الحث على قيام الليل - الأحاديث الصحيحة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الكتب الستة
باب ما جاء في الحثّ على قيام الليل
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٢٧)، ومسلم في صلاة المسافرين (٧٧٥) كلاهما من حديث الزهري، عن علي بن الحسين، أن حسين بن علي أخبره، عن علي بن أبي طالب فذكره.
فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلًا.
متفق عليه: رواه البخاري في التهجد (١١٢١، ١١٢٢)، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة (٢٤٧٩) كلاهما من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه،
فذكره ولفظهما سواء. إلا أن مسلمًا كرر: أعوذ بالله من النار، ثلاث مرات. وكذا عند البخاري أيضًا (٣٧٣٨) والقائل: «فكان بعدُ لا ينام من النيل إلا قليلًا» هو سالم.
صحيح: رواه البخاري في التهجد (١١٢٦) عن ابن مقاتل، حدثنا عبد الله (هو ابن المبارك)، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة فذكرتِ الحديث.
وهذا الحديث رواه مالك في الموطأ في كتاب اللباس (٨) عن يحيى بن سعيد، عن ابن شهاب الزهري مرسلًا.
صحيح: رواه مسلم في الصيام (١١٦٣) عن قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن حُميد بن عبد الرحمن الحِمْيري، عن أبي هريرة فذكره.
صحيح: رواه أبو داود (١٣٠٩)، وابن ماجه (١٣٣٥) كلاهما من طريق شيبان أبي معاوية، عن الأعمش، عن علي بن الأقمر، عن الأغرِّ، عن أبي سعيد وأبي هريرة فذكر الحديث.
إسناده صحيح والأغر هو: أبو مسلم المديني من رجال مسلم، وشيبان هو: ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم أبو معاوية البصري من رجال الجماعة.
قال أبو داود: ولم يرفعه ابن كثير، ولا ذكر أبا هريرة جعله كلام أبي سعيد.
قال الأعظمي: ومن رفع معه زيادة.
وقد صحّحه ابن حبان (٢٥٦٨)، والحاكم (١/ ٣١٦)، وروياه من هذا الطريق إلا أن الحاكم وهم في قوله: على شرط الشيخين، لأن الأغر لم يرو عنه البخاري إلا إن قصد غير الصحيح، فإنّ البخاري روى عنه في الأدب المفرد، وأما مسلم فأخرج عنه، إذًا هو على شرط مسلمٍ وحده، وقد أعِلَّ بأنه موقوف، ولكن الصواب أنه مرفوع، لأن من رفع عنده زيادة علم، فيجب قبولها لأنه ثقة.
حسن: رواه أبو داود (١٣٠٨)، والنسائي (١٦١٠)، وابن ماجه (١٣٣٦) كلّهم من طريق يحيى بن سعيد، عن محمد بن عجلان، قال: حدثني القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره ولفظه سواء عند الجميع.
وإسناده حسن لأجل محمد بن عجلان فإنه صدوق حسن الحديث.
وصحّحه ابن خزيمة (١١٤٨) وعنه ابن حبان (٢٥٦٧) كما صحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٣٠٩) كلهم من طريق محمد بن عجلان، قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم.
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن مسلمًا وإن كان أخرج لابن عجلان في الشواهد فإن الحاكم لا يفرق بين الشواهد والأصول فتنبه إلى ذلك.
وقال النووي في الخلاصة (١٩٩٣): رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح. قلت: بل هو حسن كما تقدم.
صحيح: رواه ابن خزيمة (١١٤٢)، والحاكم (١/ ٣٠٨) كلاهما من طريق أبي حمزة السكري، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة واللفظ لابن خزيمة، وأما الحاكم فرواه بدون شك وهو قوله: «ومن قرأ في ليلة مائة آية كتب من القانتين». وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن رواه سعيد بن منصور (١٣٦) عن أبي الأحوص، عن أبي سنان، عن أبي صالح، فقال: عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة - على الشك - وأبو سنان هو: ضرار بن مرة الكوفي الشيباني، وثَّقه أبو حاتم والنسائي والعجلي وغيرهم، روي له مسلم وأصحاب السنن غير ابن ماجه، إلا أن أبا حمزة السكري وهو: محمد بن ميمون المروزي من رجال الجماعة وهو أوثق منه، وقد رواه بدون الشك، فيشبه أن يكون الصواب أنه من حديث أبي هريرة.
ورواه ابن خزيمة (١١٤٣)، والحاكم (١/ ٣٠٨، ٣٠٩) أيضًا كلاهما من حديث سعد بن عبد الحميد بن جعفر، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبيد الله بن سلمان، عن أبيه أبي عبد الله سلمان الأغرِّ، عن أبي هريرة فذكر نحوه. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن سعد بن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري لم يرو عنه مسلم أصلًا، وإنما روى عنه أصحاب السنن غير أبي داود، ولذا رمز له الحافظ في التقريب بـ (ت س ق) غير أنه حسن الحديث.
وأما عبد الرحمن بن أبي الزناد فهو وإن كان مسلم لم يحتج به، إلا أنه روى عنه في المقدمة - كما
رمز له الحافظ في التقريب «من» وقد سقط هذا المصطلح من بعض النسخ المطبوعة فتنبه -، والحاكم لا يفرق بين المقدمة وأصل الكتاب.
صحيح: رواه الإمام أحمد (٧٩٣٢) عن يزيد بن هارون، أخبرنا هَمَّام، عن قتادة، عن أبي ميمونة، عن أبي هريرة فذكره.
رجاله ثقات وإسناده صحيح. صحّحه ابن حبان (٥٠٨، ٢٥٥٩)، والحاكم (٤/ ١٢٩) وروياه من طريق همام وهو: ابن يحيى العوذي به مثله إلا أن الحاكم لم يذكر الجزء الأول من الحديث.
كما رواه أيضًا الإمام أحمد من طرق أخرى عن همام، انظر (٨٢٩٥، ٨٢٩٦، ١٠٣٩٩).
قال الهيثمي في «المجمع» (٥/ ١٦): «رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح خلا أبا ميمونة، وهو ثقة».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإن أبا ميمونة الفارسي المدني الأبار ثقة وثَّقه النسائي، وقال العجلي: مدني تابعي ثقة، وقال ابن معين: أبو ميمونة الأبار صالح.
وفرّق البخاري وأبو حاتم ومسلم والحاكم أبو أحمد بن أبي ميمونة الأبار الذي روى عن أبي هريرة وعنه قتادة، وبين أبي ميمونة الفارسي واسمه سليم، روى عنه أبو النضر وغيره.
قال الأعظمي: أبو ميمونة الذي عندنا هو المدني الأبار وهو ثقة كما رأيت فإنه هو الذي وثَّقه النسائي وغيره وهو من رجال السنن، وأما قول الدارقطني: «أبو ميمونة عن أبي هريرة، عنه قتادة مجهول يترك» فالحجة لمن علم على من لم يعلم كما هو معلوم، وأما أبو ميمونة الفارسي الذي وثَّقه الدارقطني في كناه فمن هو هذا؟ فإن الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير وقتادة وهلال بن أبي ميمونة وأبو النضر هو صاحبنا الأبار ثقةٌ وهو المراد هنا.
حسن: رواه أبو داود (١٣٠٧) عن محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبةُ، عن يزيد بن خُمير قال: سمعت عبد الله بن أبي قيس فذكره.
وأبو داود هو: الطيالسي، والحديث في مسنده (١٦٢٢) من هذا الوجه إلا أنه قال فيه: «عبد الله بن أبي موسى النصري» ومن طريقه رواه ابن خزيمة (١١٣٧) ولكنه جزم بأنه ابن أبي قيس وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٣٠٨) فرواه عن أبي داود وقال فيه: «عبد الله بن أبي قيس»، وقال:
«حديث صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلَّا أن يزيد بن خمير وإن كان من رجال مسلم إلا أنه «صدوق» وبه صار الحديث حسنًا.
صحيح: رواه الترمذي (٢٤٨٥)، وابن ماجه (١٣٣٤) كلاهما من حديث يحيى بن سعيد وغيره، عن عوف بن أبي جميلة، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام فذكره.
قال الترمذي: «صحيح».
ورواه أيضًا الحاكم (٣/ ١٣) من طريق هوذة بن خليفة، عن عوف بن أبي جميلة به، وزاد في الحديث: «وصِلوا الأرحام».
وقال: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وهذا وهم منه فإن هوذة بن خليفة لم يُخرجا له، إنما أخرج له ابن ماجه وهو صدوق، ثم رواه من وجه آخر (٤/ ١٥٩، ١٦٠) عن يحيى بن سعيد القطان، عن عوف بن أبي جميلة به مثله.
وقال: «صحيح الإسناد».
حسن: رواه أحمد (٢٢٩٠٥)، والطبراني في الكبير (٣٤٦٦) كلاهما من طريق عبد الرزاق - وهو في مصنفه (٢٠٨٨٣) - عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن ابن معانق أو أبي معانق، عن أبي مالك الأشعري فذكره.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا ابن خزيمة (٢١٣٧)، وابن حبان (٥٠٩) في صحيحيهما، إلا أن ابن حبان زاد في الحديث: «وأفشى السلام» ولم يذكر «الصيام» وهو ليس في نسخة عبد الرزاق، كما أنه ليس فيه: «ألَان الكلام» فالظاهر أنه يعود إلى اختلاف النسخ.
وإسناده حسن من أجل ابن معانق وهو: عبد الله بن معانق الأشعري كما قال أبو حاتم عقب الحديث. وكنيته أبو معانق، وثَّقه ابن حبان والعجلي، وهو من تابعي أهل الشام، وأبو مالك
الأشعري له صحبة، واسمه الحارث بن الحارث وهو شامي أيضًا. فلقاؤهما ممكن، ومن استبعد فقد حاد عن الحق.
قال الهيثمي في «المجمع»: رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وفاته عزوه إلى أحمد.
وقول ابن خزيمة: «لست أعرف ابن معانق، ولا أبا معائق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير» فقد عرفه غيره.
حسن: رواه أبو داود (١٣٩٨) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو، أن أبا سَويَّة حدَّثه أنه سمع ابن حُجيرة يخبر عن عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث.
قال أبو داود: «ابن حجيرة الأصغر: عبد الله بن عبد الرحمن بن حُجيرة».
وصحّحه ابن خزيمة (١١٤٤)، وابن حبان (٢٥٧٢) كلاهما من حديث ابن وهب به، مثله.
وإسناده حسن لأجلِ أبي سويَّه واسمه: عبيد بن سَويَّة بن أبي سوية، ويقال له: أبو سويد المصري قال ابن حبان: أبو سويد اسمه حُميد بن سويد من أهل مصر، وقد وهم من قال: أبو سوية». انتهى.
قال الأعظمي: ليس كما قال، فإن أكثر أهل العلم على أنه ابن سوية، وله ترجمة مفصلة في التهذيب، قال ابن ماكولا: «كان فاضلًا».
وقال ابن يونس: «كان رجلًا صالحًا كان يفسر القرآن«وقال أبو عمير الكندي: «كان فاضلًا، ثم أسند أنه مات سنة (٣٥) أي بعد المائة.
قال الأعظمي: وحديثه حسن، وهو «صدوق» كما في التقريب.
وكذلك رُوي أيضًا عن تميم الداري مرفوعًا: «من قرأ بمائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين» رواه أحمد (١٦٩٥٨)، والدارمي (٣٤٥١) كلاهما من طريق زيد بن واقد، عن سليمان بن موسى، عن كثير بن مرة، عن تميم الداري فذكره.
وفيه انقطاع، فإن سليمان بن موسى وهو الأشدق لم يدرك كثير بن مرة، وله أسانيد أخرى كلها معللة.
وفي الباب أحاديث أخرى ستأتي في فضائل القرآن.
قال: «لمن أَلانَ الكلامَ، وأطعمَ الطعامَ، وبات لله قائمًا والناس نيام».
حسن: رواه أحمد (٦٦١٥) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حُيَي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، حدَّثه عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام مشهور، ولكنه توبع.
رواه الحاكم (١/ ٣٢١) من طريق ابن وهب، عن حُيَي بن عبد الله بهذا الإسناد، وقال: «صحيح على شرط مسلم». إلا أن السائل فيه: أبو مالك الأشعري، وكذلك رواه الطبراني في الكبير.
قال الهيثمي (٢/ ٢٥٤): «رواه أحمد والطبراني في الكبير وإسناده حسن».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإنّ ابن لهيعة، قد توبع، وأما حُيَي بن عبد الله بن شريح المُعافري فهو مختلف فيه غير أنه حسن الحديث وخاصة في الشواهد وهو من رجال السنن، وبهذا ظهر وهم الحاكم في قوله: «على شرط مسلم».
وقد رُوي مثل هذا عن علي بن أبي طالب، رواه الترمذي (١٩٨٤) و(٢٥٢٧) عن علي بن حُجر، حدثنا علي بن مُسْهِر، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب قال: قال النبي ﷺ: «إن في الجنة غُرَفًا تُرى ظهورُها مِن بطونها، وبطونُها من ظُهورِها»، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلامَ وأطْعم الطعامَ، وأَدامَ الصيامَ، وصلى لله بالليل والناس نيام».
قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن إسحاق، وقد تكلم بعضُ أهل الحديث في عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه، وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي مدني، وهو أثبتُ من هذا، وكلاهما كانا في عصر واحد».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي هذا ضعَّفه ابن معين وأبو حاتم وابن حبان والعجلي.
وقال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وأما عبد الرحمن بن إسحاق المدني فهو صدوق من رجال مسلم.
وفي الإسناد علة أخرى وهي النعمان بن سعد بن حَبْتة - بفتح المهملة وسكون الموحدة ثم مثناة - كوفي لم يوثقه غير ابن حبان ولذا قال الحافظ: «مقبول» أي حيث يتابع، ولكنه لم يتابع، فهو لين الحديث.
والحديث رواه أيضًا الإمام أحمد (١٣٣٨) والبزار «كشف الأستار» (٧٠٢)، وأبو يعلى (٤٣٨)، وابن خزيمة (٢١٣٦) كلهم من طريق محمد بن فُضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق به مثله.
قال ابن خزيمة: «إن صحَّ الخبر، فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق أبي شيبة الكوفي، وليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعبَّاد الذي رَوَى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما،
هو صالح الحديث، مدني سكن واسط، ثم انتقل إلى البصرة» انتهى.
حسن: رواه النسائي (٢٥٧٠)، والترمذي (٢٥٦٨) كلاهما عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن حِراش يحدث عن زيد بن ظبيان يرفعه إلى أبي ذر فذكر الحديث.
وأخرجه ابن خزيمة (٢٤٥٦ و٢٥٦٤)، وابن حبان (٣٣٥٠ و٤٧٧١) في صحيحيهما كلاهما من طريق محمد بن جعفر به. قال الترمذي: «هذا حديث صحيح».
وصحّحه أيضًا الحاكم (١/ ٤١٧) بعد أن رواه من طريق الإمام أحمد - وهو في مسنده (٢١٣٥٥) - عن محمد بن جعفر به.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل زيد بن ظبيان ولم يخرج له الشيخان، وإنما أخرج له الترمذي والنسائي، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال الحافظ في التقريب: «مقبول» وهو كذلك لأنه توبع.
رواه الإمام أحمد (٢١٣٤٠) عن إسماعيل (وهو ابن علية) حدثنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشِخّير، عن ابن الأحمس، قال: لقيت أبا ذر فقلت له: بلغني عنك أنك تحدث حديثًا عن رسول الله ﷺ، فقال: أما إنه لا تخالُني أكذبُ على رسول الله ﷺ بعد ما سمعتُه منه فما الذي بلغك عني؟ قلت: بلغني أنك تقول: «ثلاثة يُحبهم الله، وثلاثة يشنؤُهم الله» قال: قلتُه وسمعتُه فذكر الحديث نحوه مع خلاف في البعض. فذكر من الثلاثة الذين يحبهم الله «والرجل يكون له الجارُ يؤذِيه جوارُه فيصبر على أذاه حتى يفرق بينهما موت أو ظعن» بدلًا من الصدقة، والثلاثة الذين يبعضهم الله: «التاجر الحلّاف - أو البائع الحلَّاف - والبخيل المنان، والفقير المختال».
ولكن فيه ابن الأحمس، ويقال: ابن الأحمسي ذكره الحافظ في «التعجيل» (١٤٣٦): وقال: «روى عن أبي ذر، وعنه أبو العلاء بن الشخير».
وفيه إشارة إلى أنه مجهول، ولكن هو بالجملة يقوي رواية زيد بن ظبيان.
والجُريري هو: سعيد بن إياس وهو ثقة من رجال الجماعة، ولكنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، ورواية إسماعيل ابن علية كانت قبل موته.
ومن هذا الطريق رواه ابن منيع كما في «إتحاف الخيرة» (٥٩٩٠) وللحديث أسانيد أخرى والذي ذكرته أصحُّها.
وأما ما رُوِيَ عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «ثلاثة يحبهم الله ...» فذكر نحوه فهو موقوف.
رواه الترمذي (٢٥٦٧) من طريق أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن منصور، عن ربعي بن حِراش، عن عبد الله بن مسعود فذكر الحديث.
قال الترمذي عقب حديث أبي ذر: «وهذا أصح من حديث أبي بكر بن عياش».
وروي أيضًا عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «عجب ربنا عز وجل من رجلين: رجل ثار عن وِطَائِه ولِحافه، من بين أهله وحَيِّه إلى صلاته، فيقول ربنا: يا ملائكتي! انظروا إلى عبدي ثار من فراشِه ووِطَائه، ومن بين حيِّه وأهله إلى صلاته رغبةً فيما عندي، وشفقَةً مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله عز وجل فانهزموا، فعَلم ما عليه من الفِرار، وما له في الرجوع، فرجع حتى أُهريق دمُه رغبةً فيما عِندي، وشفقَةً مما عندي، فيقول الله عز وجل لملائكته: انظروا إلى عبدي، رجع رغبة فيما عندي، ورهبةً مما عندي، حتى أُهريق دمه».
الصّواب أنه موقوف على ابن مسعود: رواه الإمام أحمد (٣٩٤٩)، وأبو يعلى (٥٣٦١) كلاهما من طريق عفان بن مسلم، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني، عن ابن مسعود فذكره.
قال الدارقطني في «العلل» (٥/ ٢٦٧): يرويه عطاء بن السائب، عن مرة، واختلف عنه، فرواه حماد بن سلمة، عن عطاء السائب، ووقفه خالد بن عبد الله عن عطاء. وروى هذا الحديث قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مرة، عن عبد الله مرفوعًا، تفرد به يحيى الحماني، عن قيس، ورواه إسرائيل، واختلف عنه فقال أحمد بن يونس، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص وأبي الكنود، عن عبد الله موقوفًا، وقال يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة وأبي الكنود موقوفًا، والصحيح هو الموقوف» انتهى.
وكذا قال أيضًا البيهقي في: الأسماء والصفات«: رواه أبو عبيدة عن ابن مسعود من قوله موقوفًا عليه.
وأورده المنذري في: الترغيب والترهيب«وقال: رواه الطبراني موقوفًا بإسناد حسن.
وأما الهيثمي فحكم في: المجمع (٢/ ٢٥٥): رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وإسناده حسن، وله عند الطبراني في الكبير نحوه موقوفًا، على ظاهر الإسناد، ولم يدرك العلة الخفية فيه.
وأما ما روي عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: «ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر
بهم: الذي إذا انكشفتْ فئة قاتل وراءها بنفسه لله تعالى، فإما أن يُقتل، وإما أن ينصره الله ويكفيه، فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟، والذي له امرأة حسنةٌ، وفراش ليِّن حسن، فيقومُ من الليل يذرُ شهوتَه، ويذكرني، ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر، وكان معه ركبٌ فسَهِروا، ثم هجعوا فقام من السَّحَر في ضرَّاء سِرًّا» فهو ضعيف.
أخرجه الحاكم (١/ ٢٥) مختصرًا، والبيهقي مفصلا في «الأسماء والصفات» (٢/ ٢٢٠) كلاهما من طريق فُضيل بن سليمان، نا موسى بن عقبة، حدثني عبيد الله بن سلمان، عن أبيه، عن أبي الدرداء فذكر نحوه.
وإسناده ضعيف من أجل فُضيل بن سليمان وهو: النُميري فقد ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي وأبو داود وغيرهم، وأما البخاري فقد أخرج له متابعة، وأما الهيثمي فعزاه في المجمع (٢/ ٢٥٥) إلى الطبراني وقال: «ورجاله ثقات». وذلك اعتمادا منه على توثيق ابن حبان له.
حسن: رواه ابن خزيمة (١١٣٥)، والحاكم (١/ ٣٠٨) وعنه البيهقي (٢/ ٥٠٢) كلهم من طريق عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن ثور بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة الباهلي فذكره. غير أن ابن خزيمة قال: ربيعة بن يزيد.
قال الحاكم: «صحيح على شرط البخاري».
وهذا وهم منه. فإن معاوية بن صالح وهو: ابن حدير لم يخرج له البخاري، وإنما أخرج له مسلم وهو «صدوق له أوهام» كما في «التقريب» ورمز له بـ (م).
ولكن في الإسناد عبد الله بن صالح كاتب الليث، وإن كان أخرج له البخاري في المعلقات إلا أنه مختلف فيه.
فقال النسائي: ليس بثقة، وقال الحاكم: ذاهب الحديث، وابن عدي سبر أحاديثه فقال: «هو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب».
قال الأعظمي: وهنا لم يأتِ بشيء ينكر عليه، فلا مانع من الاستشهاد به لا الاحتجاج به.
وأما ما رواه الترمذي (٣٥٤٩) من طريق بكر بن خُنيس، عن محمد القرشي، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن بلال بن رباح، عن رسول الله ﷺ نحوه، وزاد في آخره: «ومَطرَدَة للداء عن الجسد» فإنه لا يُعلّ ما رواه عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح به.
قال الترمذي: «حديث غريب، لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه، ولا يصح من قبل إسناده، سمعت محمد بن إسماعيل يقول: محمد القرشي هو: محمد بن سعيد الشامي، وهو: محمد بن أبي قيس، وهو: محمد بن حسان، وقد تُرِك حديثه، وقد روي هذا الحديث معاوية بن
صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي أمامة، عن رسول الله ﷺ، وهذا أصح من حديث أبي إدريس، عن بلال».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن الشامي هذا هو المصلوب كذبوه، قتله المنصور على الزندقة وصلبه، وأما شيخه ربيعة بن يزيد فهو ثقة عابد كما في التقريب، والاسناد الأول ليس فيه متهم وهو حسن إن شاء الله.
وفي الباب أيضًا عن سلمان الفارسي ولفظه: «عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة لكم إلى الله عز وجل، ومُكفِّرة للسيئات، ومَنْهاة عن الإثم، ومَطرَدَة الداءِ عن الجسمِ«إلا أنه ضعيف لجهالة أحد رواته.
رواه الطبراني في: الكبير (٦١٥٤) وفيه عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون وثَّقه دُحَيْم وابن حبان وابن عدي، وضعَّفه أبو داود وأبو حاتم. كذا قال الهيثمي في: المجمع (٣٥٢٠).
وأورده ابن عدي في: الكامل (٤/ ١٥٩٦ - ١٥٩٧) وذكر له عدة أحاديث منها الحديث المذكور وقال: ابن أبي الجون هذا مثل ابن أبي الرجال، وعامة أحاديثه مستقيمة، وفي بعضها بعض الإنكار، فلذلك ذكرته، وله غير ما ذكرت من الحديث، وقد روى عنه الوليد بن مسلم ونطراؤه من الناس من أهل دمشق، وأرجو أنه لا بأس به» انتهى.
وأما أبو داود فضعَّفه كما سبق، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وفيه أيضًا أبو العلاء الغَزِّي الراوي عن سلمان الفارسي مجهول، قال الذهبي: لا أعرفه.
وفي الباب ما روُي عن عبد الله بن عباس قال: ذكرت قيام الليل. فقال بعضُهم: إنّ رسول الله ﷺ قال: «نصفه وثلثه وربعه، فواق حَلْبِ ناقة، فواق حَلْبِ شاة».
رواه أبو يعلى «المقصد العلي» (٣٦٩) عن هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، حدثني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن ابن عباس فذكره. ومخرمة بن بكير حسن الحديث.
قال الهيثمي في «المجمع» (٢/ ٢٥٢): «رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح».
وقال البوصيري في «إتحاف الخيرة» (٢٣٥٣): «رواه أبو يعلي بسند صحيح».
قال الأعظمي: وهو كذلك إلا أنّ مخرمة بن بكير وهو من رجال مسلم روايته عن أبيه وجادة من كتابه كما قال أحمد وابن معين. وقال ابن المديني: «سمع من أبيه قليلًا»، والوِجادة مقبولة عند المحدثين.
ولكن علّته أنّ فيه انقطاعًا، فإنّ بكيرًا وهو ابن عبد الله بن الأشجّ لم يسمع من ابن عباس.
وقوله: فواق حلبِ ناقةٍ: أي: قدر ما بين الحلبتين من الراحةِ. كما في النهاية لابن الأثير.
وأمّا ما رُوي عن أبي هريرة مرفوعًا: «شرف المؤمن صلاته باللّيل، وعزُّه استغناؤه عن النّاس». فهو ضعيف.
رواه العقيليّ في «الضعفاء» (٢/ ٣٧) عن يحيى بن عثمان بن صالح، قال: حدّثنا داود بن عثمان الثغري، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعيّ، عن أبي معاذ، عن أبي هريرة، فذكره.
قال العقليّ: «داود بن عثمان الثّغري كان يُحدِّث بمصر عن الأوزاعيّ وغيره بالبواطيل منها حديث يحيى بن عثمان» فذكره.
وقال: «هذا يُروى عن الحسن وغيره من قولهم، وليس له أصل مسند».
وأخرجه ابن الجوزيّ في «الموضوعات» (٢/ ٤٠٧) من طريق العقيليّ، وأقرّه على قوله السّابق، وذكر له شاهدًا من حديث سهل بن سعد مرفوعًا: «جاء جبريل إلى النبيّ ﷺ فقال: يا محمد! أحببْ من شئتَ فإنّك مفارقه، واعمل ما شئت فإنّك مجزي به، وعشّ ما شئت فإنّك ميّت، واعلم أنّ شرف المؤمن قيامه باللّيل، وعِزّه استغناؤه عن النّاس». وقال: «هذا لا يصح عن النبيّ ﷺ، فإنّ في طريقه محمد بن حميد قد كذّبه أبو زرعة وابنُ وارة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الثّقات بالمقلوبات. وفيه شيخه زافر بن سليمان، قال ابن عدي: لا يتابع على عامة ما يرويه». انتهى.
أبواب الكتاب (عرض 50 باباً حول الباب الحالي)
الباب الحالي في المركز 287 من أصل 423 باباً
- 262 باب كراهية الالتفات في الصّلاة
- 263 باب الرخصة في الالتفات في الصّلاة لحاجة
- 264 باب كراهية رفع البصر إلى السماء في الصّلاة
- 265 باب ما روي أنه لا يجاوز بصره موضع سجوده
- 266 باب نهي الرّجل عن الصّلاة، ورأسه معقوص
- 267 باب النهي عن البصاق في القبيلة في الصّلاة
- 268 باب كراهية تغطية الرّجل فاه في الصّلاة
- 269 باب كراهية الصّلاة في معاطن الإبل وجوازها في مرابض الغنم
- 270 باب المواضع التي نهي عن الصلاة فيها
- 271 باب جواز حمل الصبيان في الصلاة
- 272 باب ما جاء في قتل الحية والعقرب في الصّلاة
- 273 باب ما جاء في رجوع القَهْقَرَى في الصّلاة أو تقدم فيها
- 274 باب الرخصة في المشي في الصلاة عند الحاجة
- 275 باب ما جاء في التسبيح والتصفيق في الصّلاة
- 276 باب إزالة البصاق من قبلة المسجد في الصلاة
- 277 باب مسح الحصى في الصلاة
- 278 باب رد السلام بالإشارة في الصلاة
- 279 باب الإشارة في الصّلاة
- 280 باب جواز قول العاطس في الصّلاة: الحمد لله
- 281 باب جواز البكاء في الصّلاة من خشية الله
- 282 باب ما جاء في النّفخ في الصّلاة
- 283 باب دفع الجن وخنقه في الصّلاة
- 284 باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوّذ منه
- 285 باب ما جاء في اجتهاد النّبيّ ﷺ في قيام اللّيل لرفع الدرجات وعلو المراتب
- 286 باب ما جاء في نسخ قيام الليل من الفرضِ إلى النافلة إلا في حق النبي ﷺ -
- 287 باب ما جاء في قيام النبي ﷺ بآية من القرآن ليلة ً
- 288 باب ما يستحب من الذكر عند القيام للتهجد
- 289 باب قراءة العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران لمن قام لصلاة التهجد
- 290 باب ما جاء في الحثّ على قيام الليل
- 291 باب ذم ترك قيام اللّيل
- 292 باب جامع صلاة النبي ﷺ في الليل
- 293 باب التزيّن لقيام الليل
- 294 باب قيام النبي ﷺ في أوقات مختلفة من الليل
- 295 باب ما جاء في القيام في ثلث الليل بعد شطره
- 296 باب من نام أول الليل وأحيَى آخِره
- 297 باب ما جاء في الصّلاة والدّعاء في آخر الليل
- 298 باب ما جاء في فضل الصلاة في جوف الليل
- 299 باب في اللّيل ساعة مستجاب فيها الدّعاء
- 300 باب رفع الصوت بالقِراءة في صلاة الليل
- 301 باب ما جاء في الجهر والسر في صلاة الليل
- 302 باب ما جاء من الاعتدال في رفع الصوت في صلاة الليل
- 303 باب ما جاء في استحباب السِّواك لمن قام لصلاة التهجد
- 304 باب افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين
- 305 باب أفضل الصّلاة طول القنوت
- 306 باب ما جاء في طول السجود في قيام الليل
- 307 باب فيمن يُخفف صلاة الليل لأجل غيره، ويُطيل لنفسه
- 308 باب ما جاء في عدد صلاة رسول الله ﷺ في الليل وأن الوتر من ركعة إلى تسع ركعات
- 309 باب صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعةٌ من آخر الليل
- 310 باب ما جاء من صلاة النَّبِيّ ﷺ النافلة قاعدًا
- 311 باب ما جاء في صلاة النَّبِيّ ﷺ إذا افتتح قائمًا ركع قائمًا وإذا افتتح قاعدًا ركع قاعدًا
معلومات عن حديث: الحث على قيام الليل
📜 حديث عن الحث على قيام الليل
أحاديث نبوية شريفة تتعلق بـ الحث على قيام الليل من مصادر موثوقة.
🔍 صحة حديث الحث على قيام الليل
تحقق من درجة أحاديث الحث على قيام الليل (صحيح، حسن، ضعيف).
📖 تخريج حديث الحث على قيام الليل
تخريج علمي لأسانيد أحاديث الحث على قيام الليل ومصادرها.
📚 أحاديث عن الحث على قيام الليل
مجموعة شاملة من الأحاديث النبوية في موضوع الحث على قيام الليل.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Saturday, September 13, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب