حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في رفع الأيدي في الاستسقاء والمبالغة فيه

عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه.

متفق عليه: رواه البخاري في الاستسقاء (١٠٣١)، ومسلم في صلاة الاستسقاء (٨٩٦: ٧) كلاهما من طريق سعيد (هو ابن أبي عروبة)، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك قال: كان النبي ﷺ لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، وإنه يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (1031) والإمام مسلم في صحيحه (895) عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق عليه.

أولاً. شرح المفردات:


● لا يرفع يديه: أي كان لا يعتاد رفع اليدين في الدعاء في المواضع العادية.
● في شيء من دعائه: يشمل هذا العموم معظم أنواع الدعاء.
● إلا في الاستسقاء: الاستثناء هنا هو طلب السقيا من الله تعالى عند الجدب وقلة المطر.
● حتى يُرى بياض إبطيه: دليل على المبالغة في الرفع وعلو اليدين بشكل ظاهر.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه - وهو الخادم الملازم للنبي صلى الله عليه وسلم - عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين أثناء الدعاء. فبيَّن أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في الدعاء في معظم الأحوال والأوقات، بل كان يقتصر على رفعهما في مواضع معينة، ومن أبرزها وأكثرها وضوحاً دعاء الاستسقاء، أي عندما يدعو الله ليُنزل المطر على الناس بعد انقطاعه.
وأما صفة الرفع في الاستسقاء، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه كثيراً حتى يصل بهما إلى مستوى عالٍ، بحيث يظهر بياض إبطيه الشريف لمن ينظر إليه. وهذا يدل على الجدية في السؤال والالتجاء إلى الله، والانكسار بين يديه، والرغبة الشديدة في الإجابة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- اتباع السنة في هيئة الدعاء: الحديث يدل على أن رفع اليدين في الدعاء ليس سنة مطلقة في كل دعاء، بل هو سنة في مواضع معينة، ومنها الاستسقاء. وهناك مواضع أخرى ورد فيها الرفع، كدعاء الصفا والمروة، وعند الاستسقاء في الخطبة، وغيرها.
2- بيان صفة رفع اليدين في الاستسقاء: يستحب للمسلم إذا دعا بالاستسقاء أن يرفع يديه جيداً حتى يظهر بياض إبطيه، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، مع عدم المبالغة المذمومة.
3- الانكسار والذل بين يدي الله: المبالغة في رفع اليدين حتى تظهر الآباط تدل على شدة التضرع والافتقار إلى الله، والاستكانة له سبحانه، وهذا هو المقصود الأعظم من الدعاء.
4- الفقه في العبادات: يفهم من الحديث أن العبادات توقيفية، فلا نزيد فيها ولا ننقص إلا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فرفع اليدين في الدعاء له مواضعه المحددة شرعاً.
5- الأخذ بالرخصة وعدم التشديد: كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه في كل دعاء يعلمنا that it is not obligatory to raise hands for every supplication, providing ease for the ummah.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- جمهور العلماء على أن رفع اليدين في دعاء الاستسقاء سنة مؤكدة.
- اختلف العلماء في حكم رفع اليدين في الدعاء مطلقاً outside the specified occasions على عدة أقوال، وأرجحها أنه مستحب لأنه من أسباب إجابة الدعاء، وقد وردت أحاديث عامة في الحث عليه، ولكن لا يُلزم بذلك في كل دعاء.
- من المواضع التي يشرع فيها رفع اليدين في الدعاء: عند الصفا والمروة، وفي آخر الصلاة بعد التسليم (في بعض الأحوال)، وعند قبر النبي صلى الله عليه وسلم (في رأي بعض العلماء)، وفي المواضع التي ورد فيها النص.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الاستسقاء (١٠٣١)، ومسلم في صلاة الاستسقاء (٨٩٦: ٧) كلاهما من طريق سعيد (هو ابن أبي عروبة)، عن قتادة، عن أنس بن مالك فذكره.
وقول أنس: «لا يرفع يديه في شيء ...» نفي لرؤيته، ولا يستلزم نفي رؤية غيره، وقد ثبت بالتواتر في مناسبات كثيرة أن النبي ﷺ كان يرفع يديه عند الدعاء.
وقد أوّلَ بعض أهل العلم قوله هذا بأنه أراد به المبالغة في الرفع حتى يُرى بياض إبطيه في حين أن ثابتا رواه عن أنس كما في صحيح مسلم (٨٩٥) ولم يذكر فيه نفي الرفع، وإنما قال: رأيت رسول الله ﷺ يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه، وكذلك رواه غير ثابت عن أنس فقد قال البخاري (٦٣٤١): وقال الأويسي: حدثني محمد بن جعفر، عن يحيى بن سعيد وشريك سمعا
أنسا عن النبي ﷺ رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
فالصحيح الثابت عن النبي ﷺ أنه كان يرفع يديه في الدعاء. وهذا مما لا خلاف فيه بين أهل العلم فيما أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 116 من أصل 607 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

  • 📜 حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان النبي لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب