هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

عن أبي إسحاق، قال: وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه، واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد.

حسن: رواه أبو داود (٨٩٦)، والنسائي (١١٠٤) كلاهما من حديث شريك، عن أبي إسحاق، فذكره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود والترمذي في سننهما، وغيرهم، عن الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو يصف هيئة سجود النبي صلى الله عليه وسلم، التي رآها بعينه وشاهدها.

أولاً. شرح المفردات:

● وَضَعَ يَدَيْهِ: أي وضعهما على الأرض في هيئة السجود.
● وَاعْتَمَدَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ: أي جعل ثقل بدنه ونزوله إلى السجود معتمداً على ركبتيه، يضعهما على الأرض قبل يديه.
● وَرَفَعَ عَجِيزَتَهُ: العَجِيزَة هي المؤخرة. أي رفعها عن الأرض وعن ظهره، فلم يكن يخفضها أو يجعلها منخفضة، بل كانت مرفوعة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يصف لنا البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو من الصحابة الذين لازموا النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، كيف كان النبي يسجد. فقام رضي الله عنه بحركة عملية ليشرح للتابعين (مثل أبي إسحاق الراوي عنه) هيئة سجود النبي صلى الله عليه وسلم، فوضح أن النبي كان:
1. يضع ركبتيه على الأرض قبل يديه عند الهوي إلى السجود.
2. كان يرفع مؤخرته (عجيزته) في السجود، فلا يكون ظهره منخفضاً أو مستوياً، بل يكون أعلى من رأسه وكتفيه، تحقيقاً للاعتدال في الهيئة وإظهاراً للخضوع والتواضع لله تعالى.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:

1- وجوب متابعة النبي في الصلاة: فهيئته في السجود كما وصفها البراء بن عازب هي السنة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه البخاري.
2- السجود على الأعضاء السبعة: وهو ما دل عليه حديث آخر، ولكن هذا الحديث يبين هيئة هذه الأعضاء وكيفية وضعها، ومنها رفع العجيزة.
3- التواضع والخضوع في السجود: فرفع العجيزة يجعل الجسم في وضعية الخضوع التام، حيث يكون أعلى جزء في الجسم هو المؤخرة، وأقربه إلى الأرض هو الجبهة والأنف، وهذا غاية التواضع لله عز وجل.
4- التدرج في النزول إلى السجود: حيث يبدأ بوضع الركبتين ثم اليدين، كما هو مذهب جمهور العلماء، خلافاً لمن قال: يبدأ باليدين قبل الركبتين.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدل على سنية تقديم الركبتين على اليدين عند النزول إلى السجود، وهو قول جمهور العلماء، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
● رفع العجيزة في السجود سنة، بحيث لا يكون الظهر مستوياً ولا منخفضاً جداً، بل معتدلاً مرفوعاً قليلاً، وهذا من كمال الخشوع في الصلاة.
- ينبغي للمسلم أن يحرص على تطبيق هذه الهيئة في صلاته، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، طلباً للأجر وكمال العبادة.
أسأل الله تعالى أن يقبل صلاتنا، ويجعلنا من المقتدين بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كل أقواله وأفعاله.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٨٩٦)، والنسائي (١١٠٤) كلاهما من حديث شريك، عن أبي إسحاق، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في «صحيحه» (٦٤٦)، وأحمد (١٨٧٠١)، والبيهقي (٢/ ١١٥) كلّهم من هذا الوجه وزاد أحمد والبيهقي: «وخوَّى». وزاد البيهقيّ: «فبسط يديه».
وشريك هو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، ولكنه توبع في بعض صفة السجود.
فقد رواه النسائيّ (١١٠٥)، وابن خزيمة (٦٤٧)، والحاكم (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨)، والبيهقي كلّهم من طريق يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: «كان رسول الله ﷺ إذا صلي جخَّى».
ولمجموع الطريقين يصل الحديث إلى درجة الحسن، وحسَّنه أيضًا النوويّ في «المجموع». (٣/ ٤٣٥، ٤٣٦).
وقوله: «خوَّى» بتشديد الواو - أي باعد مرفقيه وعضديه عن جنبيه.
وقوله: «جخَّى» الذي لا يتمدّد في ركوعه ولا في سجوده.
نقله ابن خزيمة عن النضر بن شميل.
وقال الخطّابي - كما في عون المعبود -: «يريد أنه رفع مؤخره ومال قليلًا هكذا تفسيره».
وفي «النهاية»: أي فَتَح عَضُدَيه وجَافاهُما عن جَنْبَيْه ورفع بَطْنه عن الأرض.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 345 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

📜 حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية