حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن صوم الوصال

عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ عن الوصال في الصوم. فقال له رجل من المسلمين: إنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: «وأيّكم مثلي، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقين». فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخّر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

متفق عليه: رواه البخاري في الصوم (١٩٦٥)، ومسلم في الصيام (١١٠٣) كلاهما من حديث الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث).

عن أبي هريرة، قال: نهى رسول الله ﷺ عن الوصال في الصوم. فقال له رجل من المسلمين: إنّك تواصل يا رسول الله؟ قال: «وأيّكم مثلي، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقين». فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخّر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا وفق منهج أهل السنة والجماعة، مستندًا إلى كبار شراح الحديث.
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم. فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله؟ قال: «وأيّكم مثلي، إنّي أبيتُ يطعمني ربي ويسقين». فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يومًا، ثم يومًا، ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخّر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
مصدر الحديث:
أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (كتاب الصوم، باب الوصال وما يكره من التشمير في الصوم)، ومسلم في صحيحه.


1. شرح المفردات:


● الوَصَال: هو أن يصوم الشخص يومين أو أكثر متتالين دون أن يفطر بينهما، أي دون أن يأكل أو يشرب عند غروب الشمس.
● أبيتُ: أي أقضي ليلتي.
● يُطعمني ربيّ ويَسقين: أي أن الله تعالى يعينه ويقويه بدون طعام أو شراب عادي، إما برفعة درجة التقوى والقرب منه، أو بإمداده بقوة غير عادية.
● التنكيل: العقاب أو التأديب ليرتدعوا عن повтор الفعل.


2. شرح الحديث:


نهى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الوصال في الصوم؛ لأنه مُجهد للبدن، وقد يؤدي إلى الضرر، والإسلام دين يُسر لا عسر.
فاستشكل أحد الصحابة – وهو رجل من المسلمين – هذا النهي، لأنهم كانوا يرون النبي صلى الله عليه وسلم يواصل الصيام أحيانًا، فقال: "إنك تواصل يا رسول الله؟" أي: كيف تنهانا عن شيء تفعله أنت؟
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم قائلًا: «وأيّكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين».
وهذا بيان أن حاله صلى الله عليه وسلم خاصٌّ به لا يقاس عليه غيره، فالله تعالى يعطيه قوةً خاصةً تمكنه من الصوم المتواصل دون أن يتأذى جسده الشريف، إكرامًا من الله له وتقويةً له على العبادة.
ولكن الصحابة – رغبةً منهم في الخير والاقتداء به – أصروا على تجربة الوصال، ولم ينتهوا عن فعله.
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم عمليًا أن هذا الفعل شاق وغير مناسب لهم، فصام معهم يومين متواصلين (أي واصل بهم يومًا ثم يومًا)، حتى رأوا هلال الشهر الجديد (أي انتهى شهر الصوم).
ثم قال لهم: «لو تأخر الهلال لزدتكم»؛ أي لو prolong الشهر لزدتكم في الوصال حتى تدركوا مشقته.
وكان هذا الفعل منه صلى الله عليه وسلم نوعًا من «التنكيل» أي التأديب العملي لهم؛ حتى يقتنعوا بأن النهي كان لمصلحتهم، وليعلموا أنهم لا يطيقون ما يطيقه هو صلى الله عليه وسلم.


3. الدروس المستفادة:


1- تحريم الوصال في الصوم: فهو منهي عنه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنه إضرار بالنفس، والضرر ممنوع في الشريعة.
2- خصوصية النبي صلى الله عليه وسلم: له أحكام خاصة لا تُقاس عليها أحكام غيره، كصوم الوصال، أو جواز الزيادة على أربع زوجات، وغير ذلك.
3- الحكمة من النهي: رحمة بالأمة ورفعًا للحرج عنها، فالشريعة جاءت للحفاظ على النفس والبدن.
4- التأديب العملي:有时候 يستخدم المعلم أسلوب التجربة العملية لتعليم طلابه، خاصة إذا لم تنفع النصيحة اللفظية وحدها.
5- حرص الصحابة على الخير: كان إصرارهم نابعًا من رغبتهم الصادقة في زيادة الطاعة والاقتداء بالنبي، وليس عنادًا.
6- التدرج في التعليم: النبي صلى الله عليه وسلم لم يعاقبهم مباشرة، بل جرب معهم ثم بين لهم العاقبة.


4. معلومات إضافية:


- اتفق الفقهاء على كراهة أو تحريم الوصال؛ لما فيه من ضرر بالجسم ومخالفة للسنة.
- الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلقى إمدادًا خاصًا من ربه، مما يزيد في إيماننا بكرامته ومنزلته عند الله.
- فيه دليل على أن الهلال هو المعتمد في إثبات دخول الشهر وخروجه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩٦٥)، ومسلم في الصيام (١١٠٣) كلاهما من حديث الزهري، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة، قال (فذكر الحديث). ولفظهما سواء.
وعندهما: البخاري (١٩٦٦)، ومسلم (١١٠٣: ٥٨) من وجهين مختلفين، عن أبي هريرة: «فاكلفوا من العمل ما تطيقون».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 236 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

  • 📜 حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهي رسول الله عن الوصال في الصوم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب