حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب أنّ اللَّه ﷾ لا يكلّف إِلَّا ما يُطاق
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٢٥) من طرق عن يزيد بن زريع، حدثنا روح (هو ابن القاسم)، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكر الحديث.
![عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول اللَّه ﷺ ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٤]. قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فأتوا رسول اللَّه ﷺ، ثم بركوا على الرّكب، فقالوا: أيْ رسولَ اللَّه، كُلِّفْنا من الأعمال ما نُطيق: الصّلاة والصّيام، والجهاد، والصّدقة، وقد أُنزلت عليك هذه الآية ولا نُطيقُها؟ قال رسول اللَّه ﷺ: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير». قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. فلما اقترأها القومُ ذلَّتْ بها ألسنتُهم. فأنزل اللَّه في إِثْرها: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٥]. فلما فعلوا ذلك نسخها اللَّه تعالى، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ قال: نعم. ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ قال: نعم. ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ قال: نعم. [سورة البقرة: ٢٨٦]. عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول اللَّه ﷺ ﴿لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٤]. قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول اللَّه ﷺ، فأتوا رسول اللَّه ﷺ، ثم بركوا على الرّكب، فقالوا: أيْ رسولَ اللَّه، كُلِّفْنا من الأعمال ما نُطيق: الصّلاة والصّيام، والجهاد، والصّدقة، وقد أُنزلت عليك هذه الآية ولا نُطيقُها؟ قال رسول اللَّه ﷺ: «أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربَّنا وإليك المصير». قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. فلما اقترأها القومُ ذلَّتْ بها ألسنتُهم. فأنزل اللَّه في إِثْرها: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [سورة البقرة: ٢٨٥]. فلما فعلوا ذلك نسخها اللَّه تعالى، فأنزل اللَّه ﷿: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا﴾ قال: نعم. ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا﴾ قال: نعم. ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ قال: نعم. [سورة البقرة: ٢٨٦].](img/Hadith/hadith_143.png)
شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد، فإن حديث أبي هريرة رضي الله عنه هذا من الأحاديث العظيمة التي تبين رحمة الله تعالى بأمة الإسلام ويسر هذا الدين، وسأشرحه لكم وفق النقاط المطلوبة:
1. شرح المفردات:
● فاشتد ذلك: ثقل عليهم وشقّ.
● بركوا على الركب: جلسوا على ركبهم متواضعين متضرعين.
● كلفنا من الأعمال ما نطيق: فرضت علينا عبادات في استطاعتنا.
● أهل الكتابين: اليهود والنصارى.
● ذلت بها ألسنتهم: لانَت وسهُل النطق بها.
● نسخها الله: أبطل حكمها الأول.
2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر أبو هريرة رضي الله عنه أن الصحابة استشعروا ثقلاً كبيراً عندما نزلت الآية الكريمة التي تخبر أن الله سيحاسب العبد على ما أبداه من قول أو فعل وما أخفاه في نفسه حتى مجرد الخواطر والنيّات، فخافوا أن لا يطيقوا هذا الحمل العظيم. فجاؤوا إلى النبي ﷺ متضرعين طالبين التخفيف، فوجههم ﷺ إلى الاستسلام الكامل لله تعالى والانقياد لأمره، وعدم التشبه بأهل الكتاب الذين يقولون "سمعنا وعصينا". فلما استجاب الصحابة وأذعنوا، أنزل الله تعالى الآيات التالية التي نسخت الحكم السابق وبينت يسر التكليف ورفع الحرج عن الأمة.
3. الدروس المستفادة منه:
● رحمة الله تعالى بالأمة: حيث لم يتركهم في حرجٍ بل نسخ الحكم بما هو أيسر.
● الاستسلام والانقياد لأوامر الله: من أعظم صفات المؤمنين القول "سمعنا وأطعنا".
● التيسير ورفع الحرج: من أصول الشريعة الإسلامية أن التكليف within الوسع والطاقة.
● الحوار مع النبي ﷺ: يدل على قرب الصحابة منه وحرصهم على فهم الدين.
● قبول التوبة والاستغفار: أن الله يقبل استغفار عباده ويغفر لهم.
● التحذير من مشابهة أهل الكتاب: في الاعتراض على أوامر الله ونواهيه.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذه القصة من أوضح الأمثلة على نسخ الأحكام في القرآن الكريم، حيث نسخت الآية الأخيرة (٢٨٦) الحكم في الآية الأولى (٢٨٤).
- الآية التي نسخت الحكم هي قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، وهي قاعدة عظيمة في الشريعة.
- في هذا دليل على أن المؤاخذة على الخواطر والنيّات التي لم تُعْمَل قد رُفعت عن الأمة بفضل الله ورحمته.
- استجابة الله تعالى لدعاء الصحابة بقوله "نعم" ثلاث مرات تدل على قَبول الدعاء وإجابة المضطر.
- القصة تظهر فضل الصحابة رضي الله عنهم وحرصهم على التكليف وخوفهم من التقصير.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الانقياد لأمره، والاستسلام لحكمه، وأن يجعلنا من الذين يقولون سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 97 الحياء والإيمان قرنا جميعًا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر
- 98 لا يُحبّني إلا مؤمن ولا يُبغضني إلا منافق
- 99 إنما وليي الله وصالح المؤمنين
- 100 يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف...
- 101 مؤمن في شعب من الشعاب يتقي اللَّه ويدع الناس من...
- 102 ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما...
- 103 اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا...
- 104 أنا فرطهم على الحوض ويذاد رجال عن حوضي
- 105 الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان
- 106 قل آمنت بالله فاستقم
- 107 عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه
- 108 مرحبا بالطيب المطيب
- 109 الإيمان يمان هاهنا ألا إن القسوة وغِلَظ القلوب في الفدادين
- 110 الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر
- 111 الإيمان يمان والحكمة يمانية
- 112 غلظ القلوب والجفاء في الشرق، والإيمان في أهل الحجاز
- 113 إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر...
- 114 من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
- 115 إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
- 116 بيعة جرير بن عبد الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة...
- 117 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
- 118 النبي ﷺ يدعو أبا طالب لقول لا إله إلا الله...
- 119 «قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة»
- 120 الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
- 121 الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
- 122 سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
- 123 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا
- 124 أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله...
- 125 يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها
- 126 أنا عند ظن عبدي بي
- 127 إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة
- 128 وما يدريك أن الله أكرمه
- 129 أحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف
- 130 لم يعمل حسنة قط فحرقوه ثم اذروه في البر والبحر
- 131 جمعه اللَّه فقال لم فعلت قال خشيتُك فغفر له
- 132 المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن...
- 133 أسلم وإن كنت كارهًا
- 134 معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 135 معنى وقتاله كفر
- 136 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 137 ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 138 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي
- 139 ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم...
- 140 أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر
- 141 الطّعن في النَّسب والنّياحة على الميّت
- 142 ثلاث من عمل أهل الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام
- 143 إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن
- 144 من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية
- 145 أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن...
- 146 أسلمت على ما سلف من خير
معلومات عن حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
📜 حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








