لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٦)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٤) كلاهما من حديث
سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكر الحديث.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عبادة بن الصَّامت قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتِابِ».
أخرجه البخاري (756) ومسلم (394) وغيرهما.

شرح الحديث

# 1. شرح المفردات:

● لا صلاة: نفي للصحة، أي أن الصلاة غير معتبرة شرعاً ولا مجزئة.
● لمن لم يقرأ: أي الشخص الذي ترك القراءة أو تعمد عدمها.
● بفاتحة الكتاب: هي سورة الفاتحة، وهي أعظم سورة في القرآن الكريم، وتُسَمَّى أيضاً: (أم القرآن، والسبع المثاني).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حكماً عظيماً من أحكام الصلاة، وهو أن قراءة سورة الفاتحة ركن أساسي لا تصح الصلاة بدونه. فمَنْ ترك قراءتها متعمداً، سواء كان إماماً أو مأموماً أو منفرداً، في ركعة من ركعات الصلاة، فإن صلاته لا تعتبر صحيحة وهي باطلة. وهذا يشمل جميع الصلوات المفروضة والنوافل.

# 3. الدروس المستفادة والفقه المتعلق بالحديث:

● وجوب قراءة الفاتحة: ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة، وهو مذهب الإمام أحمد والشافعي. واستدلوا بهذا الحديث الصحيح.
● حكم المأموم: اختلف العلماء في حكم قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام:
● القول الأول (وهو الراجح): يجب على المأموم قراءتها في الصلاة السرية (التي لا يجهر فيها الإمام) وفي السكتات التي يسكتها الإمام للقراءة في الجهرية. وهذا مذهب الشافعية والحنابلة.
● القول الثاني: تسقط قراءة الفاتحة عن المأموم في الصلاة الجهرية ويجب عليه الإنصات، وهو مذهب أبي حنيفة ورواية عن الإمام أحمد.
● من لم يحسن الفاتحة: من عجز عن حفظ الفاتحة أو بعض آياتها بعد بذل الجهد في التعلم، فإنه يقرأ ما تيسر من القرآن مما يحفظه. فإن لم يحفظ شيئاً، يذكر الله بالتسبيح (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) حتى يخرج عن كونه عاجزاً عن القراءة.
● التأكيد على تعلم الفاتحة: الحديث حافز لكل مسلم ليتعلم سورة الفاتحة ويعلمها أهله، لأن صلاته مرتبطة بها.
#### 4. لماذا الفاتحة بالذات؟
سورة الفاتحة لها مكانة فريدة، فهي:
● أم القرآن: فهي تجمع معاني القرآن العظيمة من الثناء على الله، والتوحيد، والعبادة، والاستعانة، والدعاء.
● المناجاة بين العبد وربه: كما في الحديث القدسي: «قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ...» (صحيح مسلم). فالله تعالى يستجيب لدعاء العبد فيها.
● الشرط في صحة الصلاة: كما هو واضح في هذا الحديث، مما يزيد من أهميتها.
الخاتمة:
هذا الحديث يظهر عظمة الشريعة الإسلامية في توضيحها لأركان العبادات، وحرصها على أن تكون الصلاة صحيحة وكاملة. وهو تذكير للمسلم بأهمية الإتيان بهذا الركن العظيم، والتعاهد على حفظه وتدبر معانيه، حتى تقبل صلاته ويحظى برضا الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٧٥٦)، ومسلم في الصّلاة (٣٩٤) كلاهما من حديث
سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصَّامت فذكر الحديث.
ولمسلم طرق أخرى واللفظ سواء، إِلَّا ما رواه عبد الرزّاق، عن معمر، عن الزهري بهذا الإسناد وزاد فيه: «فصاعدًا».
قال البخاريّ في جزء «خير الكلام في القراءة خلف الإمام» (ص ٣٦) (٥): عامة الثّقات لم يتابع معمرًا في قوله: «فصاعدًا» مع ما أنه قد أثبت فاتحة الكتاب. وقوله: «فصاعدًا» غير معروف.
ثمّ قال: ويقال: إن عبد الرحمن بن إسحاق تابع معمرًا، وأن عبد الرحمن ربما رُوي عن الزّهريّ، ثمّ أدخل بينه وبين الزهري غيره، ولا نعلم أن هذا من صحيح حديثه أم لا؟ .
وقال أيضًا: «وقال إبراهيم، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن المقبريّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه معارضًا لما روى الأعرج، عن أبي هريرة، وليس هذا ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه، وكان عبد الرحمن ممن يحتمل في بعض. وقال إسماعيل بن إبراهيم: سألت أهل المدينة عن عبد الرحمن فلم يحمد، مع أنه لا يعرف له بالمدينة تلميذ إِلَّا موسى الزمْعي روى عنه أشياء في عدة منها اضطراب». انتهى (ص ٨٩ برقم ١٤٦).
قال الأعظمي: ولكن رواه أبو داود (٨٢٢) من طريق سفيان، عن الزهري هذه الزيارة «فصاعدًا» وعلى قاعدة المحدثين: زيادة الثقة مقبولة، فتكون قراءة القدر الزائد على الفاتحة واجبة، قال الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣٤٢) متعقبًا عليه: «بأنه ورد لرفع توهم قصر الحكم على الفاتحة، قال البخاريّ في جزء القراءة: هو نظير قوله: «تقطع اليد في ربع دينار فصاعدًا». انتهى.
يعني أن سورة الفاتحة أدنى ما تجزي به الصّلاة كما تصح أيضًا في حال زيادة القراءة على الفاتحة في حين أن سفيان اختلف عليه أيضًا فرواه البخاريّ ومسلم وغيرهما من طريقه بدون هذه الزيادة. فظهر منه أن بعض الرواة أخطأوا فجعلوا حديث معمر في حديث ابن عيينة، ولذا تُعتبر هذه الزيادة في حديث ابن عيينة شاذة.
قال ابن حبان: «تفرد بها معمر عن الزّهريّ، وأعله البخاريّ في جزء القراءة«التلخيص (١/ ٢٣١).
ورواه الدَّارقطنيّ (١/ ٣٢١) من طريق زياد بن أيوب، نا سفيان به بلفظ: «لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرّجل فيها فاتحة الكتاب». ومن طريقه رواه البيهقيّ في: القراءة خلف الإمام (٢٠). قال الدَّارقطنيّ: «إسناده صحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن زياد بن أيوب البغداديّ، أبو هاشم الطوسي الأصل»ثقة حافظ«لقَّبه الإمام أحمد - شعبة الصغير - كذا في التقريب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 229 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

📜 حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية