ عَلَى ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِيٓ أُمۡطِرَتۡ مَطَرَ ٱلسَّوۡءِۚ أَفَلَمۡ يَكُونُواْ يَرَوۡنَهَاۚ بَلۡ كَانُواْ لَا يَرۡجُونَ نُشُورٗا ﴾ [الفرقان: 40]
إنما ينتفع برؤية مَصارع الظالمين مَن كان ذا قلب حيٍّ يعرِف به شؤم المعصية وخطر الكفر، وأما مَن كان في عمى الغفلة فإنه لا يتَّعظ وإن سار في أحياء الهالكين.
سورة: الفرقان - آية: 40  - جزء: 19 - صفحة: 363
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَرۡيَةِۭ بَطِرَتۡ مَعِيشَتَهَاۖ فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ وَكُنَّا نَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثِينَ ﴾ [القصص: 58]
إن أمةً بطِرت في زمان عيشها الرخي، وجاوزت الحدَّ في فرحها ومرحها، وكفرت النعمة ولم تشكرها؛ لهي أمة تعرِّض ما أوتيته للهلاك.
تأمل مصير الجبارين الذين خلت دورهم، وعُطِّلت قصورهم، قد أفنتهم والله كؤوس الحِمام، وأذلَّتهم مصارعُ الأيام، فيا ويح مَن لم يعتبر بأيامهم، ولم يزدجر عن مثل آثامهم! إنما يلحق الخوف مَن لم يتبع الهدى، وأما مَن اتبعه فله الأمن والعاقبة الحسنة من الله.
سورة: القصص - آية: 58  - جزء: 20 - صفحة: 392
﴿وَعَادٗا وَثَمُودَاْ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَٰكِنِهِمۡۖ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَصَدَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَكَانُواْ مُسۡتَبۡصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 38]
تلك مساكنُ القوم عادٍ وثمودَ بعدما أصابهم العذاب ينطِق صمتها بالموعظة، ويرسُم خواؤها العِبرةَ وهي دارسةٌ بعد فناء أهلها.
لا عذرَ لأمَّةٍ إن سلكت سبيل الغَيِّ والضلال، بعد أن حذَّرتها رسُل الله وأنذرتها، وأوضحت لها مَحجَّة سلامتها وحسن عاقبتها.
قد يكون للرجل عقلٌ ينتفع به، وبين يديه دلائل هدًى ترشده، ولكن الشيطان يأتيه فيستهويه، ويجعله يغترُّ بعمله وماله، وقوته ومتاعه، حتى يَضِل ويَهلِك.
سورة: العنكبوت - آية: 38  - جزء: 20 - صفحة: 400
﴿وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ ﴾ [العنكبوت: 39]
إن مَن أهلكَ جبابرة الأرض السالفين قادرٌ على أن يُهلكَ مَن تلاهم ونسج على مِنوالهم غيرَ معتبِر بما جرى لهم.
كيف يتكبَّر الإنسان في الأرض وهو المخلوق الضعيف، وأهلُ السماء على رفعة منزلتهم لا يستكبرون على الله وعن عبادته؟! ذهب أولئك المفسدون إلى الهلاك والفناء، ولم يفوتوا أخذة ربهم بما لديهم من الثراء والقوة والدهاء.
سورة: العنكبوت - آية: 39  - جزء: 20 - صفحة: 401
﴿فَكُلًّا أَخَذۡنَا بِذَنۢبِهِۦۖ فَمِنۡهُم مَّنۡ أَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِ حَاصِبٗا وَمِنۡهُم مَّنۡ أَخَذَتۡهُ ٱلصَّيۡحَةُ وَمِنۡهُم مَّنۡ خَسَفۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ وَمِنۡهُم مَّنۡ أَغۡرَقۡنَاۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظۡلِمَهُمۡ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]
لله دَرُّ الناظرين في أوامر الله تعالى النافذة، والمتفكرين في سنَّته الماضية، فبها يوقنون أن الله تعالى لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء.
عندما يرسَخ الظلم في أمَّة ويستشري، ويعُمُّ ويستفحل، فذلك مؤذِنٌ بحكم الله العادل فيها بأن يقطعَ دابرها، ويريحَ منها البلاد والعباد.
سورة: العنكبوت - آية: 40  - جزء: 20 - صفحة: 401
﴿أَوَلَمۡ يَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ يَمۡشُونَ فِي مَسَٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۚ أَفَلَا يَسۡمَعُونَ ﴾ [السجدة: 26]
كم من أقوام مضَوا كانوا ملء السمع والبصر، ثم غدَوا أثرًا بعد عين؛ أوَليسَ فيهم لذي العقل مُعتبَر؟ النظام الثابت في حياة البشر، المطَّرد على توالي القرون إهلاكُ المجرمين، ولو طال عليهم مرور الأيام والسنين.
يكفي العاقلَ عبرةً ما قرأ أو سمع من أحداث الأمم الماضية، فكيف إذا كان مَن أخبر بها هو الله سبحانه في كتابه المبين؟!
سورة: السجدة - آية: 26  - جزء: 21 - صفحة: 417
﴿وَكَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَمَا بَلَغُواْ مِعۡشَارَ مَآ ءَاتَيۡنَٰهُمۡ فَكَذَّبُواْ رُسُلِيۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [سبأ: 45]
لا تمنع قوَّةُ المتأخِّرين المسرفين ولا كثرة أموالهم عقابَ الله تعالى لهم، أوَلم يكن لهم مُعتبَر بإهلاك الله لمَن كان قبلهم أشدَّ منهم قوَّة وبطشًا؟!
سورة: سبأ - آية: 45  - جزء: 22 - صفحة: 433
﴿وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلًا أَصۡحَٰبَ ٱلۡقَرۡيَةِ إِذۡ جَآءَهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ ﴾ [يس: 13]
ضربُ الأمثال للاعتبار بمصير السابقين الغابرين سُنَّةٌ قرآنية؛ ما أحرى الدعاةَ أن يولوها من اهتمامهم في نصحهم ومواعظهم!
سورة: يس - آية: 13  - جزء: 22 - صفحة: 441
﴿ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ ﴾ [يس: 21]
أرأيت امرَأً يتجشَّم من العناء ما لا تتحمَّله الجبال الراسيات، يصبِر على الأذى والتكذيب، متعفِّفًا عمَّا في أيدي الناس، هل يكون كاذبًا؟! القدوة الصالحة جديرةٌ بالاتِّباع؛ فإنَّ صدق العمل والحال، أبلغُ من ألف كلمة ومقال.
سورة: يس - آية: 21  - جزء: 23 - صفحة: 441
﴿وَلَقَدۡ ضَلَّ قَبۡلَهُمۡ أَكۡثَرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الصافات: 71]
لا تغترَّ بكثرة الشاردين، الجانفين عن الحقِّ المبين، واسمع لما قال ربُّ العالمين: ﴿قُل لا يستوي الخبيثُ والطيِّبُ ولو أعجبَكَ كثرةُ الخبيث﴾ .
سورة: الصافات - آية: 71  - جزء: 23 - صفحة: 448
﴿فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُنذَرِينَ ﴾ [الصافات: 73]
أرسل الله إلى عباده رسُلًا مبشِّرين ومنذرين، يدعونهم ويَهدونهم، فمَن ضرب بإنذارهم عُرض الحائط فلا يلومنَّ إلا نفسَه.
قد أقيمت الحُجَّة بإنزال الكتب وإرسال الرسُل، ولم يبقَ لمعتذرٍ عذرٌ، وليس بعدُ إلا الخزيُ والهلاك.
مَن صدَق اللهَ وأخلص له صدَقه اللهُ وأخلصه.
سورة: الصافات - آية: 73  - جزء: 23 - صفحة: 448
﴿كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ ﴾ [ص: 3]
ما من أمَّة انحرفت عن صراط ربِّها القويم، وأصرَّت على ذلك إلا أهلكها وجعلها أحاديث، مهما أوتيت من قوَّة، فإنه سبحانه العزيز القهَّار، والمهيمن الجبَّار.
سورة: ص - آية: 3  - جزء: 23 - صفحة: 453
﴿كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ﴾ [الزمر: 25]
شعور العاصي بالأمان عند مقارفته للمعصية دليلٌ على انطماس بصيرته، فالحذرَ الحذرَ؛ فإن عقوبات المعاصي تأتي من حيث لا يتوقَّع أهلُها.
لمَّا كان كِبْرُهم وتعاظُم نفوسهم سببًا في كفرهم وجحودهم، عاقبهم الله بالخِزي والهوان في الدنيا، ولهم في الآخرة ما هو أشدُّ وأنكى.
سورة: الزمر - آية: 25  - جزء: 23 - صفحة: 461
﴿فَأَذَاقَهُمُ ٱللَّهُ ٱلۡخِزۡيَ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [الزمر: 26]
شعور العاصي بالأمان عند مقارفته للمعصية دليلٌ على انطماس بصيرته، فالحذرَ الحذرَ؛ فإن عقوبات المعاصي تأتي من حيث لا يتوقَّع أهلُها.
لمَّا كان كِبْرُهم وتعاظُم نفوسهم سببًا في كفرهم وجحودهم، عاقبهم الله بالخِزي والهوان في الدنيا، ولهم في الآخرة ما هو أشدُّ وأنكى.
سورة: الزمر - آية: 26  - جزء: 23 - صفحة: 461
﴿كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَٱلۡأَحۡزَابُ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۖ وَهَمَّتۡ كُلُّ أُمَّةِۭ بِرَسُولِهِمۡ لِيَأۡخُذُوهُۖ وَجَٰدَلُواْ بِٱلۡبَٰطِلِ لِيُدۡحِضُواْ بِهِ ٱلۡحَقَّ فَأَخَذۡتُهُمۡۖ فَكَيۡفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [غافر: 5]
هي سنَّةٌ لله ماضية في خلقه، أن الطغاة إذا ما تمادَوا في البغي وإيذاء المصلحين، أن يكسرَ الله شوكتهم، ويستأصلَ شأفتهم.
الحقُّ ثابت لا يزول، والصدق باقٍ لا يَحول، مهما بذل المبطلون في التلبيس والتحريف، فاستمسِك بالحقِّ تفُز وتُفلح.
سورة: غافر - آية: 5  - جزء: 24 - صفحة: 467
﴿فَإِنۡ أَعۡرَضُواْ فَقُلۡ أَنذَرۡتُكُمۡ صَٰعِقَةٗ مِّثۡلَ صَٰعِقَةِ عَادٖ وَثَمُودَ ﴾ [فصلت: 13]
إنما ذكر الله عزَّ وجلَّ عادًا وثمودَ دون غيرهما من الأمم المُهلَكة لعلم قريشٍ بهما، فيكون ذلك أبلغَ في التذكير، وأدعى لاجتناب سوء المصير.
سورة: فصلت - آية: 13  - جزء: 24 - صفحة: 478
﴿وَكَمۡ أَرۡسَلۡنَا مِن نَّبِيّٖ فِي ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الزخرف: 6]
إن الرسُل حرامٌ حِماهم، فمَن حامَ حوله أو سوَّلت له نفسُه أن يرتعَ فيه وينتهك حُرمته باستهزاء وتنقيص، أخذه الله بعذابٍ شديد بئيس.
سورة: الزخرف - آية: 6  - جزء: 25 - صفحة: 489
﴿وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ ﴾ [الزخرف: 7]
إن الرسُل حرامٌ حِماهم، فمَن حامَ حوله أو سوَّلت له نفسُه أن يرتعَ فيه وينتهك حُرمته باستهزاء وتنقيص، أخذه الله بعذابٍ شديد بئيس.
سورة: الزخرف - آية: 7  - جزء: 25 - صفحة: 489
﴿فَأَهۡلَكۡنَآ أَشَدَّ مِنۡهُم بَطۡشٗا وَمَضَىٰ مَثَلُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الزخرف: 8]
إن الرسُل حرامٌ حِماهم، فمَن حامَ حوله أو سوَّلت له نفسُه أن يرتعَ فيه وينتهك حُرمته باستهزاء وتنقيص، أخذه الله بعذابٍ شديد بئيس.
سورة: الزخرف - آية: 8  - جزء: 25 - صفحة: 489
﴿أَهُمۡ خَيۡرٌ أَمۡ قَوۡمُ تُبَّعٖ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ ﴾ [الدخان: 37]
الإجرام طريق الهلاك، ولا إجرامَ أكبرُ من الكفر وتكذيب الرسُل فيما جاؤوا به، فمَن حمل هذا الإجرام فلينتظر الهلاكَ في أقرب طريق.
سورة: الدخان - آية: 37  - جزء: 25 - صفحة: 497
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَا مَا حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡقُرَىٰ وَصَرَّفۡنَا ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ ﴾ [الأحقاف: 27]
يرسل الله تعالى آياته تحذيرًا لعباده وتذكيرًا؛ لعلَّهم يَرجِعون عن غَيِّهم، ويعودون إلى رُشدهم، وهذا من رحمته بهم.
سورة: الأحقاف - آية: 27  - جزء: 26 - صفحة: 505
﴿فَلَوۡلَا نَصَرَهُمُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ قُرۡبَانًا ءَالِهَةَۢۖ بَلۡ ضَلُّواْ عَنۡهُمۡۚ وَذَٰلِكَ إِفۡكُهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ﴾ [الأحقاف: 28]
كيف لمَن عجَز عن نفع نفسه أن ينفعَ غيره؟! لقد غابت تلك الآلهةُ التي كانوا يعبدونها، فلم تصرِف عنهم عذابا، ولم تفتح لهم للنجاة بابا.
حينما يكون الافتراء على الله للمرء دَيدَنًا وعادة فيه متأصِّلة؛ فإن ذلك حجابٌ كثيف عن التأثُّر بالموعظة، وطريقٌ سالك لوصول العذاب.
سورة: الأحقاف - آية: 28  - جزء: 26 - صفحة: 505
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةٗ مِّن قَرۡيَتِكَ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَتۡكَ أَهۡلَكۡنَٰهُمۡ فَلَا نَاصِرَ لَهُمۡ ﴾ [محمد: 13]
كم من السابقين مَن كانوا أشدَّ قوَّة وأعتى بأسًا وأوسع تمكُّنًا! ملكوا هذه الدنيا ودانت لهم، لكن ذلك لم يَحُل دون بأس الله الشديد لمَّا جاءهم.
سورة: محمد - آية: 13  - جزء: 26 - صفحة: 508
﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا فَنَقَّبُواْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ ﴾ [ق: 36]
مَن لم يعتبِر بمصير الأمم الجاحدة قبله أصابه ما أصابهم من بطشٍ وتنكيل.
لا يُنجي من سخَط الله قوَّةٌ ولا حيلةٌ ولا تدبير، فخيرٌ لك أيها المغرورُ أن تفرَّ إلى مولاك؛ لتأمنَ انتقامَه وعقوبتَه.
سورة: ق - آية: 36  - جزء: 26 - صفحة: 520
﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٞ ﴾ [ق: 37]
أكثر القلوب انتفاعًا بالمواعظ والبصائر هي القلوبُ التي تميلُ لسماع القرآن كما تميلُ الأذنُ لسماع الصَّوت الحسن.
إن لم تكن قادرًا على تدبُّر الآيات بنفسك، فلا أقلَّ من أن تُصغيَ باهتمام لمن يُبصِّرك بها.
إذا وجدتَّ أنك تسمع القرآنَ ولا تتأثَّر به، ففتِّش عن علَّة في قلبك، فإنه أعظم كلام.
سورة: ق - آية: 37  - جزء: 26 - صفحة: 520
﴿وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ عَادًا ٱلۡأُولَىٰ ﴾ [النجم: 50]
من هوان الأمم الكافرة على الله وحقارة شأنها أنه استأصلها على بَكرة أبيها، برغم ما بلغَته من أوج القوَّة والطُّغيان! الظلمُ والطُّغيان من أعظم أسباب هلاك الأمم.
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: (إن الله يقيمُ الدولةَ العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيمُ الدولةَ الظالمة وإن كانت مسلمة).
سورة: النجم - آية: 50  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَثَمُودَاْ فَمَآ أَبۡقَىٰ ﴾ [النجم: 51]
من هوان الأمم الكافرة على الله وحقارة شأنها أنه استأصلها على بَكرة أبيها، برغم ما بلغَته من أوج القوَّة والطُّغيان! الظلمُ والطُّغيان من أعظم أسباب هلاك الأمم.
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: (إن الله يقيمُ الدولةَ العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيمُ الدولةَ الظالمة وإن كانت مسلمة).
سورة: النجم - آية: 51  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَقَوۡمَ نُوحٖ مِّن قَبۡلُۖ إِنَّهُمۡ كَانُواْ هُمۡ أَظۡلَمَ وَأَطۡغَىٰ ﴾ [النجم: 52]
من هوان الأمم الكافرة على الله وحقارة شأنها أنه استأصلها على بَكرة أبيها، برغم ما بلغَته من أوج القوَّة والطُّغيان! الظلمُ والطُّغيان من أعظم أسباب هلاك الأمم.
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: (إن الله يقيمُ الدولةَ العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيمُ الدولةَ الظالمة وإن كانت مسلمة).
سورة: النجم - آية: 52  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَٱلۡمُؤۡتَفِكَةَ أَهۡوَىٰ ﴾ [النجم: 53]
من هوان الأمم الكافرة على الله وحقارة شأنها أنه استأصلها على بَكرة أبيها، برغم ما بلغَته من أوج القوَّة والطُّغيان! الظلمُ والطُّغيان من أعظم أسباب هلاك الأمم.
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: (إن الله يقيمُ الدولةَ العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيمُ الدولةَ الظالمة وإن كانت مسلمة).
سورة: النجم - آية: 53  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿فَغَشَّىٰهَا مَا غَشَّىٰ ﴾ [النجم: 54]
من هوان الأمم الكافرة على الله وحقارة شأنها أنه استأصلها على بَكرة أبيها، برغم ما بلغَته من أوج القوَّة والطُّغيان! الظلمُ والطُّغيان من أعظم أسباب هلاك الأمم.
قال شيخُ الإسلام ابن تيميَّة: (إن الله يقيمُ الدولةَ العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيمُ الدولةَ الظالمة وإن كانت مسلمة).
سورة: النجم - آية: 54  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَلَقَدۡ جَآءَهُم مِّنَ ٱلۡأَنۢبَآءِ مَا فِيهِ مُزۡدَجَرٌ ﴾ [القمر: 4]
من أعظم الزَّواجر عن التكذيب ما بيَّنه الله سبحانه في مُحكَم التنزيل من مصير الأمم الجاحدة؛ ففيه الكفايةُ لمن أراد الاعتبار.
سورة: القمر - آية: 4  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿حِكۡمَةُۢ بَٰلِغَةٞۖ فَمَا تُغۡنِ ٱلنُّذُرُ ﴾ [القمر: 5]
لقد كانت قَصصُ الأوَّلين وما حلَّ بهم حكمةً بالغة؛ لأن القَصصَ أدعى إلى إقبال النفس عليها، والانتفاع بعِبَرها.
حُجَج القرآن كافيةٌ وافية في بيان الحقِّ وجَلائه، فمَن لم تُغْنه الحُجَج لم ينتفع بشيء بعدها.
سورة: القمر - آية: 5  - جزء: 27 - صفحة: 528
﴿وَلَقَدۡ أَهۡلَكۡنَآ أَشۡيَاعَكُمۡ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ ﴾ [القمر: 51]
إنه والله لإنذارٌ صريحٌ شديد؛ كما أهلكنا المجرمين السابقين سنُهلك كلَّ من تسوِّل له نفسُه محادَّةَ الله ورسوله، وقد أعذَر من أنذَر.
سورة: القمر - آية: 51  - جزء: 27 - صفحة: 531
﴿أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَبَؤُاْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبۡلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمۡرِهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ﴾ [التغابن: 5]
مَن لم يعتبر بأخبار مَن مضى من الأمَم، وبما حلَّ بها من العذاب والنِّقَم، يوشك أن يصيبَه ما أصابهم، ويبيتَ لغيره عِظةً يجري بها القلَم.
مَن تمادى في الاستكبار ولم يعبأ بالنذُر، أذاقه الله من العقاب في الدنيا ما يكونُ به لغيره عبرة، وله في الآخرة مزيدٌ ومزيد.
إذا كانت النفسُ تَعافُ طعمَ الصَّبِر المرِّ وأثرَه الكريهَ في الفم، فإن الكفَّار ليتجرَّعون من صنوف العذاب المرِّ أضعافًا وأضعافًا.
سورة: التغابن - آية: 5  - جزء: 28 - صفحة: 556
﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ عَتَتۡ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِۦ فَحَاسَبۡنَٰهَا حِسَابٗا شَدِيدٗا وَعَذَّبۡنَٰهَا عَذَابٗا نُّكۡرٗا ﴾ [الطلاق: 8]
الأمَّة بمجملها مسؤولةٌ عن إقامة شرع الله وتطبيق حدوده، فإن خالفَت ونكصَت استحقَّت أن يُصيبَها من العقاب ما أصاب غيرَها من الأمم.
لم يُنزل الله أحكامه عبثًا، حاشاه! ولكنَّه أنزلها لنعملَ بها ونسعدَ بهداها، وويلٌ لمَن أعرض عنها وتولَّى، فإن عاقبته وَخيمةٌ جدُّ وَخيمة.
مَن زرع الشَّوكَ لا يجني الثِّمار، ومَن أضاع حقَّ الله لا يُطاع في حظِّ نفسه، فليصبر على عذاب الله، وهَيهاتَ أن يصبر! خاب وخسر مَن باع نعيمَ الآخرة العظيم بخسيسٍ من الدنيا قليل.
سورة: الطلاق - آية: 8  - جزء: 28 - صفحة: 559
﴿فَذَاقَتۡ وَبَالَ أَمۡرِهَا وَكَانَ عَٰقِبَةُ أَمۡرِهَا خُسۡرًا ﴾ [الطلاق: 9]
الأمَّة بمجملها مسؤولةٌ عن إقامة شرع الله وتطبيق حدوده، فإن خالفَت ونكصَت استحقَّت أن يُصيبَها من العقاب ما أصاب غيرَها من الأمم.
لم يُنزل الله أحكامه عبثًا، حاشاه! ولكنَّه أنزلها لنعملَ بها ونسعدَ بهداها، وويلٌ لمَن أعرض عنها وتولَّى، فإن عاقبته وَخيمةٌ جدُّ وَخيمة.
مَن زرع الشَّوكَ لا يجني الثِّمار، ومَن أضاع حقَّ الله لا يُطاع في حظِّ نفسه، فليصبر على عذاب الله، وهَيهاتَ أن يصبر! خاب وخسر مَن باع نعيمَ الآخرة العظيم بخسيسٍ من الدنيا قليل.
سورة: الطلاق - آية: 9  - جزء: 28 - صفحة: 559
﴿وَلَقَدۡ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ ﴾ [الملك: 18]
أرأيتم إنكار الله على مَن سبقَ من الأمم العاتية؟! لقد أهلكهم شرَّ إهلاك، وإنه لمُهلكٌ من سار على سَننهم، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
سورة: الملك - آية: 18  - جزء: 29 - صفحة: 563
﴿إِنَّا بَلَوۡنَٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَآ أَصۡحَٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُواْ لَيَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِينَ ﴾ [القلم: 17]
إن النِّعَم لتُسلَب من العبد ويُحرَم منها ما لم يؤدِّ شكرَها، وأعظمُ شكرها استعمالُها في طاعة الله ونفع عباده.
كم من رجلٍ فوَّت خيرًا كبيرًا بغفلته عن الاستثناء بقول: (إن شاء الله)، فما أحسنَ أن نعوِّدَ ألسنتنا ذكرَها! نيَّة سوءٍ جعلت البستانَ كالصَّريم، فانوِ دومًا فعلَ الخيرات، واجتنب سوء النيَّات؛ فإن حياتنا تُزهر وتُثمر بمقدار رغبتنا في عون الآخرين، وحبِّنا للمساكين.
سورة: القلم - آية: 17  - جزء: 29 - صفحة: 565
﴿كَذَٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ ﴾ [القلم: 33]
ألا ترى أهلَ الغَواية تضيق صدورُهم لما يصيبُهم من مصائب الدنيا، أفلا يتفكَّرون فيما ينتظرُهم من عذاب الآخرة، فيرجعوا إلى الحقِّ وينجوا بأنفسهم؟! العلم نورٌ يهدي إلى التقوى وسبُل الرشاد، ولا خيرَ في علم لا يُثمر عملًا.
سورة: القلم - آية: 33  - جزء: 29 - صفحة: 565
﴿كَذَّبَتۡ ثَمُودُ وَعَادُۢ بِٱلۡقَارِعَةِ ﴾ [الحاقة: 4]
أين المعتبرون ذوو البصيرة والحِجا؛ ليرَوا عاقبةَ من فجَرَ واستكبر؟ إن الله حليم، ولكنَّ أخذه شديدٌ أليم.
من نازع الله في كبريائِه، وزاحمه في عظمته وخُيَلائِه، قصم ظهرَه واستأصل شأفتَه، وتركه كأصول نخلٍ بالية، فهل من مُعتبِر؟!
سورة: الحاقة - آية: 4  - جزء: 29 - صفحة: 566
﴿لِنَجۡعَلَهَا لَكُمۡ تَذۡكِرَةٗ وَتَعِيَهَآ أُذُنٞ وَٰعِيَةٞ ﴾ [الحاقة: 12]
من أبلغ الدروس التي ينبغي الإفادةُ منها في قصَّة غرق قوم نوح، معرفةُ عظيم قدرة الله ونفاذ مشيئتِه، وشدَّة قهره وسَطوتِه.
ما أكثرَ العِبَرَ والمذكِّرات التي أرسلها الله إلينا، ولكن أين القلوبُ اليَقِظة الواعية التي تتذكَّر وتتَّعظ؟!
سورة: الحاقة - آية: 12  - جزء: 29 - صفحة: 567


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


اليهود إعتاق الرقاب عدد الطلقات بطلان عمل الكافرين حسن السلوك لا يضر شيء إلا بإذن الله الحكمة في الدعوة مداخل الشيطان الوصاية المسارعة في الخيرات


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 26, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب