حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الاستسرار بالإيمان للخائف

عن حذيفة، قال: قال النبيُّ ﷺ: «اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة! فلقد رأيتُنا ابتلينا حتى إنّ الرّجل ليصلي وحده وهو خائف».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٣٠٦٠) عن محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، فذكره.

عن حذيفة، قال: قال النبيُّ ﷺ: «اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من الناس، فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل، فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة! فلقد رأيتُنا ابتلينا حتى إنّ الرّجل ليصلي وحده وهو خائف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يفتح علينا من فضله، وأن يرزقنا الفهم في دينه.
هذا حديث عظيم من أحاديث الفتن والابتلاء، رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن، وهو من رواية الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، الذي كان مُطلعاً على كثير من أسرار النبي ﷺ فيما يخص الفتن وأشراط الساعة.

أولاً. شرح المفردات:


● «اكتبوا لي من تلفّظ بالإسلام من الناس»: أي اذهبوا واحصوا لي عدد من أظهر الإسلام ونطق بالشهادتين من الناس، سواء كان إيمانه قوياً أو ضعيفاً.
● «فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل»: أي أن العدد الذي حصله الصحابة ممن أعلن الإسلام في ذلك الوقت كان ألفاً وخمسمائة رجل.
● «فقلنا: نخاف ونحن ألف وخمسمائة!»: تعجب الصحابة وخافوا على قلتهم وكثرة أعدائهم من الكفار حولهم، فكيف يكون عدد المسلمين قليلاً إلى هذه الدرجة؟
● «فلقد رأيتُنا ابتلينا»: أي اختبرنا الله وامتحننا بالفتن والمحن الشديدة.
● «حتى إنّ الرّجل ليصلي وحده وهو خائف»: بلغت شدة الخوف والفتنة إلى درجة أن الرجل لا يستطيع الصلاة إلا منفرداً خوفاً من أن يُرى فيُؤذى أو يُقتل بسبب إيمانه.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي حذيفة رضي الله عنه عن موقف حصل في عهد النبي ﷺ، حيث طلب منهم أن يقوموا بإحصاء عدد المسلمين الظاهرين. فوجدوا أنهم ألفاً وخمسمائة رجل. فتعجب الصحابة من قلة العدد وخافوا من مواجهة أعدائهم الكثر بهذا العدد القليل. ثم ينتقل حذيفة ليخبرنا عن حقيقة ما حدث بعد ذلك، حيث ابتلاهم الله بفتن عظيمة بعد وفاة النبي ﷺ (كقتل عثمان رضي الله عنه، ووقوع الفتنة بين المسلمين) بلغت من الشدة أن المسلم كان يخاف حتى على نفسه من إظهار الصلاة، فيصلي منفرداً خوفاً من أن يُعرف فيُقتل أو يُعذب.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- قلة الصادقين: يبين الحديث أن الذين يثبتون على الحق وقت الشدائد والفتن هم قلة، وأن كثرة المنتسبين إلى الإسلام لا تعني بالضرورة كثرة الثابتين عليه عند الامتحان.
2- سنة الابتلاء: الابتلاء والامتحان سنة ماضية في هذه الأمة، يمحص الله به المؤمنين ويميز الخبيث من الطيب.
3- التخويف من الفتن: الحديث تحذير من عظم الفتن التي ستقع بين المسلمين، والتي تصل إلى درجة التخفي في أداء最基本 الشعائر وهي الصلاة.
4- الثبات على الدين: الحديث يحث على التمسك بالدين والثبات عليه حتى في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، كما كان يفعل ذلك الرجل الذي يصلي وهو خائف.
5- الصبر على الطاعة: يدل على فضل من يصبر على أداء العبادة مع الخوف، وأن هذه منزلة عالية عند الله.
6- الاستعداد للفتن: الحديث يعد الأمة نفسياً لحدوث الفتن، ويبين أن طريق الدعوة إلى الله ليس مفروشاً بالورود، بل هو محفوف بالمخاطر والتحديات.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تتحدث عن الفتن وأشراط الساعة، وحذيفة رضي الله عنه كان معروفاً بـ "صاحب سر رسول الله ﷺ في الفتن" لكثرة ما أخبره النبي ﷺ بها.
- الابتلاء المذكور في الحديث يشمل الفتن التي حدثت بعد عهد النبوة، مثل الفتنة في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما.
- الحديث لا يعني اليأس، بل هو تثبيت؛ فحال ذلك الرجل الذي يصلي خائفاً هو نموذج للثبات الذي يجب أن نتحلى به، وأن النصرة最后的 ليست بالأعداد ولكن بالإيمان والثبات.
نسأل الله أن يثبتنا على دينه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٣٠٦٠) عن محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، فذكره.
ورواه مسلم في الإيمان (١٤٩) من وجه آخر عن أبي معاوية، عن الأعمش بإسناده وفيه قال رسول اللَّه ﷺ: «أَحْصُوا لي كم بلفظ الإسلام» فقلنا: يا رسول اللَّه، أتخاف علينا ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة؟ قال: «إنّكم لا تدرون، لعلّكم أن تُبتلوا». قال: فابتُلينا، حتى جعل الرجلُ منا لا يصلي إلّا سرًّا».
وأبو معاوية خالف الثوريّ، فقال: «ما بين ستمائة إلى سبعمائة». ورجّح البخاريّ رواية الثوريّ
لأنه أحفظهم مطلقًا وزاد عليهم، وأبو معاوية وإن كان أحفظ أصحاب الأعمش -فاعتمد مسلم على روايته- لكنه لم يجزم بالعدد، وقدّم البخاريّ رواية الثوريّ لزيادتها ولجزمها.
وقوله: «ابتلينا فجعل الرّجل لا يصلي إلا سرًّا» فلعله كان في بعض الفتن التي جرت بعد النبيِّ ﷺ فكان بعضهم يخفي نفسه، ويصلي سرًّا مخافة من الظّهور والمشاركة في الدّخول في الفتنة والحروب. قاله النووي في شرح مسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 103 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

  • 📜 حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا وخمسمائة رجل

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب