حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب حسن إسلام المرء
صحيح: رواه النسائي (٤٩٩٨) عن أحمد بن المعلَّى بن زيد، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكر مثله.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا أسلم العبد فحسُن إسلامه، كتب اللَّه له كل حسنةٍ كان أزلفها، ومحيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص. الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز اللَّه عنها».
رواه الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في السنن الكبرى، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح على شرط مسلم. وهو حسن.
الشرح المفصل:
# 1. شرح المفردات:
● أسلم: دخل في دين الإسلام ونطق بالشهادتين.
● فحَسُن إسلامه: أي أتم إسلامه، واستقام على شرائع الدين، واجتنب المعاصي، وصدق في إيمانه.
● أزلفها: قدمها أو عملها في الماضي. والأزلاف: ما قدمه الإنسان من أعمال.
● القصاص: المجازاة، أي أن الجزاء بعد الإسلام يكون على أساس الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها.
● إلا أن يتجاوز الله عنها: أي إلا أن يعفو الله ويصفح عن تلك السيئة ولا يؤاخذ بها.
# 2. المعنى الإجمالي للحديث:
يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث عظيم فضل الله وكرمه على من هداه للإسلام ثم أتم هذا الإسلام واستقام عليه. والمعنى:
أن الإنسان إذا دخل في دين الإسلام، ثم أكمله بالاستقامة والعمل الصالح، فإن الله تعالى يكتب له بأجر كل حسنة (عمل صالح) كان قد عملها قبل إسلامه –ولو كان يعملها على غير دين صحيح–، ويُمحو عنه كل سيئة (معصية) كان قد ارتكبها في جاهليته. ثم بعد ذلك، تكون المعاملة من الله تعالى مع عبده المسلم على أساس القصاص والعدل، فالحسنة تضاعف بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ وإلى أضعاف كثيرة، أما السيئة فلا تكتب إلا بمثلها، إلا أن يعفو الله ويغفرها فضلاً منه وكرمًا.
# 3. الدروس المستفادة والعبر:
1- سعة رحمة الله تعالى وعفوه: الحديث من أعظم الأدلة على سعة مغفرة الله ورحمته، حيث يمحو كل ما اقترفه الإنسان من ذنوب قبل إسلامه، بل ويجازيه على حسناته السابقة، وهذا من فضله تعالى الذي لا يُحد.
2- فضل الإسلام: الإسلام يجُبُّ ما قبله، فمهما عظمت ذنوب الإنسان وكثرت في حال كفره، فإن التوبة والإسلام يمحوانها جميعاً.
3- معنى حسن الإسلام: ليس الإسلام مجرد نطق بالشهادتين، بل الاستمرار على الطاعة والاستقامة، واجتناب المعاصي، وهذا هو "حسن الإسلام" الذي ترتبت عليه هذه الفضائل العظيمة.
4- الحث على الاستقامة: الحديث حافز قوي لكل مسلم أن يحسن إسلامه ويستقيم على أمر الله، ليفوز بهذا الأجر العظيم والمغفرة الواسعة.
5- العدل الإلهي والفضل: بعد الإسلام، يقيم الله الموازين بالعدل (السيئة بمثلها) ولكنه يزيد عليها بالفضل (الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة). والاستثناء في قوله: «إلا أن يتجاوز الله عنها» يفتح باب الأمل في مغفرة السيئات حتى بعد الإسلام بالاستغفار والتوبة.
# 4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الفضل (كتابة الحسنات السابقة ومحو السيئات) خاص بمن أسلم وحَسُن إسلامه، أي لم يرتد عن دينه، بل ثَبَتَ واستقام. أما من أسلم ثم ارتد، فلا ينفعه إسلامه الأول.
- الحسنات التي يعملها الكافر قبل إسلامه، وإن كانت في ظاهرها حسنة (كالصدقة على الفقراء، أو صلة الرحم)، إلا أنها لا تقبل منه لعدم وجود الإيمان، ولكن الله تعالى بفضله يثيبه عليها بعد إسلامه.
- هذا الحديث يبعث الأمل في قلوب الدعاة إلى الله، ويشجعهم على بذل الجهد في دعوة غير المسلمين، لأنه يبشرهم بأن كل خير عمله المدعو في حياته السابقة سيكتب له بأجر عظيم إذا أسلم وحسن إسلامه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
وذكره البخاري في الإيمان (٤١) معلقا عن مالك، ولم يسنده في موضع آخر، إلا أنه أسقط قوله: «كتب اللَّه له كل حسنة كان أزلفها» لأنه مشكل على القواعد، لأن الكافر لا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في كفره وشركه لأن من شرط التقرب أن يكون عارفا لمن يتقرب إليه، والكافر ليس كذلك، ذكره المازري وغيره، وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال، ورده النووي فقال: الصواب الذي عليه المحققون -بل نقل بعضهم فيه الإجماع- أن الكافر إذا فعل أفعالًا جميلة كالصدقة، وصلة الرحم، ثم أسلم، ومات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له، وأما
دعوى أنه مخالف للقواعد فغير مُسَلَّم، لأنه قد يعتقد بعض أفعال الكافر في الدنيا ككفارة الظهار، فإنه لا يلزمه إعادته إذا أسلم وتُجزئه. انظر «الفتح» (١/ ٩٩).
وقوله «أزلفها» أي أسلف وقدَّم.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 115 من أصل 1075 حديثاً له شرح
- 90 الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق
- 91 من يحب الله لا يبغض الأنصار
- 92 لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر
- 93 الحياء من الإيمان
- 94 الحياء لا يأتي إلا بخير
- 95 كان النبي أشد حياء من العذراء في خدرها
- 96 الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة
- 97 الحياء والإيمان قرنا جميعًا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر
- 98 لا يُحبّني إلا مؤمن ولا يُبغضني إلا منافق
- 99 إنما وليي الله وصالح المؤمنين
- 100 يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف...
- 101 مؤمن في شعب من الشعاب يتقي اللَّه ويدع الناس من...
- 102 ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه كلما...
- 103 اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس فكتبنا له ألفًا...
- 104 أنا فرطهم على الحوض ويذاد رجال عن حوضي
- 105 الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان
- 106 قل آمنت بالله فاستقم
- 107 عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه
- 108 مرحبا بالطيب المطيب
- 109 الإيمان يمان هاهنا ألا إن القسوة وغِلَظ القلوب في الفدادين
- 110 الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر
- 111 الإيمان يمان والحكمة يمانية
- 112 غلظ القلوب والجفاء في الشرق، والإيمان في أهل الحجاز
- 113 إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب له بعشر...
- 114 من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
- 115 إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
- 116 بيعة جرير بن عبد الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة...
- 117 الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
- 118 النبي ﷺ يدعو أبا طالب لقول لا إله إلا الله...
- 119 «قل: لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة»
- 120 الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد
- 121 الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
- 122 سبب نزول آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه
- 123 قولوا: سمعنا وأطعنا وسلَّمنا
- 124 أي رب إذ أخرجتني منها لا تعدني فيها، فينجيه الله...
- 125 يُخرَج رجلان من النار فيؤمر بهما إليها
- 126 أنا عند ظن عبدي بي
- 127 إذا خافني في الدنيا أمّنته يوم القيامة
- 128 وما يدريك أن الله أكرمه
- 129 أحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في يوم عاصف
- 130 لم يعمل حسنة قط فحرقوه ثم اذروه في البر والبحر
- 131 جمعه اللَّه فقال لم فعلت قال خشيتُك فغفر له
- 132 المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن...
- 133 أسلم وإن كنت كارهًا
- 134 معنى إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار
- 135 معنى وقتاله كفر
- 136 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 137 ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض
- 138 مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي
- 139 ما أنعمت على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم...
معلومات عن حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
📜 حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه كتب الله له كل حسنة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








