حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب قراءة سورة الفاتحة

عن عبادة بن الصَّامت قال: كنَّا خلف رسول الله في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله ﷺ فثقلتْ عليه القراءةُ فلمّا فرغ قال: «لعلكم تقرأون خلف إمامكم«قلنا: نعم هذًّا يا رسول الله! قال: «لا تفعلوا إِلَّا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن
لم يقرأ بها».

حسن: رواه أبو داود (٨٢٣)، والتِّرمذيّ (٣١١) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكره.

عن عبادة بن الصَّامت قال: كنَّا خلف رسول الله في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله ﷺ فثقلتْ عليه القراءةُ فلمّا فرغ قال: «لعلكم تقرأون خلف إمامكم«قلنا: نعم هذًّا يا رسول الله! قال: «لا تفعلوا إِلَّا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن
لم يقرأ بها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النصي الذي رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه:

نص الحديث:


عن عبادة بن الصَّامت قال: كنَّا خلف رسول الله ﷺ في صلاة الفجر، فقرأ رسول الله ﷺ فثقلتْ عليه القراءةُ فلمّا فرغ قال: «لعلكم تقرأون خلف إمامكم؟» قلنا: نعم هذًّا يا رسول الله! قال: «لا تفعلوا إِلَّا بفاتحة الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها».

1. شرح المفردات:


● خلف رسول الله ﷺ: أي في صفوف المصلين وراءه في الصلاة.
● فثقلت عليه القراءة: أي صَعُبت عليه وطالت؛ بسبب ارتفاع أصوات المصلين بالقراءة خلفه.
● هذًّا: أي قراءة سريعة خفيفة، كأن يهذَّ الإنسان الكلام هذًّا إذا أسرع فيه.
● لا تفعلوا: النهي عن القراءة خلف الإمام في الجهرية.
● إلا بفاتحة الكتاب: الاستثناء من النهي، أي اقرؤوا الفاتحة فقط.
● فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها: تأكيد على وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم يصلون الفجر خلف النبي ﷺ، وكان يقرأ قراءة جهربة، فلما أحس أن أصواتهم ترتفع بالقراءة خلفه مما يشوش عليه، نهاهم عن ذلك بعد الصلاة، وأخبرهم أن القراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية غير جائزة إلا بفاتحة الكتاب فقط، وذلك لأهميتها حيث إن الصلاة لا تصح بدونها.

3. الدروس المستفادة منه:


- وجوب قراءة سورة الفاتحة على المصلي في كل ركعة، سواء كان إمامًا أو مأمومًا أو منفردًا.
- النهي عن الجهر بالقراءة خلف الإمام في الصلوات الجهرية؛ لأن ذلك يشوش على الإمام والمصلين.
- أن المأموم يقرأ الفاتحة سرًّا في الصلاة الجهرية، ويستمع لقراءة الإمام فيما عداها.
- حرص النبي ﷺ على تعليم أصحابه وتصحيح أخطائهم برفق وحكمة.
- أهمية الالتزام بهدي النبي ﷺ في الصلاة وعدم الابتداع فيها.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه أبو داود والترمذي، وهو حسن.
- جمهور العلماء على وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الصلاة الجهرية، وهو مذهب الشافعية والحنابلة وبعض المالكية.
- ذهب أبو حنيفة إلى أن قراءة المأموم للفاتحة في الصلاة الجهرية غير واجبة، بل يستمع للإمام.
- والراجح -والله أعلم- هو وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في الجهرية وغيرها؛ لقوله ﷺ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» متفق عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٢٣)، والتِّرمذيّ (٣١١) كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكره. قال الترمذيّ: «حسن».
قال الأعظمي: وفي الإسناد محمد بن إسحاق وهو مدلِّس وقد عنعن، ولكن رواه الدَّارقطنيّ (١/ ٣١٩) ومن طريقه البيهقيّ (٢/ ١٦٤) عن ابن صاعد، ثنا عبيد الله بن سعد، ثنا عميّ، ثنا أبيّ، عن ابن إسحاق قال: حَدَّثَنِي مكحول بهذا وقال فيه: فقال: «إني لأراكم تقرون خلف إمامكم إذا جهر» قلنا: أجل والله يا رسول الله! هذًّا. قال: «فلا تفعلوا إِلَّا بأم القرآن، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها».
نقل البيهقيّ عن الدَّارقطنيّ أنه قال: هذا إسناد حسن.
قال الأعظمي: وهو كذلك، ولكن قول الدَّارقطنيّ ليس في هذا الموضع، وإنما قال ذلك بعد أن روي الحديث عن ابن إسحاق بالعنعنة مثل أبي داود والتِّرمذيّ.
وممن صرَّح بتصحيحه ابن خزيمة في صحيحه (١٥٨١)، وابن حبان (١٧٨٥)، قال البيهقيّ في «القراءة خلف الإمام» (١١٤) بعد أن روى هذا الحديث من طريق الدَّارقطنيّ: «وهذا إسناد صحيح؛ ذكر فيه سماع محمد بن إسحاق من مكحول، وأخرج محمد بن إسماعيل البخاريّ ﵀ هذا الحديث في كتاب: وجوب القراءة خلف الإمام, عن أحمد بن خالد الوهبيّ، عن محمد بن إسحاق واحتج به، وقال: رأيت عليّ بن عبد الله المديني يحتج بحديث ابن إسحاق، قال: وقال عليّ، عن ابن عيينة: ما رأيت أحدًا يتهم ابن إسحاق، ثمّ أورد كلام من وثَّق ابن إسحاق من الأئمة.
قال الأعظمي: ابن إسحاق لم ينفرد به، بل تابعه زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاريّ، قال نافع: أبطأ عبادةُ بن الصَّامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذّنُ الصّلاة، فصلَّى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه حتَّى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادةُ يقرأ أم القرآن، فلمّا انصرف قلت لعبادة: سمعتُ تقرأ بأم القرآن، وأبو نعيم يجهر، قال: أجل، صلى بنا رسولُ الله ﷺ بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، قال: فالتبستْ عليه القراءةُ، فلمّا انصرف أقبل علينا بوجهه وقال: «هل تقرؤون إذا جهرتُ بالقراءة«؟ فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك قال: «فلا، وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن، فلا تقرؤوا بشيء من القرآن إذا جهرتُ إِلَّا بأم القرآن».
رواه أبو داود (٨٢٤) ثنا الربيع بن سليمان الأزديّ، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا الهيثم بن حُميد، أخبرني زيد بن واقد، فذكر الحديث.
ورواه النسائيّ في: الكبرى (٩٩٤) و»الصغري (٩٢٠) عن هشام بن عمار، عن صدقة، عن زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم، عن نافع بن محمود بن الربيع، (وتحرف فيهما إلى ربيعة) عن عبادة بن الصَّامت قال: صلى بنا رسولُ الله ﷺ بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة فقال:
لا يقرأنَّ أحد منكم إذا جهرتُ بالقراءة إِلَّا بأم القرآن».
ونافع بن محمود «مستور» كما قال الحافظ في التقريب، إِلَّا أن بعض أهل العلم يقبلون مثله في المتابعات وأمّا الذّهبيّ قال في «الكاشف» «ثقة»، وقال الدَّارقطنيّ: بعد أن رواه من طريق زيد بن واقد: كلّهم ثقاته (١/ ٣١٩)، وقال البيهقيّ في كتابه القراءة«: «إسناده صحيح«وذكره ابن حبان في الثّقات، وسكت عليه أبو داود والمنذريّ، فلعل الحافظ ابن حجر اغتر بقول ابن عبد البر فإنه قال فيه: «مجهول«أما هو فتقل حكم الدَّارقطنيّ بأنه حديث حسن، وذهب إلى أن مكحولًا يروي عن نافع وأبيه محمود، كلاهما عن عبادة بن الصَّامت حديثين، وعند الزهري الخبر عن محمود بن الربيع مختصر غير مستقصي.
وقال الدَّارقطنيّ: مكحول سمع هذا الحديث من محمود بن الربيع، ومن ابنه نافع بن محمود بن الربيع، ونافع بن محمود وأبوه محمود بن الربيع سمعاه من عبادة بن الصَّامت».
ورواه البخاريّ في «جزء القراءة خلف الإمام» (٧١) من طريق زيد بن واقد، عن حرام بن حكيم ومكحول، عن أبي ريعة الأنصاريّ، عن عبادة بن الصَّامت فذكر قصة أبي نعيم - وفيه: «لا يقرأن أحدكم إذا جهر بالقراءة إِلَّا بأم القرآن».
ومكحول هو: الدمشقي وُصف بأنه مدلِّس، وقيل: إنه اضطرب في رواية هذا الحديث، ولكن مجيئه من طريق آخر مع وجود شاهد له من حديث أنس (سيأتي) يدل على أنه لم يدلس ولم يضطرب، ولذا صحَّحه كثير من أهل العلم منهم الدارقطنيّ، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والبيهقيّ، وغيرهم، ونقل النوويّ في «الخلاصة» (١١٦٣) حكم الترمذيّ والدارقطني والخطيب والبيهقي وأقره.
وأمّا من وقفه، وأرسله فلا يضعف من رفعه ووصله.
قال البيهقيّ: إن من شأن أهل العلم أن يروي الحديث مرة فيوصله، ويرويه أخرى فيُرسله حتَّى إذا سئل عن إسناده فحينئذ بذكره، ويكون الحديث عنده مسندًا وموقوفًا، فيذكره مرة مسندًا ومرة موقوفًا، والحجة قائمة بموصوله وموقوفه، وفي وصل من وصله دلالة على صحة مخرج حديث من أرسله، وإرسال من أرسله شاهد لصحة حديث من وصله، وفي كل ذلك دلالة على انتشار هذا الحديث عن عبادة بن الصَّامت عن النَّبِيّ ﷺ مسندًا، ثمّ من فتواه به موقوفًا، وإنما تعجب من تعجب من قراءته خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة لذهاب من ذهب إلى ترك القراءة خلف الإمام فيما يجهر الإمام فيه بالقراءة حين قال النَّبِيّ ﷺ: «ما لي أنازع القرآن، ولم يسمع استثناء النَّبِيّ ﷺ قراءة فاتحة الكتاب سرًّا، وقوله ﷺ»فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها«، وسمعه عبادة بن الصَّامت وأتقنه وأدَّاه، وأظهر فوجب الرجوع إليه في ذلك». انتهى.
ثمّ رواه من أبي الطيب محمد بن أحمد الذهليّ، ثنا محمد بن سليمان بن فارس، حَدَّثَنِي أبو
إبراهيم محمد بن يحيى الصفار، - وكان جارنا - ثنا عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزّهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسول الله ﷺ: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب خلف الإمام».
قال أبو الطيب: قلت لمحمد بن سليمان: خلف الإمام؟ قال: خلف الإمام، وهذا إسناده صحيح، والزيادة التي فيه كالزيادة التي في مكحول وغيره، فهي عن عبادة بن الصَّامت صحيحة مشهورة من أوجه كثيرة، وعبادة بن الصَّامت ﷺ من أكابر أصحاب رسول الله ﷺ وفقهائهم» انتهى. (١٣٥).
وقوله: «هذًّا» بتشديد الذال، وتنوينها، أي يهذُّ هذًا. والهذُّ شدةُ الإسراع.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 230 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

  • 📜 حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب