حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في فضل مجالس الذكر

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرق يلتمسون أهلَ الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قومًا يذْكُرونَ الله تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكمْ. قال: فيحُفُّونَهم بأجنحتهم إلى السّماء الدُّنيا، قال: فيسألهم ربُّهم وهو أعلم منهم: ما يقولُ عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبِّحُونَك ويكبِّرُونَك ويحمدونك ويمجِّدُونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله! ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيدًا، وأكثرَ لك تسبيحًا. قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله! يا ربّ، ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنّهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبةً. قال: فَمِمَّ يتعوّذون؟ قال: يقولون: من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله! يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فرارًا وأشدَّ لها مخافةً. قال: فيقول: فأُشْهدُكم أنّي قد غفرتُ لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم إنّما جاء لحاجة؟ قال: هُمُ الجلساء لا يشقى بهم جليسُهم».

متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٤٠٨)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٩) كلاهما من طريق أبي صالح (هو ذكوان السمان)، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرق يلتمسون أهلَ الذِّكْرِ، فإذا وَجَدُوا قومًا يذْكُرونَ الله تنادوا: هَلُمُّوا إلى حاجَتِكمْ. قال: فيحُفُّونَهم بأجنحتهم إلى السّماء الدُّنيا، قال: فيسألهم ربُّهم وهو أعلم منهم: ما يقولُ عبادي؟ قالوا: يقولون: يسبِّحُونَك ويكبِّرُونَك ويحمدونك ويمجِّدُونك. قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله! ما رأوك. قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لك عبادةً، وأشدَّ لك تمجيدًا، وأكثرَ لك تسبيحًا. قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله! يا ربّ، ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنّهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حرصًا، وأشدَّ لها طلبًا، وأعظمَ فيها رغبةً. قال: فَمِمَّ يتعوّذون؟ قال: يقولون: من النّار. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله! يا ربّ ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فرارًا وأشدَّ لها مخافةً. قال: فيقول: فأُشْهدُكم أنّي قد غفرتُ لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلانٌ ليس منهم إنّما جاء لحاجة؟ قال: هُمُ الجلساء لا يشقى بهم جليسُهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من الأحاديث العظيمة التي تبين فضل مجالس الذكر ومكانتها عند الله تعالى. وإليك الشرح الوافي لهذا الحديث على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● يَطُوفُونَ: يتجولون ويسيرون.
● الطُّرُق: المسالك والطرقات التي يسلكها الناس.
● يَلْتَمِسُونَ: يطلبون ويبحثون.
● أَهْلَ الذِّكْرِ: القوم الذين يذكرون الله تعالى.
● هَلُمُّوا: تعالوا.
● يَحُفُّونَهُمْ: يحيطون بهم ويجتمعون حولهم.
● بِأَجْنِحَتِهِمْ: بأجنحتهم التي خلقهم الله بها.
● يُسَبِّحُونَكَ: ينزهونك عن كل نقص.
● يُكَبِّرُونَكَ: يعظمونك ويقولون: الله أكبر.
● يَحْمَدُونَكَ: يثنون عليك ويقولون: الحمد لله.
● يُمَجِّدُونَكَ: يمجّدونك ويذكرون عظمتك وجلالك.
● يَتَعَوَّذُونَ: يلتجئون ويستعيذون.
● لَا يَشْقَى بِهِمْ: لا يصيبهم الشقاء ولا الخيبة.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قد جعل ملائكة كرامًا يسيرون في طرقات الأرض يبحثون عن مجالس الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله تعالى بتنزيهه وتكبيره وحمده تمجيدًا لعظمته، نادى بعضهم بعضًا: "هلموا إلى حاجتكم"، أي تعالوا إلى ما طلب منكم من حضور مجالس الذكر وكتابة أجرها.
فإذا اجتمعوا حول هؤلاء الذاكرين بأجنحتهم، رفعوا ذكرهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم الله تعالى - وهو أعلم بحالهم -: "ماذا يقول عبادي؟" فتجيب الملائكة: إنهم يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك. فيقول الله تعالى: "هل رأوني؟" فتقول الملائكة: لا، والله ما رأوك. فيقول الله: "فكيف لو رأوني؟" فتقول الملائكة: لو رأوك لكانوا أشد لك عبادة وتمجيدًا وتسبيحًا.
ثم يسألهم الله: "فماذا يسألونني؟" فتقول الملائكة: يسألونك الجنة. فيقول: "وهل رأوها؟" فتقول: لا، والله ما رأوها. فيقول: "فكيف لو رأوها؟" فتقول: لو رأوها لكانوا أشد حرصًا عليها وطلبًا لها ورغبة فيها.
ثم يسأل: "فمم يتعوذون؟" فتقول: من النار. فيقول: "وهل رأوها؟" فتقول: لا، والله ما رأوها. فيقول: "فكيف لو رأوها؟" فتقول: لو رأوها لكانوا أشد فرارًا منها ومخافة لها.
فيقول الله تعالى: "أشهدكم أني قد غفرت لهم"، فيغفر الله لهؤلاء الذاكرين ذنوبهم. ثم يقول ملك من الملائكة: إن فيهم فلانًا (أي شخصًا) ليس منهم، أي لم يحضر للذكر وإنما لحاجة أخرى، فيقول الله تعالى: "هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم"، أي أن مجالس الذكر تشمل حتى من حضرها لحاجة ثم جلس معهم، فينال البركة والمغفرة.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل مجالس الذكر: فيها مغفرة الذنوب ورضوان الله تعالى.
2- اهتمام الملائكة بأهل الذكر: حيث يطوفون في الأرض بحثًا عنهم ويشهدون لهم.
3- عظمة الله تعالى: حيث يغفر للذاكرين aunque لم يروه، ولو رأوه لزاد إيمانهم وتعبدهم.
4- الترغيب في الجنة والترهيب من النار: حتى مع عدم رؤيتهما، فكيف بالرؤية!
5- بركة مجالس الذكر: تشمل حتى من حضرها لأمر آخر ثم جلس مع الذاكرين.
6- الحث على ملازمة أهل الخير: لأن الجليس الصالح يعين على الطاعة ويجنب المعصية.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الذكر سبب لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات.
- من الذكر المشروع: التسبيح (سبحان الله)، التكبير (الله أكبر)، التحميد (الحمد لله)، التمجيد (لا إله إلا الله).
- ينبغي للمسلم أن يحرص على حضور مجالس الذكر، وأن يجالس الصالحين، فإن ذلك من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الشاكرين، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الدعوات (٦٤٠٨)، ومسلم في الذكر والدعاء (٢٦٨٩) كلاهما من طريق أبي صالح (هو ذكوان السمان)، عن أبي هريرة فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 12 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

  • 📜 حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب