حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب وجوب قراءة سورة الفاتحة

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ مَعِي منكم أحد آنفًا» فقال رجل: نعم، أنا يا رسول الله! قال: فقال رسولُ الله ﷺ: «إنِّي أقول: ما لي أُنازع القرآن».
فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله ﷺ فيما جهر فيه رسولُ الله ﷺ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله ﷺ.

حسن: أخرجه مالك في الصّلاة (٤٤) عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثيّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وعن مالك رواه أبو داود (٨٢٦)، والتِّرمذيّ (٣١٢)، والنسائي (٩١٩).

عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ مَعِي منكم أحد آنفًا» فقال رجل: نعم، أنا يا رسول الله! قال: فقال رسولُ الله ﷺ: «إنِّي أقول: ما لي أُنازع القرآن».
فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله ﷺ فيما جهر فيه رسولُ الله ﷺ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
شرح الحديث:
هذا الحديث رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
1. شرح المفردات:
● انصرف من صلاة: أي فرغ منها وسلم.
● جهر فيها بالقراءة: أي أسمع المأمومين قراءته، كما في صلاة الفجر والجمعة والركعتين الأوليين من المغرب والعشاء.
● آنفًا: يعني قريبًا، أي في هذه الصلاة التي انصرفنا منها الآن.
● ما لي أُنازع القرآن: المنازعة هنا بمعنى المزاحمة والمعارضة. والمعنى: ما الذي يحملني على أن أُجارَى في القراءة وأُعارض بها؟ أو كأنه يقول: لماذا أُجَارَى وأُعارَض في قراءة القرآن حتى لا يُستمع له بانفراد؟
2. المعنى الإجمالي للحديث:
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بإصحابه صلاة جهرية (كالفجر)، وبعد أن انتهى منها وسلّم، سأل الحاضرين: "هل قرأ أحد منكم معي في هذه الصلاة؟"، فأجابه رجل بأنه كان يقرأ معه. فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن فعله هذا – أي القراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية – هو منازعة للقرآن، لأن الغرض من جهر الإمام هو أن يستمع المأمومون لقراءته وينصتوا لها، فإذا قرأوا معه حصل تشويش وعدم استماع كامل لقراءة الإمام. ففهم الصحابة من هذا النهي أن القراءة خلف الإمام في المواضع التي يجهر فيها ممنوعة، فامتنعوا عن ذلك.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الإنصات لقراءة الإمام في الصلاة الجهرية: هذا الحديث أصل في وجوب إنصات المأموم لقراءة إمامه في الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، وعدم القراءة معه. وهذا هو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
● حكمة مشروعية الجهر: من حكم الجهر بالقراءة أن يستمع المأمومون لكتاب الله ويتدبروه، وهذا المعنى يختل إذا قرأوا هم أيضًا.
● التأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: حيث انتهى الصحابة فورًا عن الفعل عندما سمعوا نهيه عنه، مما يدل على سرعة استجابتهم وأدبهم معه.
● بيان النبي صلى الله عليه وسلم للحكمة من التشريع: حيث لم ينههم فقط، بل بيّن العلة والحكمة من النهي بقوله: "ما لي أُنازع القرآن"، مما يجعل الأمة تفهم المقصد فتلتزم.
● حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم أصحابه: حيث سألهم بعد الصلاة ليعلمهم ويربيهم، مما يدل على عظم اهتمامه بالتعليم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● الخلاف العلمي: اختلف العلماء في حكم قراءة المأموم خلف الإمام في الجهرية:
● جمهور العلماء (المالكية، الشافعية، الحنابلة): يرون أن الواجب على المأموم هو الإنصات ولا يقرأ، مستدلين بهذا الحديث وغيره.
● الحنفية: يرون أن القراءة واجبة على المأموم في جميع الصلوات، سرية كانت أم جهرية، ولكنهم يقولون إنه يقرأ في نفسه في الجهرية دون أن يجهر.
● رأي وسط: ذهب بعض العلماء إلى أن القراءة لا تجوز إذا أخلت بالإنصات الواجب، وإلا فلا بأس بها.
● الصلاة السرية: أما في الصلاة السرية (كالظهر والعصر) حيث لا يجهر الإمام، فيستحب للمأموم أن يقرأ في نفسه، وهذا محل اتفاق بين العلماء.
● التوفيق بين الأدلة: الذين أوجبوا القراءة استدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". والجمهور يجيبون عن هذا بأن المأموم مأمور بالإنصات في الجهرية، فقراءة الإمام تسقط عنه قراءة الفاتحة في هذه الحالة، أو أن الإنصات هو قراءته في تلك الصلاة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه مالك في الصّلاة (٤٤) عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثيّ، عن أبي هريرة فذكر الحديث، وعن مالك رواه أبو داود (٨٢٦)، والتِّرمذيّ (٣١٢)، والنسائي (٩١٩). قال الترمذيّ: حسن.
قال الأعظمي: وهو كذلك - وأكيمة - بالتصغير هو «عمارة» وقيل: اعمرو«وثَّقه يحيى بن سعيد وابن حبان، وقال أبو حاتم: «صالح الحديث مقبول».
ورواه ابن ماجة من وجهين: سفيان بن عيينة (٨٤٨) ومعمر (٨٤٩) كلاهما عن الزهري به، إِلَّا أن سفيان لم يذكر»فانتهى الناس عن القراءة ...».
ورواه أبو داود (٨٢٧) من طريق سفيان، عن الزهري قال: سمعتُ ابن أكيمة يحدثُ سعيدَ بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة يقول: وفيه»نظن أنها الصبح».
واختلف الرواة على الزهري في قوله: «فانتهى الناس«هل هو من كلام أبي هريرة أو من كلام الزهري. فقال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: «فانتهى الناس».
ورواه الأوزاعي عن الزهري قال فيه: قال الزهري: فاتعظ المسلمون بذلك فلم يكونوا يقرأون معه فيما يجهر به ﷺ.
قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله: «فانتهى الناس» من كلام الزهري.
وقد رجّح البخاريّ أن يكون ذلك من كلام الزهري كما قال أبو داود، وهو الذي رجَّحه أيضًا البيهقيّ في «معرفة السنن» و«السنن الكبري» (٢/ ١٥٧، ١٥٩) لأن أبا هريرة نفسه كان يُفتي بقراءة الفاتحة في نفسه خلف الإمام سواء جهر فيها الإمام أو أخفى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

  • 📜 حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: انتهى الناس عن القراءة مع النبي فيما جهر بالقراءة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب