دفع الجن وخنقه في الصلاة - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب دفع الجن وخنقه في الصّلاة
متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٢٣)، ومسلم في المساجد (٥٤١) كلاهما عن محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعتُ أبا هريرة فذكر الحديث واللفظ للبخاريّ.
وزاد مسلم في رواية النضر بن شُميل، عن شعبة بعد قوله: «فأمكنني الله منه«: «فذعتُه«بالذال المعجمة، وتخفيف العين المهملة. بمعنى: خَنَقْتُه.
ثم قال مسلم: فأما ابن أبي شيبة (عن شبابة، عن شعبة) فقال في روايته: «فدعتُه«بالدال المهملة. بمعنى: دفعتُه دفْعًا شديدًا.
قال النووي: «وأنكر الخطابي المهملة وقال: لا تصح، وصحّحها غيره وصوَّبوها، وإن كانت المعجمة أوضح وأشهر. وفيه دليل على جواز العمل القليل في الصلاة».
وقوله: «ثم ذكرتُ قول أخي سليمان ... » أي: أن النبي ﷺ قد قدر على ربطه في سارية المسجد، فلما تذكر قول سليمان عليه السلام امتنع من ذلك تواضعًا وتأدبًا. وتمكينه ﷺ لا ينافي قوله تعالى: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ [سورة ص: ٣٥] إذ لا يبطل اختصاص تمام
الملك لسليمان بهذا القدر.
وقوله: «حتى تنظروا إليه كلكم» فيه دليل على أن رؤيةَ الجنِّ غيرُ مستحيلةٍ، فأما قوله تعالى: ﴿إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ﴾ [الأعراف: ٢٧] فإنه حكم الأعم والأغلبِ من الآدميين امتحنهم بذلك ليفْزَعُوا إليه عز وجل ويستعيذوا به من شرهم. انظر: «شرح السنة» (٣/ ٢٧٠).
صحيح: رواه النسائي في «الكبرى» (١١٣٧٥) عن إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حصين، عن عبيد الله، عن عائشة فذكرت مثله.
وصحّحه ابن حبان فرواه في صحيحه (٢٣٥٠) من طريق محمد بن أبان، حدثنا أبو بكر بن عياش به مثله.
وحصين هو: ابن عبد الرحمن السلمي أبو الهذيل الكوفي من رجال الجماعة.
وعبيد الله بن عبد الله هو: ابن عتبة بن مسعود الهذلي من رجال الجماعة أيضًا. ومحمد بن أبان في إسناد ابن حبان هو الواسطي تكلم فيه الأزدي إلا أنه توبع عند النسائي.
حسن: رواه الإمام أحمد (٢١٠٠٠) عن عبد الرزاق وخَلف بن الوليد، قالا: حدثنا إسرائيل، عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل سماك بن حرب. والحديث في مصنف عبد الرزاق (٢٣٣٨) من هذا الوجه. ورواه أيضًا الطبراني في الكبير (١٩٢٥) من طريق خلف بن الوليد به مثله.
وأمّا ما رواه الطبراني (٢٠٥٣)، والدارقطني (١/ ٣٦٥)، والبيهقي (٢/ ٤٥٠) من طرق عن المفضل بن صالح، عن سماك به بلفظ: صلَّينا مع رسول الله ﷺ صلاة مكتوبة، فضَمَّ يده في الصلاة. فلما قضى الصلاة قلنا يا رسول الله! أَحَدَثَ في الصّلاة شيء؟ قال: «لا إلا أن الشيطان أراد أن يمر بين يدي فَخَنقتُهُ حتى وجدتُ برد لسانه على يدي، وايم الله! لولا ما سبقني إليه أخي سليمان لنيط بسارية من سواري المسجد، حتى يُطيف به ولدان أهل المدينة»، فهو ضعيف، فيه المفضل بن صالح ضعَّفه البخاري وأبو حاتم كذا في «المجمع» (٢/ ٦١).
حسن: رواه الإمام أحمد (١١٧٨٠) عن أبي أحمد، حدثنا مسرَّة بن معبد، حدثني أبو عبيد حاجب سليمان، قال: رأيتُ عطاء بن يزيد الليثي قائمًا يصلِّي، مُتعممًا بعمامةٍ سوداء، مرخي طرفَها من خلْفِه، مُصَفِّر اللحيةِ. فذهبتُ أمرُّ بين يديه فردَّني، ثم قال: حدثني أبو سعيد الخدري فذكر مثله.
وإسناده حسن لأجل مسرة بن معبد وهو: اللخمي الفلسطيني المقدسي اختلف فيه فقال أبو حاتم: شيخ لا بأس به، وذكره ابن حبان مرة في «الثقات» (٧/ ٥٢٤) وأخرى في «المجروحين» (١٠٩٣) فقال: «كان ممن ينفرد عن الثقات ما ليس من أحاديث الأَثبات على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد». غير أنه حسن الحديث، ولذا قال الذهبي في «الكاشف»: «وُثِّق» وقال الحافظ في «التقريب»: «صدوق له أوهام».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٨٧): رواه أحمد ورجاله ثقات، غير أنه لم يذكر قوله: «من استطاع منكم ...».
والحديث رواه أبو داود (٦٩٩) عن أحمد بن سريج الرازي، أخبرنا أبو أحمد الزبيري، أخبرنا مسرة بن معبد اللخمي به مقتصرًا على قوله: «من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين القبلة أحد فليفعل». انظر باب منع المار بين يدي المصلي.
وأبو أحمد هو: محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري من رجال الجماعة.
والذي رواه عبد بن حميد (٩٤٦) عن علي بن عاصم، ثنا أبو هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: «خرجتُ لصلاة الصبح فلقيني الشيطان في السدة، سدة المسجد فزحمني حتى إنِّي لأجد من شعره فاستمسكت منه فخنقتُه، حتى إني لأجد برد لسانه على يديَّ، فلولا دعوة أخي سليمان لأصبح مقتولًا تنظرون إليه» ففيه أبو هارون العبدي وهو: عمارة بن جُوَين - بجيم مصغرًا - مشهور بكنيته متروك، والبعض كذَّبَه.
وأما ما رُوِي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «مرَّ عليَّ الشيطانُ فأخذتُه فخنقتُه، حتى لأجد برْد لسانه في يدي فقال: أوْجَعتنِي أوْجَعتني» فهو منقطع، رواه الإمام أحمد (٣٩٢٦) عن أسود بن عامر، أخبرنا إسرائيل، قال: ذكر أبو إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله.
وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه، قال الهيثمي في «المجمع» (١/ ٢٨٨):
«رواه أحمد، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، وبقية رجاله رجال الصحيح».
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 280 من أصل 423 باباً
- 255 باب تحريم رد السّلام في الصّلاة
- 256 باب كراهية تشميت العاطس في الصّلاة
- 257 باب كراهية التثاؤب في الصّلاة
- 258 باب النهي عن الاختصار في الصّلاة
- 259 باب كراهية الالتفات في الصّلاة
- 260 باب الرخصة في الالتفات في الصّلاة لحاجة
- 261 باب كراهية رفع البصر إلى السماء في الصّلاة
- 262 باب ما روي أنه لا يجاوز بصره موضع سجوده
- 263 باب نهي الرّجل عن الصّلاة، ورأسه معقوص
- 264 باب النهي عن البصاق في القبيلة في الصّلاة
- 265 باب كراهية تغطية الرّجل فاه في الصّلاة
- 266 باب كراهية الصّلاة في معاطن الإبل وجوازها في مرابض الغنم
- 267 باب المواضع التي نهي عن الصلاة فيها
- 268 باب جواز حمل الصبيان في الصلاة
- 269 باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصّلاة
- 270 باب ما جاء في رجوع القَهْقَرَى في الصّلاة أو تقدم فيها
- 271 باب الرخصة في المشي في الصلاة عند الحاجة
- 272 باب ما جاء في التسبيح والتصفيق في الصّلاة
- 273 باب إزالة البصاق من قبلة المسجد في الصلاة
- 274 باب مسح الحصى في الصلاة
- 275 باب رد السلام بالإشارة في الصلاة
- 276 باب الإشارة في الصّلاة
- 277 باب جواز قول العاطس في الصّلاة: الحمد لله
- 278 باب جواز البكاء في الصّلاة من خشية الله
- 279 باب ما جاء في النّفخ في الصّلاة
- 280 باب دفع الجن وخنقه في الصّلاة
- 281 باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوّذ منه
- 282 باب ما جاء في اجتهاد النّبيّ ﷺ في قيام اللّيل لرفع الدرجات وعلو المراتب
- 283 باب ما جاء في نسخ قيام الليل من الفرضِ إلى النافلة إلا في حق النبي ﷺ -
- 284 باب ما جاء في قيام النبي ﷺ بآية من القرآن ليلة ً
- 285 باب ما يستحب من الذكر عند القيام للتهجد
- 286 باب قراءة العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران لمن قام لصلاة التهجد
- 287 باب ما جاء في الحثّ على قيام الليل
- 288 باب ذم ترك قيام اللّيل
- 289 باب جامع صلاة النبي ﷺ في الليل
- 290 باب التزيّن لقيام الليل
- 291 باب قيام النبي ﷺ في أوقات مختلفة من الليل
- 292 باب ما جاء في القيام في ثلث الليل بعد شطره
- 293 باب من نام أول الليل وأحيَى آخِره
- 294 باب ما جاء في الصّلاة والدّعاء في آخر الليل
- 295 باب ما جاء في فضل الصلاة في جوف الليل
- 296 باب في اللّيل ساعة مستجاب فيها الدّعاء
- 297 باب رفع الصوت بالقِراءة في صلاة الليل
- 298 باب ما جاء في الجهر والسر في صلاة الليل
- 299 باب ما جاء من الاعتدال في رفع الصوت في صلاة الليل
- 300 باب ما جاء في استحباب السِّواك لمن قام لصلاة التهجد
- 301 باب افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين
- 302 باب أفضل الصّلاة طول القنوت
- 303 باب ما جاء في طول السجود في قيام الليل
- 304 باب فيمن يُخفف صلاة الليل لأجل غيره، ويُطيل لنفسه
معلومات عن حديث: دفع الجن وخنقه في الصلاة
📜 حديث عن دفع الجن وخنقه في الصلاة
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ دفع الجن وخنقه في الصلاة من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث دفع الجن وخنقه في الصلاة
تحقق من درجة أحاديث دفع الجن وخنقه في الصلاة (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث دفع الجن وخنقه في الصلاة
تخريج علمي لأسانيد أحاديث دفع الجن وخنقه في الصلاة ومصادرها.
📚 أحاديث عن دفع الجن وخنقه في الصلاة
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع دفع الجن وخنقه في الصلاة.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Friday, August 22, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب