حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الفرار من الفتن من كمال الإيمان

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «يوشك أن يكون خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقعَ القطْر، يفرُّ بدينه من الفتن».

صحيح: رواه مالك في الاستئذان (١٦) عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّه قال: قال رسولُ اللَّه ﷺ: «يوشك أن يكون خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقعَ القطْر، يفرُّ بدينه من الفتن».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «يوشك أن يكون خيرَ مالِ المسلم غنمٌ يتبعُ بها شَعَفَ الجبال، ومواقعَ القطْر، يفرُّ بدينه من الفتن».


الشرح المفصل:



# 1. شرح المفردات:


● يوشك: يقرب ويقترب، أي أن هذا الأمر سيحدث في وقت قريب.
● خير مال المسلم: أفضل وأنجى أنواع الأموال التي يمتلكها المسلم.
● غنم: الأغنام والماعز، وهي من أنعام الرعي.
● يتبع بها: يسير خلفها ويرعاها.
● شَعَفَ الجبال: قمم الجبال وأعلاها.
● مواقعَ القَطْر: الأماكن التي ينزل فيها المطر، أي المراعي الخضراء التي تخصب بالماء.
● يفرُّ بدينه: يهرب وينجو بعقيدته وإيمانه.
● من الفتن: من الابتلاءات والمحن التي تعرض إيمانه للخطر، سواء كانت فتن الشبهات (ما يشكك في العقيدة) أو فتن الشهوات (ما يغري بمعصية الله).

# 2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا النبي ﷺ عن حالة ستقع في المستقبل، حيث يصبح أفضل مال للمسلم هو قطيع من الأغنام. ليس لأن الأغنام بذاتها ثمينة جداً، ولكن لأن امتلاكها سيسمح للمسلم بالعزلة والابتعاد عن المدن والقرى التي انتشرت فيها الفتن، فيسير بها إلى قمم الجبال وأماكن نزول المطر (أي حيث يوجد الكلأ والماء) ليرعاها. والهدف الرئيسي من هذا ليس الكسب المادي، بل هو الفرار بالدين، أي الحفاظ على العقيدة الإسلامية من أن تتلوث أو تضيع amidst الفتن التي تعم الناس.
فهذا الحديث يصور صورة رجل يفضل أن يعيش حياة بسيطة مع أغنامه في البرية، بعيداً عن زخرف الدنيا وفتنها، على أن يعيش في المجتمع وهو يعرض دينه للخطر.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


● خطورة الفتن: الحديث تحذير شديد من شرور الفتن التي ستظهر، والتي يكون الوقوع فيها أهون من النجاة منها. والفتن تشمل فتنة المال، والسلطة، والرئاسة، بجانب فتن الشهوات والمعاصي، وفتن الاختلاف والفرقة بين المسلمين.
● فضل العزلة وقت الفتن: يبين الحديث مشروعية، بل واستحباب، اعتزال الناس ومواطن الفتن عندما لا يستطيع المسلم تغييرها ويخاف على دينه. وهذا من باب حفظ الدين الذي هو أعلى المقاصد.
● تقديم الدين على الدنيا: يعلمنا النبي ﷺ أن قيمة أي شيء في الحياة (حتى المال) تُقاس بمدى قدرته على حماية دين المرء. فخير المال هو ما كان وسيلة للسلامة الدينية، وليس ما كان وسيلة للترف أو الجاه.
● البساطة والزهد: الحياة البسيطة في البرية مع القليل من المتاع قد تكون أنفع وأسلم للمسلم من الحياة في المدن المليئة بالمغريات والمنكرات.
● النظر البعيد (الاستشراف النبوي): الحديث من معجزات النبي ﷺ، حيث أخبر عن حال سيأتي، وقد وقع هذا بالفعل في كثير من فترات التاريخ الإسلامي، حيث يلجأ الصالحون إلى الجبال والبوادي فراراً بدينهم من الفتن والحروب الأهلية.

# 4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتعلقة بعلامات الساعة وأشراطها الصغرى.
- الفتن المذكورة ليست محددة بزمن معين، بل هي عامة تشمل كل فتنة تعرض إيمان المسلم للخطر. وقد تكررت هذه الحالة عبر العصور.
- ليس معنى الحديث تحريم الإقامة في المدن أو السعي للكسب الحلال فيها، ولكن الحديث يخص حالة استشراء الفتن حيث يصبح الخيار الآمن هو الاعتزال.
- الفرار بالدين من أعظم القربات، وهو من فعل الأنبياء، كما فر النبي ﷺ بنفسه ودينه من مكة إلى المدينة مهاجراً.
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (١٦) عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث.
ورواه البخاريّ في الإيمان (١٩) عن عبد اللَّه بن مسلمة، عن مالك، به، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 100 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

  • 📜 حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب