حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب وجوب قراءة سورة الفاتحة
حسن: رواه أبو داود (٦٠٤) مختصرًا، والنسائي (٩٢١)، وابن ماجة (٨٤٦) واللّفظ له، كلّهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكر الحديث.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه الكريم. هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح فيه أسس متابعة الإمام في الصلاة، والتي هي ركن من أركان صحتها.
الحديث بلفظ آخر:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ».
[متفق عليه: رواه البخاري (722) ومسلم (411)]
الشرح المفصل:
# أولاً. شرح المفردات:
● جُعِلَ: خُلِقَ ووُضِعَ وشرع من أجله.
● لِيُؤْتَمَّ بِهِ: ليُقتدى به ويُتابع في أفعاله.
● فَإِذَا كَبَّرَ: أي قال: "الله أكبر" تكبيرة الإحرام.
● فَأَنْصِتُوا: اسكتوا واستمعوا لقراءته.
● غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ: آخر آية من سورة الفاتحة.
● آمِينَ: دعاء بمعنى "استجب يا الله".
● سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ: قول الإمام عند الرفع من الركوع.
● رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ: رد المأمومين على قول الإمام.
● صَلَّى جَالِسًا: إذا صلى الإمام sitting due to illness or inability.
# ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:
يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الغاية الأساسية من وجود الإمام في الصلاة هي أن يكون قدوة يُقتدى به، فيجب على المأمومين متابعته في جميع أفعال الصلاة، وعدم التقدم عليه أو التأخر عنه، لتحقيق الاتباع الكامل الذي أمرت به الشريعة. وهو بيان لأحكام متابعة الإمام، والتي تشمل:
- متابعته في التكبير.
- الإنصات لقراءته.
- التأمين بعد فراغه من الفاتحة.
- متابعته في الركوع والسجود والقيام والقعود.
- متابعته في صفة الصلاة (قيامًا أو قعودًا) إذا كان معذورًا.
# ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه المستنبط:
1- وجوب متابعة الإمام: الأصل في المأموم أن يتابع إمامه في جميع الأقوال والأفعال، فلا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ».
2- التكبير مع الإمام: يكبّر المأموم تكبيرة الإحرام بعد أن يفرغ الإمام منها مباشرة، وكذلك يتابعه في تكبيرات الانتقال (كالركوع والسجود).
3- الإنصات لقراءة الإمام: إذا كان الإمام يقرأ جهرًا (كما في صلاة الفجر والمغرب والعشاء والجمعة والعيدين)، فيجب على المأموم الإنصات والاستماع، ولا يقرأ هو، لقول الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]. وهذا هو قول جمهور العلماء.
4- قول "آمين" بعد الفاتحة: يستحب للمأموم أن يقول "آمين" بعد أن يفرغ الإمام من قراءة الفاتحة وقوله: «وَلَا الضَّالِّينَ»، وذلك موافقة للملائكة ودعاءً بإجابة الله.
5- متابعة الإمام في الركوع والرفع منه: إذا ركع الإمام ركع المأموم، وإذا قال عند الرفع: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ردّ المأموم بقوله: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» أو «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
6- متابعة الإمام في السجود والجلوس: يسجد المأموم إذا سجد الإمام، ويجلس إذا جلس.
7- متابعة الإمام في حال العذر: إذا صلى الإمام جالسًا لعذر (كمرض)، صلى المأمومون جلوسًا خلف him out of following, even if they are able to stand. وهذا من كمال المتابعة.
# رابعًا. فوائد وإرشادات:
- الحديث أصل عظيم في باب صلاة الجماعة، وهو دليل على أن المأموم تابع لإمامه، لا مستقلاً بنفسه.
- فيه الحث على الخشوع في الصلاة والاستماع للقرآن، والانضباط خلف الإمام.
- فيه تعليم للأمة أدب الصلاة وآداب الجماعة، وقطعٌ لأي تشويش أو تخبط.
- يفهم منه أن التقدم على الإمام أو المخالفة له في الأفعال من الأخطاء التي تنقص الصلاة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صلاتنا وأعمالنا، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، إنه سميع مجيب.
والله أعلم.
تخريج الحديث
قال أبو داود: وهذه الزيادة «إذا قرأ فأنصتوا» ليست بمحفوظة، والوهم عندي من أبي خالد. انتهى. انظر للمزيد: «القراءة خلف الإمام للبيهقي» (ص ١٣٣، ١٣٤).
قال الأعظمي: اختلف أهل العلم في هذه الزيادة، فذهب كبار أئمة الحديث مثل البخاريّ وأبي داود وأبي حاتم وابن معين وابن خزيمة وغيرهم إلى أنها لا تصح، ونقل ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ليست هذه الكلمة محفوظة، هي من تخاليط ابن عجلان». وممن صحَّح هذه الزيادة الإمام مسلم رحمه الله تعالى.
فقد قيل له: «أصحيح هو؟ قال: نعم، قيل: لم لم تضعه هنا؟ فقال: ليس كلُّ شيء عندي صحيح وضعتُه هنا، إنّما وضعتُ هنا ما أجمعوا عليه«صحيح مسلم ٣٠٤: ٦٣).
وأمّا قول أبي داود: الوهم عندي من أبي خالد فرد عليه المنذري وغيره بأن أبا خالد - وهو سلمان بن حيان ثقة، احتج به الشيخان، كما أنه لم ينفرد بها، بل تابعه محمد بن سعد الأنصاري وهو ثقة عند النسائيّ (٩٢٣).
قال النسائيّ: كان المخرمي يقول: هو ثقة، يعني محمد بن سعد الأنصاري.
وعلى فرض ثبوته لابد أن نفسر الحديث حتَّى لا يتعارض بعضه ببعض، فقوله: «وإذا قرأ فأنصتوا» أي استمعوا إلى قراءته، ولا تقرأوا إذا قرأ، فإذا سكت فاقرؤا، لأنه ثبت أن النَّبِيّ ﷺ كان يسكت سكتين، مكتة بعد التكبير، وسكتة بعد قراءة سورة الفاتحة.
واستحبه صاحب المغنيّ، ونقل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: للإمام سكتتان فاغتنموا فيهما القراءة بفاتحة الكتاب. المغني (١/ ٢٦٦).
قال الأعظمي: وهذا من أحسن أوجه التوفيق، جمعًا بين الأحاديث الصحيحة في قراءة سورة الفاتحة.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 234 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 209 رفع اليدين عند افتتاح الصلاة والركوع والرفع منه
- 210 يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه...
- 211 إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبَّر ورفع يديه حذو منكبيه
- 212 اسكنوا في الصلاة
- 213 اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب
- 214 كان النبي ﷺ إذا نهض من الركعة الثانية استفتح بـ...
- 215 وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفًا
- 216 الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه
- 217 من القائل كلمة كذا وكذا فتحت لها أبواب السماء
- 218 سكتتان في الصلاة: عند التكبير وبعد قراءة الفاتحة
- 219 سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
- 220 يضع الرجل اليد اليمنى على الذراع اليسرى في الصلاة
- 221 رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام والركوع والرفع منه
- 222 وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة
- 223 واضعًا يمينه على شماله في الصلاة
- 224 نُعجل الإفطار ونُؤخر السحور
- 225 كانوا يفتتحون الصلاة بـ "الحمد لله رب العالمين"
- 226 إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بالحمد لله رب...
- 227 كان رسول الله يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب...
- 228 كان رسول الله يقطع قراءته آية آية
- 229 لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
- 230 لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم...
- 231 الصلاة بغير الفاتحة ناقصة وغير تامة
- 232 لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
- 233 انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة
- 234 إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
- 235 لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب
- 236 إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر
- 237 ارجع فصل فإنك لم تصل
- 238 إذا صليتم فأقيموا صفوفكم ثم ليؤمكم أحدكم
- 239 كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
- 240 كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج
- 241 في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله أسمعناكم
- 242 لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
- 243 اقرأوا بفاتحة الكتاب وما تيسر
- 244 اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله أن تقرأ
- 245 أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار
- 246 من قرأ خلفي بسبح اسم ربك الأعلى
- 247 جهر الناس بالقرآن خلف رسول الله ﷺ فقال: خلطتم علي...
- 248 قولوا آمين فإنه من وافق قول الملائكة غفر له ما...
- 249 آمين.. كان النبي يرفع صوته بها بعد الفاتحة
- 250 إذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين
- 251 آمين ومد بها صوته
- 252 إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك...
- 253 ما حسدتكم اليهود على السلام والتأمين
- 254 يؤخر العشاء إلى ثلث الليل ويكره النوم قبلها
- 255 صلى بنا رسول الله فقرأ "ق والقرآن المجيد"
- 256 قراءة النبي ﷺ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾
- 257 كان النبي يقرأ في الفجر: ق والقرآن المجيد
- 258 كان رسول الله يُصَلِّي الصلوات كنحو من صلاتكم ولكنه كان...
معلومات عن حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
📜 حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا كبر فكبروا وإذا قرأ فأنصتوا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








