حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب قوله: ﴿وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)﴾
صحيح: رواه أحمد (٣٢٢٣، ٢١٦٦)، والبزار - كشف الأستار (٢٢٢٤)، والطبراني في الكبير (١٢٧٣٦)،
والحاكم (١/ ٥٣) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث بلفظه:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت قريش للنبي ﷺ: ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبًا، ونؤمن بك، قال: «وتفعلون؟» قالوا: نعم. قال: فدعا، فأتاه جبريل، فقال: «إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت أصبح لهم الصفا ذهبًا، فمن كفر بعد ذلك منهم عذَّبته عذابًا لا أعذِّبه أحدًا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة». قال: «بل باب التوبة والرحمة».
1. شرح المفردات:
● الصفا: جبل معروف في مكة المكرمة، بجوار المسجد الحرام، وهو أحد شعائر الله.
● يقرأ عليك السلام: أي يبلغك السلام تحية وتكريمًا.
● عذابًا لا أعذبه أحدًا من العالمين: عذابًا شديدًا فريدًا لا يُعذَّب به غيرهم.
● باب التوبة والرحمة: فرصة للتوبة والمغفرة والهداية.
2. شرح الحديث:
يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن كفار قريش قدموا للنبي ﷺ طلبًا ملتويًا يعكس استكبارهم وعدم جديتهم في الإيمان، حيث قالوا: ادعُ ربك أن يحول جبل الصفا إلى ذهب، وإذا تحقق هذا الأمر الخارق فإننا سنؤمن بك. وهذا الطلب يشبه طلب الآيات والتعجيز الذي ورد في مواضع أخرى من القرآن.
فاستفسر النبي ﷺ منهم: «وتفعلون؟» أي: إذا استجاب الله لدعائي فهل ستفيون بوعدكم وتؤمنون حقًا؟ فأكدوا له ذلك.
فدعا النبي ﷺ ربه، فأتاه جبريل عليه السلام برسالة من الله تعالى، يبدأها بالسلام على النبي ﷺ تكريمًا له، ثم يعرض عليه خيارين:
● الخيار الأول: أن يستجيب الله لدعوته فيحول جبل الصفا إلى ذهب، ولكن بشرط أن من يكفر بعد هذه الآية البينة فإن الله سيعذبه عذابًا شديدًا لم يعذبه لأحد من العالمين، بسبب جحودهم بعد هذه المعجزة الواضحة.
● الخيار الثاني: أن يفتح الله لهم باب التوبة والرحمة، ويتركهم دون معجزة الإتيان بالذهب، لعلهم يهتدون ويتوبون بمرور الوقت.
فاختار النبي ﷺ الخيار الثاني، وهو فتح باب التوبة والرحمة لهم، رحمة بهم وشفقة عليهم، وعدم تعجيل العذاب لهم.
3. الدروس المستفادة:
● رحمة النبي ﷺ بأمته: فقد فضل الرحمة والتوبة على المعجزة التي تؤدي إلى العذاب الشديد لمن كفر، وهذا من كمال شفقته على قومه.
● حكمة النبي ﷺ: حيث إنه يعلم أن الإيمان القسري بالمعجزة قد لا ينفع، وأن الإيمان الحقيقي يجب أن ينبع من القلوب لا من الإكراه أو الانبهار المؤقت.
● رفض التعجيز: فالكفار كانوا يطلبون المعجزات تعجيزًا واستكبارًا، وليس رغبة حقيقية في الهداية.
● عظمة منزلة النبي ﷺ: حيث خُيّر بين أمرين، واختار الأصلح للأمة.
● أن باب التوبة مفتوح: فالله تعالى غفور رحيم، ويحب التوبة من عباده.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيح الإسناد.
- فيه دليل على أن المعجزات كانت تحصل حسب مشيئة الله، ولكن النبي ﷺ كان حكيمًا في التعامل مع طلبات الكفار.
- يؤكد الحديث على سمو أخلاق النبي ﷺ ورحمته حتى بأعدائه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
والحاكم (١/ ٥٣) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن سلمة بن كُهيل، عن عمران بن الحكم، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)﴾ أي: أنّ الله يرسل آياته، ليخاف الناس، ويعتبروا، ويرجعوا إلى الله عز وجل، ومنها خسوف الشمس والقمر، كما جاء في الصحيح: عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: خسفت الشمس في عهد رسول الله ﷺ، فصلى رسول الله ﷺ بالناس، فقام، فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم قام، فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع، فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم رفع، فسجد ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، ثم انصرف، وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وتصدقوا». ثم قال: «يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا».
متفق عليه: رواه مالك في صلاة الكسوف (١) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته. ورواه البخاري في الكسوف (١٠٤٤) عن عبد الله بن مسلمة، ومسلم في الكسوف (٩٠١) عن قتيبة بن سعيد - كلاهما عن مالك به.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 806 من أصل 1947 حديثاً له شرح
- 781 أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا
- 782 عنوان الحديث: نصبر ولا نعاقب
- 783 كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر
- 784 من العتاق الأول: بنو إسرائيل والكهف ومريم
- 785 فَرَجَ سقف بيتي ونزل جبريل ففرج صدري
- 786 أخذ النبي اللبن في الإسراء وترك الخمر.
- 787 لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلى الله لي بيت...
- 788 انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون
- 789 أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة
- 790 رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر فلم يدخل الجنة
- 791 يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول
- 792 من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في...
- 793 مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد
- 794 اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا
- 795 أن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك
- 796 ائذن لي بالزنا يا رسول الله
- 797 الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة
- 798 لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم
- 799 اتقاء الله يعطيك خيرا منه
- 800 لا إله إلا الله رجحت بهن السموات السبع والأرضين
- 801 تسبيح الطعام وهو يؤكل
- 802 يقرأ القرآن قبل أن تُسرج دابته
- 803 كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر...
- 804 نزول آية أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة في...
- 805 سؤال أهل مكة رسول الله أن يجعل لهم الصفا ذهبا
- 806 الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
- 807 رؤيا عين أريها رسول الله ليلة الإسراء
- 808 خلقت عبادي حنفاء كلهم فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم
- 809 لا تجعلوا بيوتكم مقابر، الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ...
- 810 فضل قراءة آية الكرسي عند النوم للحفظ من الشيطان
- 811 من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له...
- 812 فضل صلاة الجميع على صلاة الواحد خمس وعشرون درجة
- 813 ملائكة يتعاقبون فيكم بالليل والنهار
- 814 تشهد ملائكة الليل وملائكة النهار صلاة الفجر
- 815 كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع
- 816 النبي ﷺ يقول: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق
- 817 النبي ﷺ يطعن الأصنام يوم فتح مكة ويقول: جاء الحق...
- 818 يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي
- 819 قالت قريش ليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل
- 820 أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادرا على أن...
- 821 يحشر الناس على ثلاثة أفواج
- 822 يا رحمن يا رحيم
- 823 كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن
- 824 لا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
- 825 لا ترفع صوتك في الدعاء فتذكر ذنوبك
- 826 ارفع من صوتك شيئا واخفض من صوتك شيئا
- 827 تلك السكينة تنزلت بالقرآن
- 828 من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من...
- 829 من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصمة له من...
- 830 إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء
معلومات عن حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
📜 حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الصفا ذهبا ومن كفر عذبته عذابا لا أعذبه أحدا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








