حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب قراءة سورة الفاتحة

عن أبي هريرة مرفوعًا «لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب».

صحيح: رواه ابن خزيمة (٤٩٠) وعنه ابن حبان (١٧٨٩) عن محمد بن يحيى الذهلي قال: حَدَّثَنَا وهب بن جرير، قال: حَدَّثَنَا شعبةُ، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.

عن أبي هريرة مرفوعًا «لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تُجْزِئُ صَلَاةٌ لَا يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتِابِ».
أخرجه الإمام مالك في الموطأ، والإمام الشافعي في مسنده، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهم، وهو حديث صحيح.


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


* لَا تُجْزِئُ: لا تصح، ولا تكفي، ولا تقبل. أي أن الصلاة غير صحيحة ولا تسقط عن المكلف الفريضة بها.
* صَلَاةٌ: تشمل الصلاة المفروضة والنافلة على الراجح من أقوال العلماء.
* يُقْرَأُ فِيهَا: يُتْلَى فيها ويتلفظ بها.
* بِفَاتِحَةِ الْكِتِابِ: هي السورة الأولى في المصحف، وهي أعظم سورة في القرآن، وتسمى: (أم القرآن، والسبع المثاني، والشافية).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حكماً عظيماً من أحكام الصلاة، وهو أن قراءة سورة الفاتحة ركن أساسي من أركانها لا تتم الصلاة إلا به. فمن صلى ولم يقرأ الفاتحة، فصلاته باطلة غير معتد بها، ولا تُسقط عنه الفريضة، ويجب عليه إعادتها.
وهذا الحكم عام يشمل الإمام والمأموم والمنفرد، وفي كل ركعة من ركعات الصلاة، سواء كانت الصلاة جهريّة أم سريّة، على القول الراجح عند جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.

# 3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


* وجوب قراءة الفاتحة في الصلاة: الحديث دليل واضح على أن قراءة الفاتحة في كل ركعة فرض من فرائض الصلاة. وهذا هو مذهب جمهور العلماء.
* مكانة سورة الفاتحة: للفاتحة منزلة عظيمة في الصلاة، حتى سميت (الصلاة) في بعض الأحاديث، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين...» الحديث. فهي Dialogue (حوار) بين العبد وربه.
* الفرق بين الإمام والمأموم: اختلف العلماء في حكم قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام، خاصة في الصلاة الجهرية:
* القول الأول (وهو الراجح لدى الجمهور): يجب على المأموم قراءة الفاتحة في جميع الصلوات، ويستمع لقراءة الإمام في الجهرية. فيقرأها في السكتات التي يقف فيها الإمام، أو بعدما يفرغ من قراءته وقبل أن يركع.
* القول الثاني (مذهب أبي حنيفة رحمه الله): قراءة الإمام قراءة للمأموم، فلا يجب على المأموم قراءة الفاتحة في الصلاة الجهرية، ويكتفي بسماعها من الإمام.
* وجوب تعلم الفاتحة: إذا كانت الصلاة لا تصح بدونها، فإن تعلمها يصبح فرض عين على كل مسلم مكلف قادر على التعلم.
* التفقه في الدين: الحديث يدل على ضرورة التفقه في أمور الدين، وخاصة في أركان العبادات وشروطها، حتى يؤديها المسلم على الوجه الصحيح المقبول.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث هو أحد الأحاديث التي استدل بها العلماء على أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، كالقيام والركوع والسجود.
* من لم يحسن قراءة الفاتحة، يجب عليه أن يتعلمها. فإن عجز عن تعلمها كلها أو بعضها في وقت الصلاة، فإنه يقرأ ما تيسر له من القرآن مكانها، فإن لم يحسن شيئاً من القرآن، فإنه يذكر الله بما يستطيع، مثل قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، حتى يخرج عن كونه عاجزاً عن القراءة.
* يستحب للماموم أن يحرص على listening لقراءة الإمام في الصلاة الجهرية، ولا يقرأ أثناء قراءة الإمام؛ لقول الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]. وقد فسّر很多 العلماء هذه الآية بالإنصات في الصلاة الجهرية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن خزيمة (٤٩٠) وعنه ابن حبان (١٧٨٩) عن محمد بن يحيى الذهلي قال: حَدَّثَنَا وهب بن جرير، قال: حَدَّثَنَا شعبةُ، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
قال أبو حاتم (ابن حبان): لم يقل في خبر العلاء هذا «لا تجزئ صلاة» إِلَّا شعبة، ولا عنه إِلَّا وهب بن جرير ومحمد بن كثير. انتهى.
وإسناده صحيح. ووهب بن جرير ثقة حافظ، وتابعه محمد بن كثير.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 232 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

  • 📜 حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب