لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ قال: قال النَّبِيّ ﷺ: «لعلكم تقرؤن والإمام يقرأ؟» مرتين أو ثلاثًا. فقالوا: يا رسول الله! إنا لنفعل. قال: «فلا تفعلوا إِلَّا أن يقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب».

صحيح: رواه عبد الرزّاق (٢٧٦٦) وعنه الإمام أحمد (١٨٠٧٠)، والبخاري في «جزء القراءة» (٧٣)، والبيهقي في سننه (٢/ ١٦٦) كلّهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما ندرس من سنة نبيه الكريم.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي في سننهما، وصححه الألباني. وهو يتناول أدباً مهماً من آداب الصلاة، خاصة في حالات الصلاة الجهرية.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● "لعلكم تقرؤن والإمام يقرأ؟": (لعلكم) أسلوب للاستفهام للتوقع، أي: أتقرؤون أنتم؟
● "فاتحة الكتاب": هي السورة الأولى في القرآن الكريم، وهي ركن في كل ركعة من ركعات الصلاة.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
استفهم النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه -رضوان الله عليهم- عن فعلهم، وهو أنهم يقرؤون القرآن خلف الإمام في الصلاة الجهرية (كصلاة الفجر والمغرب والعشاء) في نفس الوقت الذي يقرأ فيه الإمام. فأكدوا له أنهم يفعلون ذلك. فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الفعل، واستثنى من ذلك قراءة سورة الفاتحة فقط، فأمرهم بقراءتها وحدها في تلك الحالة.
3. الدروس المستفادة منه:
● وجوب الإنصات للإمام في الصلاة الجهرية: النهي عن القراءة مع الإمام أو أثناء قراءته يدل على وجوب الإنصات له ليتسنى للمأمومين متابعة قراءته وتدبرها.
● استثناء الفاتحة: هذا الاستثناء يدل على عظم شأن سورة الفاتحة، وأنها ركن لا تصح الصلاة إلا بها، فيجب على المأموم قراءتها حتى في الصلاة الجهرية. وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة.
● رفع الحرج عن الأمة: بيان النبي صلى الله عليه وسلم للحكم بتكرار السؤال ("مرتين أو ثلاثًا") يدل على حرصه على توضيح الأمر ورفع اللبس، مما يظهر سماحة الإسلام وحرصه على تيسير العبادات على المسلمين.
● أدب المتعلم مع المعلم: في جواب الصحابة "يا رسول الله! إنا لنفعل" نرى صدقهم وصراحتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، واعترافهم بالحال دون تردد، وهذا من أدب طلب العلم.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- اختلف الفقهاء في حكم قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجهرية:
● الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة): يوجبون قراءة الفاتحة على المأموم في كل ركعة، سواء كانت الصلاة سرية أم جهرية.
● الحنفية: يرون أن قراءة المأموم للفاتحة تسقط في الصلاة الجهرية ويكتفي بقراءة الإمام، ويقرؤها في الصلاة السرية.
- يستحب للمأموم أن ينصت للإمام ويتدبر قراءته إذا كانت الصلاة جهرية، ولا يشتغل بغير ذلك.
- الحديث يدل على أن الأصل في العلاقة بين الإمام والمأموم هي التكامل والائتمام، وليس التضاد أو التشويش.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا على أداء عبادته على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزّاق (٢٧٦٦) وعنه الإمام أحمد (١٨٠٧٠)، والبخاري في «جزء القراءة» (٧٣)، والبيهقي في سننه (٢/ ١٦٦) كلّهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ.
قال الأعظمي: إسناده حسن، ومحمد بن أبي عائشة، قيل: اسم أبيه عبد الرحمن، وثَّقه ابن معين، وقال أبو حاتم: ليس به بأس، وله في صحيح مسلم حديث واحد.
وحسَّنه الحافظ في تلخيصه، وقال البوصيري في «الإتحاف» (٢/ ٣٤٢): «هذا إسناد جيد» بعد أن رواه من طريق مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء به مثله وزاد في آخره: «إِلَّا أن يقرأ أحدكم بأم الكتاب في نفسه» وعزا قوله: إسناد جيد، إلى البيهقيّ (٢/ ١٦٦) فإنه قال: «هذا إسناد جيد، وقد قيل: عن أبي قلابة، عن أنس. وليس بمحفوظ».
وهو ما رُوي عن أنس بن مالك أنَّ النَّبِيّ ﷺ صلَّى بأصحابه، فلمّا قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام، والإمام يقرأ؟ !، فسكتوا. فقالها ثلاث مرات. فقال قائل، أو قائلون: إنا لفعل. قال: «فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه».
رواه أبو يعلى (٢٨٠٥)، والطَّبرانيّ في الأوسط (٢٧٠١)، والدارقطني (١/ ٣٤٠)، وابن حبان (١٨٤٤) كلّهم من حديث عبيد الله بن عمرو الرّقيّ، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس، فذكره.
وراه أيضًا ابن حبان في صحيحه (١٨٥٢) بهذا الإسناد وقال: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد بن أبي عائشة، عن بعض أصحاب النَّبِيّ ﷺ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان محفوظان». انتهى.
ولكن قال أبو حاتم: وَهِم فيه عبيد الله بن عمرو: والحديث ما رواه خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن محمد بن أبي عائشة، عن رجل من أصحاب النَّبِيّ ﷺ عن النَّبِيّ ﷺ، العلل (١/ ١٧٥).
وكذلك قال البخاريّ في التاريخ الكبير (١/ ٢٠٧) بعد أن أورده من طريق عبيد الله بن عمرو. وسبق قول البيهقيّ بأنه ليس بمحفوظ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 235 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

📜 حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا تقرؤوا والإمام يقرأ إلا بفاتحة الكتاب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية