فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم

حصن المسلم | أذكار النوم | فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم

ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ ٢٨٥ لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَيۡنَآ إِصۡرٗا كَمَا حَمَلۡتَهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِنَاۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِۦۖ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٢٨٦(1).

The Prophet (Peace Be Upon Him) also said: ‘Whoever recites the last two verses of Soorat Al-Baqarah at night, those two verses shall be sufficient for him (i.e. protect him from all that can cause him harm).’ (Amana alrrasoolu bima onzila ilayhi min rabbihi wa almu/minoona….) [Al-Baqarah: 285-286]


(1) من قرأهما في ليلة كفتاه، البخاري مع الفتح، 9/ 94، برقم 4008، ومسلم، 1/ 554، برقم 807، والآيتان من سورة البقرة، 285-286.

شرح معنى فضل قراءة آخر آيتين من سورة البقرة قبل النوم

لفظ الحديث الذي ورد فيه:

353- عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ البَدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ، مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ»، قَالَ عَبْدُالرَّحْمَنِ(1) : فَلَقِيتُ أَبَا مَسْعُودٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِيهِ(2) .

شرح مفردات الحديث:

1- قوله: «الآيتان من آخر سورة البقرة»: أي من قوله: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ﴾ إلى نهاية السورة.
2- قوله: «كفتاه»: جاء في معناها المعاني الآتية: أ – أي أجزأتا عنه قيام الليل.
ب – وقيل أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد؛ لما اشتملتا عليه من الإيمان، والأعمال إجمالًا.
جـ - وقيل كفتاه من كل سوء: من شياطين الإنس والجن.
د – وقيل من كل الآفات.
3- وقال الإمام النووي: «اختلف العلماء في معنى كفتاه؛ فقيل: من الآفات في ليلته، وقيل: كفتاه من قيام ليلته.
قلت: ويجوز أن يُراد الأمران
»(3) .
4- قال الحافظ ابن حجر: وكأنهما اختصتا بذلك لما جاء فيهما من الثناء على الصحابة رضي الله عنهم بجميل انقيادهم إلى اللَّه، وابتهالهم ورجوعهم إليه، وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم(4) .
تفسير كلمات الآيتين الكريمتين: 1- قوله تعالى: «آمن الرسول»: أي: صدق تصديقًا جازمًا، ليس فيه شك ولا تردد.
2- قوله تعالى: «والمؤمنون»: هذه شهادة للصحابة  بالإيمان بما آمن به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
3- قوله تعالى: «وملائكته»: أي: التي نصت عليهم الشرائع السماوية جملة وتفصيلًا.
4- قوله تعالى: «وكتبه»: أي: بما فيها من الأخبار، والأوامر، والنواهي قبل التبديل، والتحريف الذي حدث للتوارة والإنجيل.
5- قوله تعالى: «ورسله»: من ذكرهم اللَّه، وما سكت عنهم في القرآن الكريم لقوله عز وجل: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾(5) ، وأنهم لا يفرِّقون بين أحد منهم.
6- قوله تعالى: «سمعنا وأطعنا»: أي: ما أمرتنا به، ونهيتنا عنه، وهذا سماع فهم واستجابة.
7- قوله تعالى: «غفرانك»: لأن العبد لابد أن يحدث له تقصير في هذا الباب.
8- قوله تعالى: «لا يكلف اللَّه نفسًا إلا وسعها»: التكليف هو الإلزام بما فيه كلفة، ومشقة تحتمل.
9- قوله تعالى: «وسعها»: أي: إلا ما تتسع لها طاقتها، ويكون في قدرتها.
10- قوله تعالى: «لها ما كسبت»: أي: من الخير.
11- قوله تعالى: «وعليها ما اكتسبت»: أي: من الشر – وفي الإتيان بـ«كسب» في الخير دلالة على أن عمل الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي، بل بمجرد نية القلب.
12- قوله تعالى: «اكتسبت» دلالة على أن عمل الشر لا يكتب على الإنسان حتى يعمله، ويحصل سعيه.
13- قوله تعالى: «ربنا لا تؤاخذنا»: أي: لا تعاقبنا.
14- قوله تعالى: «إن نسينا»: النسيان هو ذهول القلب عما أمر به فيتركه نسيانًا.
15- قوله تعالى: «أو أخطأنا»: والخطأ أن يقصد شيئًا يجوز له قصده، ثم يقع فعله على ما لا يجوز له فعله.
16- قوله تعالى: ﴿إصرًا﴾: الإصر هو الأمر الغليظ الصعب، أو هو الذنب الذي ليس فيه توبة، ولا كفارة، ويطلق الإصر على العهد؛ لقوله: ﴿وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي﴾(6) ؛ لأن الإصر يطلق على الحبل الذي تربط به الأحمال ونحوها.
17- قوله تعالى: ﴿واعف عنا واغفر لنا وارحمنا﴾: لأن العفو والمغفرة يحصل بهما: دفع المكاره، والشرور، والرحمة يحصل بها صلاح الأمور، وكل خير في الدنيا والآخرة.
18- قوله تعالى: ﴿أنت مولانا﴾: أي: مليكنا، وإلهنا، لا مولى لنا سواك(7) .

ما يستفاد من الحديث:

هذا الحديث دليل قوي، وصريح في الرد على من كره أن يقال سورة البقرة، وسورة آل عمران إلى آخره، بل يقال: السورة التي يذكر فيها البقرة وهكذا.
وقولهم هذا خلاف ما صح من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وبه قال الصحابة ومن بعدهم، وهو الصحيح، وقد اعتمد من عارض هذا بحديث أنس رفعه: «لا تقولوا سورة البقرة وسورة آل عمران، وكذا القرآن كله»(8) .
مما ورد في فضل خواتيم سورة البقرة الأحاديث الآتية: 1- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «... وَأُعْطِيتُ آخِرَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فَهُنَّ مِنْ كَنْزٍ مِنْ بَيْتٍ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ»(9) ، وفي رواية الإمام أحمد زاد: «وَلَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ قَبْلِي»(10) .
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلاَ يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلاَثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ» (11) .
3- قال ابن عباس رضي الله عنهما: بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه فرفع رأسه فقال: «هذا باب من السماء قد فُتِحَ اليوم لم يفتح إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال: «هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال: أبشر بنورين لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة.
لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته
»(12) .
4- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما أرى أحدًا يعقل بلغة الإسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة، فإنهما من كنز تحت العرش»(13) .

1 عبد الرحمن هو أبو بكر الكوفي، ثقة من كبار التابعين
2 البخاري، برقم 4008
3 الأذكار النووية، ص 126
4 فتح الباري 9/ 56، ويشير إلى إجابة اللَّه لهم بقوله: «قد فعلت»، وفي لفظ: «نعم»، وذلك عند قولهم: ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا...﴾ الآيات. انظر صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق، برقم 126
5 سورة النساء، الآية: 164
6 سورة آل عمران، الآية: 81
7 انظر: تفسير الجزائري، ص 181، وتفسير السعدي، ص 120
8 أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، 2/519، برقم 2582، وفيه: «وقال: عبيس بن ميمون منكر الحديث، وهذا لا يصح، وأخرجه أيضًا: الطبراني في الأوسط، 6/47، برقم 5755، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، 14/ 257: «منكر». وانظر: فتح الباري 9/ 88
9 مسند الطيالسي، 1/ 334، برقم 418
10 أخرجه أحمد، 35/ 446، برقم 21564، وبنحوه في دلائل النبوة للبيهقي، 1/ 441، ووصفه بأنه مروي بالأسانيد الثابتة، وصححه لغيره محققو المسند، 35/ 446، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم 1482، وصحيح الجامع، برقم 1060
11 أخرجه الترمذي، كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في آخر سورة البقرة، برقم 2882، ومسند أحمد، 30/ 363، برقم 18414، والحاكم، 2/ 260، وصححه ووافقه الذهبي، وحسن إسناده محققو المسند، 30/ 363، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، 2/ 88
12 صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة والحث على قراءة اآيتين من آخر البقرة، برقم 806
13 أورده ابن كثير في تفسيره 1/ 735، وبنحوه في مصنف بن أبي شيبة، 6/ 40، برقم 29315، ومختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي، ص 160، وأورده النووي في الأذكار، 89، بلفظ آخر، وقال: «إسناده صحيح على شرط البخاري ومسلم»

قم بقراءة المزيد من الأذكار والأدعية




قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, August 9, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب