الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

عن البراء بن عازب قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ قال: «الأنصار لا يحبُّهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلّا منافق، فمن أحبَّهم أحبَّه اللَّه، ومن أبغضهم أبغضه اللَّه».

متفق عليه: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٧٨٣)، ومسلم في الإيمان (٧٥) كلاهما من حديث شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث البراء بن عازب رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ ﷺ قال: «الأنصار لا يحبُّهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلّا منافق، فمن أحبَّهم أحبَّه اللَّه، ومن أبغضهم أبغضه اللَّه». رواه البخاري ومسلم.

1. شرح المفردات:

● الأنصار: هم أهل المدينة المنورة من قبيلتي الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله ﷺ وآووه ونصروا دين الله.
● لا يحبهم إلا مؤمن: الحب هنا هو حب في الله، لِما قاموا به من نُصرة للإسلام والمسلمين.
● ولا يبغضهم إلا منافق: البغض هو الكره والنفور، والمنافق هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر.
● أحبَّه الله: أي أدخله في رحمته ورضوانه.
● أبغضه الله: أي لعنه وأبعده عن رحمته.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث المكانة العظيمة للأنصار، ويجعل محبتهم علامة على الإيمان الصادق، وبغضهم علامة على النفاق. فمن أحب الأنصار لحبهم في الله ولما قدموه للإسلام، فإن الله تعالى يحبه ويكون ذلك دليلاً على إيمانه. ومن أبغضهم وكرههم، فإن ذلك ينم عن نفاق في قلبه، ويكون مبغوضًا عند الله.

3. الدروس المستفادة منه:

1- مكانة الأنصار: للأنصار فضل عظيم في الإسلام، فقد كانوا عونًا للرسول ﷺ والمهاجرين، وتحمّلوا في سبيل ذلك المشاقّ، فاستحقوا هذه المنزلة الرفيعة.
2- محبة أهل الخير والفضل علامة إيمان: حب المؤمنين والصالحين ودعاة الخير من علامات الإيمان، لأن القلب السليم يحب في الله.
3- بغض الصالحين دليل النفاق: النفور من أهل الإصلاح والخير يدل على مرض في القلب ونفاق، لأن المنافقين لا يحبون من يُذكّرهم بالحق والصلاح.
4- الجزاء من جنس العمل: من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله، وهذا من العدل الإلهي الذي يجازي الإنسان بما يعمل.
5- الحث على محبة الصحابة جميعًا: يجب على المسلم أن يحب جميع صحابة رسول الله ﷺ، ويترضّى عنهم، ويعرف فضلهم، ولا يبغض أحدًا منهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث المتعلقة بفضائل الصحابة، وهو من الأحاديث الصحيحة، رواه جمع من الصحابة غير البراء بن عازب، كأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري.
- الأنصار هم الذين استقبلوا رسول الله ﷺ والمهاجرين في المدينة، وشاركوهم في الأموال والمساكن، وقاتلوا معهم في الغزوات، وكان لهم دور عظيم في نشر الإسلام.
- ذَكَر العلماء أن محبة الأنصار تدل على محبة الإيمان والإسلام، لأنهم كانوا ركنًا من أركان الدولة الإسلامية الأولى.
- يجب على المسلم أن يتجنب أي كره أو بغض للصحابة عامة أو للأنصار خاصة، لأن ذلك من صفات المنافقين.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا حبّه وحب رسوله وحب المؤمنين، وأن يجنبنا صفات المنافقين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٧٨٣)، ومسلم في الإيمان (٧٥) كلاهما من حديث شعبة، عن عدي بن ثابت، عن البراء، فذكره.
قال شعبة: قلت لعدي: سمعتَه من البراء؟ قال: إيّاي حدَّث. كذا عند مسلم.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 90 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

📜 حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية