حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها

عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إن الله يقبل توبة عبده ما لم يُغرغر».

حسن: رواه الترمذي (٣٥٣٧)، وابن ماجه (٤٢٥٣)، وأحمد (٦١٦٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٢٨)، والحاكم (٤/ ٢٥٧) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر فذكره.

عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ قال: «إن الله يقبل توبة عبده ما لم يُغرغر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي ﷺ، يبين سعة رحمة الله تعالى وعفوه عن عباده. وإليك الشرح المفصل له:

الحديث بلفظه:


عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ العَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ».
(رواه الترمذي في سننه، وقال: حديث حسن، ورواه ابن ماجه وأحمد في مسنده، وصححه الألباني).


1. شرح المفردات:


* يَقْبَلُ: يأخذها ويعفو عن صاحبها، ويمحو ذنبه.
* تَوْبَةَ العَبْدِ: عودته ورجوعه إلى الله تعالى، بترك المعصية نادماً على ما فات، وعازماً على عدم العودة إليها.
* مَا لَمْ يُغَرْغِرْ: "الغَرغرة" هي وصول الروح إلى الحلقوم (أعلى الحلق) عند سكرات الموت، حيث يتحشرج الصدر ويُسمع للشخص صوت من حنجرته. وهو علامة على حضور الموت وبداية خروج الروح.


2. شرح الحديث:


يخبرنا النبي ﷺ في هذا الحديث أن باب التوبة مفتوح أمام العبد طوال عمره، من حين بلوغه إلى اللحظة التي تصل فيها روحه إلى حلقه عند الموت. فما دام العبد حياً وقلبه ينبض، ومهما بلغت ذنوبه وكثرت معاصيه، فإن الله تعالى يقبل توبته إذا صدق في توبته واجتمعت فيها شروطها.
فإذا بلغت الروح الحلقوم، وبدأت سكرات الموت، وانقطع أمل الإنسان من الحياة الدنيا، وحضرته ملائكة الموت، حينها تغلق أبواب التوبة، وتُرفع الأقلام، وتنقطع الأعمال.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- سعة رحمة الله وعفوه: هذا الحديث من أعظم الأدلة على سعة رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، وأن عفوه ومغفرته أكبر من ذنوب عباده. فهو لا يغلق باب التوبة أمام العبد حتى اللحظات الأخيرة من عمره.
2- الأمل وعدم القنوط: الحديث يزرع الأمل في نفوس المذنبين والعاصين، ويدعوهم إلى عدم اليأس من روح الله. فما دامت الروح في الجسد، فباب العودة إلى الله مفتوح.
3- الحث على المبادرة إلى التوبة: مع أن باب التوبة مفتوح، إلا أن الحديث يحمل في طياته تحذيراً شديداً من التسويف والتأخير. فالموت يأتي بغتة، ولا يعلم الإنسان متى تحضره سكرات الموت وتغلق دونه أبواب التوبة. لذلك يجب على المسلم أن يبادر إلى التوبة فور وقوعه في المعصية.
4- بيان انقطاع العمل بالموت: الحديث يقرر حقيقة كبرى، وهي أن كل عمل ينقطع بالموت، فلا تكسب النفس بعد الموت إلا ما قدمت في الدنيا من صالح العمل أو طالحه.
5- التوبة النصوح: قبول التوبة مشروط بأن تكون توبة صادقة نصوحاً، وهي التي جمعت شروط التوبة المعروفة، وهي:
* الإقلاع عن الذنب فوراً.
* الندم على ما فات.
* العزم على عدم العودة إليه.
* إرجاع الحقوق إلى أهلها إن كان الذنب في حق الآدميين.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث يخصص العمومات الواردة في القرآن مثل قوله تعالى: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّيِّئَاتِ بِجَهَالَةٍ} [النساء: 17]، ويبين أن آخر وقت لها هو ما قبل الغرغرة.
* جاءت أحاديث أخرى تؤكد هذا المعنى وتقويه، منها قوله ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» (رواه مسلم). وطلوع الشمس من مغربها هو من أشراط الساعة الكبرى، فإذا حصل فإن التوبة لا تقبل.
* يجب التفريق بين "الغرغرة" كعلامة على حضور الموت، وبين "الاحتضار" الذي قد يبدأ قبلها بفترة. فالمعول عليه هو وصول الروح إلى الحلقوم، وهو ما يعرفه المحتضر ويشعر به.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا allلتوبة النصوح، وأن يتوفانا وهو عنا راض.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٣٥٣٧)، وابن ماجه (٤٢٥٣)، وأحمد (٦١٦٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٢٨)، والحاكم (٤/ ٢٥٧) كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر فذكره. إلا أن ابن ماجه قال: «عبد الله بن عمرو» وهو خطأ كما نبّه عليه المزي في التحفة (٥/ ٣٢٨).
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».
وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 74 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

  • 📜 حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب