حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا (٥٧)﴾

عن عبد الله بن مسعود: قال: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن، فأسلم النفر من الجن. واستمسك الإنس بعبادتهم، فنزلت: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾.

متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٧١٤)، ومسلم في التفسير (٢٩: ٣٠٣٠) كلاهما من طريق سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود، فذكره.

عن عبد الله بن مسعود: قال: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن، فأسلم النفر من الجن. واستمسك الإنس بعبادتهم، فنزلت: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وهو من الأحاديث التي تُعرف بـ "أسباب النزول"، أي أنها تبين الحادثة أو الظرف الذي نزلت فيه الآية الكريمة. وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.
وفيما يلي الشرح المفصل للحديث:
### أولاً. شرح المفردات
● نفر من الإنس: جماعة من البشر.
● نفر من الجن: جماعة من الجن.
● يعبدون: يتخذونهم آلهة يعبدونهم من دون الله.
● فأسلم النفر من الجن: دخلوا في الإسلام وآمنوا بالله وحده.
● استمسك الإنس بعبادتهم: تمسك البشر وثبتوا على عبادة أولئك الجن (وهم لا يعلمون أنهم قد أسلموا).
● فنزلت: أي نزلت الآية الكريمة توضح الحقيقة وتكشف заблуهم.
### ثانياً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي
يخبرنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن قصة وقعت في الجاهلية، حيث كانت هناك جماعة من البشر (الإنس) يعبدون جماعة من الجن، يتقربون إليهم بالذبائح والنذور والدعاء، ظانين أنهم آلهة تستحق العبادة.
ثم حدث أن دخل أولئك الجن في الإسلام وآمنوا بالله وحده، وتركوا الشرك، فلم يعودوا يرضون بأن يُعبدوا من دون الله. لكن جماعة البشر استمروا على ضلالهم وعبادتهم لهؤلاء الجن، غير عالمين بإسلامهم وتوبتهم.
فنزلت الآية الكريمة من سورة الإسراء: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} [الإسراء: 57]، لتبين لهؤلاء المشركين حقيقة أمرهم وتفضح جهلهم، فها هم "آلهتهم" المزعومة (الجن) يطلبون هم أنفسهم الوسيلة إلى الله تعالى بالتوبة والطاعة، ويرجون رحمته ويخافون عذابه، فكيف يُعبدون مع الله وهم عباد لله مثلهم؟!
### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- إبطال الشرك وتفاهة المعبودات من دون الله: تظهر الآية والحديث أن كل ما يُعبد من دون الله هو عبد لله، ضعيف، محتاج إلى رحمة ربه، يطلب القربى إليه، فكيف يُجعل شريكاً لله؟ وهذا من أعظم الحجج على بطلان الشرك.
2- جهل المشركين وعنادهم: المشرك يعبد من دون الله ما لا يضر ولا ينفع، ويستمر على ضلاله حتى بعد أن تتغير حقيقة المعبود نفسه، ليكون ذلك دليلاً على أن اتباعه هو اتباع للهوى والتقليد الأعمى، وليس اتباعاً للحقيقة والمنطق.
3- الوسيلة الصحيحة والوسيلة الباطلة: الآية توضح أن الوسيلة الحقيقية هي التقرب إلى الله تعالى بالطاعة والإيمان، كما يفعل أولئك الجن المؤمنون. أما اتخاذ الأصنام والجن وسائط للتقرب إلى الله، فهذه وسيلة باطلة وشرك أكبر.
4- عموم رسالة الإسلام: الإسلام هو دين الله لجميع الخلق، للإنس والجن على حد سواء، وقد استجاب له نفر من الجن كما استجاب له نفر من الإنس.
5- الحكمة من ذكر القصص في القرآن: القرآن يذكر القصص ليعتبر الناس، وليخرجهم من الظلمات إلى النور، وليظهر فساد معتقداتهم الباطلة.
### رابعاً. معلومات إضافية مفيدة
● الوسيلة: في اللغة: القربة والدرجة. وفي الشرع: كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من طاعاته وعباداته. وأعظم الوسائل هي الإيمان بالله وبرسله واتباع ما جاءوا به.
- هذا الحديث هو تفسير للآية، وهو من أجود طرق التفسير؛ أن يُفسر القرآن بالحديث النبوي أو بأقوال الصحابة الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا بتأويله.
- القصة تدل على أن الكفر والضلال قد يعمى القلب عن رؤية الحق даже لو كان واضحاً جلياً.
نسأل الله تعالى أن يهدينا صراطه المستقيم، ويبصرنا بديننا، ويجنبنا الشرك والضلال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في التفسير (٤٧١٤)، ومسلم في التفسير (٢٩: ٣٠٣٠) كلاهما من طريق سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 803 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

  • 📜 حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان نفر من الإنس يعبدون نفرا من الجن فأسلم النفر من الجن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب