حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أنّ اللَّه ﷾ لا يكلّف إِلَّا ما يُطاق

عن ابن عباس قال: لما نزلتْ هذه الآية ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٤] قال: دخل قلوبهم منها شيءٌ لم يدخل قلوبَهم من شيء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا«قال: فألقى اللَّه الإيمانَ في قلوبهم، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ قال: قد فعلتُ. قال: قد فعلتُ. ﴿وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا﴾ [سورة البقرة: ٢٨٦] قال: قد فعلتُ».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان مولي خالد، قال: سمعتُ سعيد بن جبير يحدِّث عن ابن عباس، فذكر الحديث.

عن ابن عباس قال: لما نزلتْ هذه الآية ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٤] قال: دخل قلوبهم منها شيءٌ لم يدخل قلوبَهم من شيء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا«قال: فألقى اللَّه الإيمانَ في قلوبهم، فأنزل اللَّه تعالى: ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ قال: قد فعلتُ. قال: قد فعلتُ. ﴿وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا﴾ [سورة البقرة: ٢٨٦] قال: قد فعلتُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، معتمدًا في ذلك على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● نزلتْ هذه الآية: أي أنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة على النبي صلى الله عليه وسلم.
● دخل قلوبهم منها شيءٌ: أي أصابهم خوف ووجم شديد بسبب وعيد الآية.
● شيءٌ لم يدخل قلوبَهم من شيء: أي أن هذا الخوف فاق ما سبق من مواقف.
● قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا: أي استسلموا وانقادوا لأمر الله تعالى.
● ألقى اللَّه الإيمانَ في قلوبهم: أي ثبَّتهم ووطَّد إيمانهم.
● إِصْرًا: الثقل والعناء، أي الأغلال والتبعات الشاقة.

ثانيًا. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن الحديث ردة فعل الصحابة رضي الله عنهم عندما نزلت الآية الكريمة ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ﴾، حيث خافوا من المحاسبة على ما يخطر في نفوسهم من وساوس وخواطر، مما لم يخافوه من قبل. فهداهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاستسلام والانقياد الكامل لأمر الله بقول: "سمعنا وأطعنا وسلَّمنا". فاستجاب الله لهم وثبَّت إيمانهم، ثم أنزل الآيات التالية التي فيها دعاء بالراحة والرحمة والمغفرة، فأجاب الله دعاءهم.

ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم خوف الصحابة من الله: يظهر من الحديث مدى إيمان الصحابة وخوفهم من محاسبة الله حتى على ما يخطر في النفوس.
2- الاستسلام والانقياد لأمر الله: العلاج النبوي للقلق والخوف هو التسليم المطلق لله والرضا بقضائه.
3- استجابة الله للدعاء: كما في قوله تعالى: "قد فعلت" التي تكررت في الحديث، مما يدل على كرم الله واستجابته لدعاء عباده.
4- رحمة الله وتيسيره: حيث لم يحمل الأمة ما حمل على الأمم السابقة من الأغلال الشديدة، كما في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾.
5- فضل الدعاء بالمأثور: الدعاء بالمنقول في القرآن والسنة مجاب بإذن الله.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأحاديث التي تبين نسخ الحكم، حيث أن المحاسبة على ما في النفوس قد نسخت بآية: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، كما ذكر ذلك المفسرون.
- يعتبر هذا الموقف من مواقف الابتلاء والامتحان الذي يزيد المؤمنين إيمانًا وتسليمًا.
- يستفاد منه أهمية اللجوء إلى الله بالدعاء عند الشدائد، وخاصة بما ورد في القرآن الكريم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٢٦) من طرق عن وكيع، عن سفيان، عن آدم بن سليمان مولي خالد، قال: سمعتُ سعيد بن جبير يحدِّث عن ابن عباس، فذكر الحديث.
وقوله: «دخل قلوبَهم فيها شيءٌ» بالنّصب منها -أي من هذه الآية- والشيء بالرفع فاعل دخل أي دخل شيءٌ عظيم من الحزن من هذه الآية.
وقوله: «لم يدخل قلوبَهم من شيءٍ» هذه الجملة صفة له - أي لم يدخل مثل هذا قلوبهم من شيء.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 123 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

  • 📜 حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب