حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب حسن الظَّن باللَّه مقرونًا بالخوف والرَّجاء

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يخرجُ من النَّار أربعة فيعرضون على اللَّه، فيلتفت أحدُهم فيقول: أيْ ربّ إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه اللَّه منها».

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٩٢) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس، فذكره.

عن أنس بن مالك، أنَّ رسول اللَّه ﷺ قال: «يخرجُ من النَّار أربعة فيعرضون على اللَّه، فيلتفت أحدُهم فيقول: أيْ ربّ إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه اللَّه منها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام الطبراني في معجمه الكبير، وغيرهم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
١. شرح المفردات:
● يخرجُ من النَّار: أي يُخرجهم الله تعالى بعفوه ورحمته بعدما دخلوها وعُذِّبوا فيها بسبب ذنوبهم.
● أربعة: العدد هنا قد يكون حقيقياً، أو قد يكون للتقليل لا للحصر، أي أن هذا الصنف من الناس ليسوا كثيرين.
● فيُعرضون على اللَّه: أي يُوقفون بين يدي الله عز وجل ليحاسِبهم أو ليتفضل عليهم بعفوه.
● فيَلتفت أحدُهم: الالتفات هنا حقيقي بالرأس، أو مجازي بمعنى أنه يتلفت خائفاً مرتاعاً من عودة العذاب.
● أيْ ربّ: نداءٌ موجه إلى الله تعالى بصوتٍ ملؤه الخشية والضراعة.
● لا تُعِدْنِي فيها: أي لا ترجعني إليها أبداً.
٢. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك فئة من أهل المعاصي دخلوا النار بسبب ذنوبهم، ولكنهم لم يكفروا، فيخرجهم الله تعالى برحمته بعدما قضوا حقوباً فيها. وعند خروجهم ووقوفهم بين يدي الله عز وجل، يدرك أحدهم هول ما كان فيه من العذاب، فيفزع إلى ربه، ويلتجئ إليه، ويدعوه بدعاء صادر من قلب خائف وجل، يسأله ألا يرجعه إلى ذلك العذاب أبداً. فيستجيب الله تعالى لهذا الدعاء الخالص، ويُنجيه من النار ويُدخله الجنة.
٣. الدروس المستفادة منه:
● سعة رحمة الله تعالى: الحديث من أعظم الأدلة على أن رحمة الله وسعت كل شيء، حتى إنها تنجي من كان في النار نفسه.
● قوة الدعاء وأثره: إن الدعاء سبب عظيم للنجاة، حتى بعد دخول النار، فكيف به في الدنيا وهو باب مفتوح.
● الخوف من الله والرجاء فيه: يجمع هذا الموقف بين الخوف من عذاب الله والرجاء في رحمته، وهما ركيزتان أساسيتان في إيمان العبد.
● أن الذنوب لا تساوي الكفر: هؤلاء خرجوا من النار لأنهم ماتوا على التوحيد، فلم يشركوا بالله شيئاً، وإن دخلوها بذنوبهم.
● الحث على اللجوء إلى الله: الحديث يحث العبد على أن يلجأ إلى ربه في كل حال،尤其在 أوقات الشدة والضراء.
٤. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدخل في باب "الشفاعة" لأهل الكبائر من الموحدين، حيث يشفع فيهم النبيون والمؤمنون، ويخرجهم الله تعالى من النار برحمته وشفاعة الشافعين.
- فيه بيان لمذهب أهل السنة والجماعة في أن عصاة الموحدين لا يخلدون في النار، خلافاً للخوارج والمعتزلة.
- ينبغي للمسلم أن يجمع في قلبه بين الخوف من عقاب الله والرجاء في رحمته، فلا يقنط من رحمة الله ولا يأمن مكره.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يُنجينا من النار ويُدخلنا جنات النعيم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الإيمان (١٩٢) عن هدّاب بن خالد الأزديّ، حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي عمران وثابت، عن أنس، فذكره.
هكذا جمع مسلم بين أبي عمران وهو الجونيّ، وبين ثابت في لفظ هذا الحديث، والصحيح أن هذا لفظ أبي عمران، نصَّ عليه ابن منده في التوحيد (٨٦٠)، وأخرج الحديث من وجوه عن حماد ابن سلمة بإسناده وقال: قال أبو عمران: «أربعة»، وقال ثابت: «رجلان» ثم ذكر الحديث.
قال الأعظمي: حديث ثابت أخرجه ابن حبان، كما يأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

  • 📜 حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله منها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب