حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٣٥)﴾

عن أبي قتادة، وأبي الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدوي: أخذ بيدي رسول الله ﷺ فجعل يعلمني مما علّمه الله، وقال: «إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه».

صحيح: رواه أحمد (٢٠٧٣٩) عن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قا لا: فذكره.

عن أبي قتادة، وأبي الدهماء، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية، فقال البدوي: أخذ بيدي رسول الله ﷺ فجعل يعلمني مما علّمه الله، وقال: «إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أعطاك الله خيرا منه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم، رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن، وفيه موعظة بليغة ووعد كريم من النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● أتينا على رجل: أي مررنا بشخص أو جلسنا إليه.
● من أهل البادية: هو العربي الذي يسكن الصحراء ولم يكن حاضرياً في المدن.
● أخذ بيدي: أمسك بيدي تأكيداً للاهتمام والموعظة.
● اتقاء الله: أي خوفاً من الله وطلباً لرضاه، وترك الشيء لأنه مما يغضب الله أو يخاف عقابه.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبر الصحابيان أبو قتادة وأبو الدهماء رضي الله عنهما أنهما مرا على رجل بدوي (أعرابي)، فحكى لهما هذا البدوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده ليعلمه مما علمه الله من الحكم والمواعظ.
والعجب أن هذا التعليم النبوي العظيم كان موجهاً لرجل بسيط من أهل البادية، مما يدل على شمول رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وعموم نفعها لكل الناس.
ثم ذكر هذا البدوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «إنك لن تدع شيئًا اتقاءَ الله إلا أعطاك الله خيرًا منه».
وهذا كلام جامع مختصر، يحمل في طياته أعظم الوعد والتبشير للمؤمن. معناه: أيها الإنسان، إذا امتثلت أمر الله واجتنبت معصيته، وتركت شيئاً من أمور الدنيا (من مال حرام، أو لذة محرمة، أو معصية، أو شهوة) خوفاً من الله تعالى ورجاءً لثوابه، فإن الله تعالى سيعوضك عما تركته خيراً منه في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- اليقين بوعد الله: الحديث يغرس في قلب المؤمن اليقين بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، وأن الجزاء من جنس العمل.
2- التضحية في سبيل الله لا خسارة فيها: يزيل الحديث أي تردد أو حسرة في نفس المؤمن عندما يترك شيئاً محرماً أو يشق عليه تركه من أجل الله. فهو استبدال للرديء بالجيد، وللصغير بالكبير، وللفاني بالباقي.
3- العوض من الله أنواع: الخير الذي يعوض الله به عبده قد يكون:
* عوضاً في الدنيا: كأن يعوضه عن مال حرام تركَه رزقاً حلالاً طيباً، أو عن صديق سوء تركَه لأجل الله أصدقاء أخيار، أو يبدله طمأنينة في القلب وسعادة بعد ضيق.
* عوضاً في الآخرة: وهو أعظم العوض، وهو الأجر والثواب، والجنات، ورضوان الله تعالى.
4- سهولة التخلية قبل التحلية: يسهل الحديث على المسلم عملية ترك المعاصي، لأنه يذكرها ليس بخسارة، بل بصفقة رابحة مع الله.
5- منهج النبي صلى الله عليه وسلم التربوي: في الحديث دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على التعليم وهداية الناس كلهم، حتى من كان في البادية، وعلى التوجيه باللين والرحمة، كما في قوله "أخذ بيدي".

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، فهو قليل اللفظ كثير المعنى.
- يدخل في هذا الحديث كل ما يتركه العبد لله، كبيراً كان أم صغيراً: من ترك النظر إلى المحرم، أو ترك الغيبة، أو ترك رشوة، أو ترك معصية، أو ترك شبهة خوفاً من الوقوع في الحرام.
- ينبغي للمسلم أن يستحضر هذا الوعد الإلهي عند كل معصية يتوق إليها نفسه، فيختار ما وعده الله به من الخير على لذة عاجلة زائلة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين إذا سمعوا الوعد من الله ورسوله صدقوه وعملوا به، وأن يعيننا على ترك معاصيه، وأن يعوضنا خيراً منها في الدنيا والآخرة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٠٧٣٩) عن إسماعيل، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة وأبي الدهماء، قا لا: فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 799 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

  • 📜 حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقاء الله يعطيك خيرا منه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب