الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

عن أبي هريرة، قال: سمعت رسولَ اللَّه ﷺ يقول: «الفخر والخُيلاء في الفدّادين أهل الوَبَر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية».

متفق عليه: رواه البخاريّ في المناقب (٣٤٩٩) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال (فذكر الحديث).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يضع لنا معالم مهمة في فهم طبائع الناس وأخلاقهم، ويربط بين البيئة والسلوك والإيمان.

أولاً. شرح المفردات:

● الفخر والخيلاء: الكِبْرُ والتعاظم والتطاول على الناس.
● الفَدَّادين: (بفتح الفاء وتشديد الدال) جمع فَدَّان، وهو الكثير الفَدْء، أي الكثير الإبل والمواشي بشكل عام. وقيل: هم رعاة الإبل بشكل خاص.
● أهل الوَبَر: أصحاب الإبل، لأنها من ذوات الوبر (الوبر هو الشعر الخشن الذي يغطي جسم الجمل).
● السكينة: الوقار والهدوء وطمأنينة القلب.
● أهل الغنم: أصحاب الأغنام والماشية.
● الإيمان يمانٍ: الإيمان موجود وقوي في أهل اليمن.
● الحكمة يمانية: الحكمة في القول والعمل موجودة في أهل اليمن.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ارتباط الطباع والأخلاق بنمط العيش والحياة. فـ:
● "الفخر والخيلاء في الفدّادين أهل الوبر": أن أصحاب الإبل، بسبب طبيعة حياتهم من التنقل والترحال بحثاً عن المرعى، وكثرة أموالهم (فالإبل كانت أنفس أموال العرب)، يصيبهم شيء من الكبر والخيلاء والتعاظم على الآخرين.
● "والسكينة في أهل الغنم": أما أصحاب الغنم، فبسبب طبيعة رعيهم التي تستقر في مكان واحد قريب من القرى، وحاجتهم إلى الهدوء مع أغنامهم، فإنهم يتصفون غالباً بالسكينة والوقار والهدوء.
● "والإيمان يمان، والحكمة يمانية": ثم ينتقل الحديث إلى فضائل أهل اليمن، فيخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان قويٌ راسخ في قلوبهم، وأن الحكمة -وهي وضع الشيء في موضعه- من صفاتهم، وقد جاء الإسلام وأهل اليمن في طليعة من صدق وآمن ونصره.
هذا الحديث الشريف يصف طبائع الناس بحسب مهنهم وبيئاتهم، ويشير إلى فضائل أهل اليمن:
● "الفخر والخُيلاء في الفدّادين أهل الوبر":
أصحاب الإبل غالباً ما يكون فيهم الكبر والفخر بسبب كثرة أموالهم وانتشار إبلهم، فهم يتفاخرون بكثرة المال والجاه.
● "والسكينة في أهل الغنم":
أصحاب الغنم يكونون أكثر هدوءاً وطمأنينة لطبيعة رعيهم لها التي تحتاج إلى الصبر والهدوء.
● "والإيمان يمان":
أي أن الإيمان قد انتشر واشتهر في أهل اليمن، وكانوا من أوائل من أسلم وأسرع إلى نصرته.
● "والحكمة يمانية":
أي أن الحكمة والعلم والفقه منتشر في أهل اليمن، وقد جاء في روايات أخرى: "أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوباً".

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- تأثير البيئة والمهنة على الأخلاق: الحديث يرشدنا إلى أن نمط العيش والحياة (بدوية، حضرية، رعي، زراعة...) يؤثر في تشكيل طباع الإنسان وأخلاقه، دون أن يكون هذا حتمياً لكل فرد.
2- ذم الكبر والخيلاء: يحذر الحديث من خلق الكبر والتعاظم، ويبين أنه غالباً ما يوجد فيمن غرته الدنيا وكثرة أمواله.
3- مدح خلق السكينة والوقار: ويحثنا على التحلي بالسكينة والهدوء، فهي من الصفات المحمودة التي تجلب الطمأنينة للفرد والمجتمع.
- ذم الكبر والفخر والخيلاء، والحث على التواضع.
- بيان تأثير المهن والبيئات على أخلاق الناس.
- فضل أهل اليمن وسبقهم في الإيمان والحكمة.
- الحث على التخلق بالسكينة والوقار.
- الاعتراف بفضل الآخرين والعدل في وصفهم.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
- أهل اليمن قدموا إلى النبي ﷺ وفوداً فدعا لهم بالبركة.
- الحكمة المذكورة في الحديث تشمل العلم النافع والفقه في الدين.
- الحديث لا يعني أن كل أهل الإبل متكبرون، بل يصف الغالب في أحوالهم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المناقب (٣٤٩٩) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهريّ، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال (فذكر الحديث).
ورواه مسلم في الإيمان (٥٢: ٨٨) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الدارمي، قال: أخبرنا أبو اليمان بإسناده مثله.
وفي رواية عنده: «والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أصحاب الشّاء».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 110 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

📜 حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية