كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.

حسن: رواه الترمذي (٢٩٢٠)، وأحمد (٢٤٣٨٨)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧١٢)، وابن خزيمة (١١٦٣)، والحاكم (٢/ ٤٢٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن أبي لبابة العقيلي، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ".
### أولاً. تخريج الحديث
هذا الحديث رواه الإمام الترمذي في سننه، وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ"، ورواه الإمام أحمد في مسنده.

### ثانياً. شرح المفردات
● بني إسرائيل: هي السورة السابعة عشرة في ترتيب المصحف، وتعرف أيضًا باسم سورة الإسراء.
● الزمر: هي السورة التاسعة والثلاثون في ترتيب المصحف.
● حتى يقرأ: أي أن نومه كان متوقفًا على تلاوة هاتين السورتين، فكانا من ورده الثابت قبل النوم.

### ثالثاً. شرح الحديث
يشير هذا الحديث إلى هديه ﷺ في ورده الليلي قبل النوم. فلم يكن ينام حتى يختم تلاوة هاتين السورتين الكريمتين.
وقد اجتمع في هاتين السورتين معاني عظيمة تليق بأن تكونا خاتمة النهار وذخرًا للمؤمن قبل نومه:
1- سورة بني إسرائيل (الإسراء):
- تبدأ بالتسبيح والتمجيد لله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً}.
- فيها تقرير للتوحيد وأصول الإيمان، وذكر لقصة الإسراء والمعراج.
- تحتوي على وصايا جامعة، ومنها الوصايا العشر التي ختمت بقوله تعالى: {ذَٰلِكَ مِمَّا أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}.
- فيها تحذير من الفساد في الأرض، وذكر مصارع السابقين من المكذبين.
- فيها توجيه إلى أدب الدعاء والمناجاة، وختمت بالحمد لله الذي لم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك.
2- سورة الزمر:
- سورة مككرية تركّز على توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له.
- تذكر حقيقة الموت والبعث والجزاء، وتصف أهوال القيامة.
- تُ contrast بين حال المؤمنين وحال الكافرين، وتختم ببيان أن الله هو الحق المبين: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا...}.
فكأن النبي ﷺ كان يختم يومه بهاتين السورتين؛ ليجمع بين:
- تذكّر توحيد الله وعظمته.
- الاستعداد للموت والآخرة.
- الاتعاظ بقصص السابقين.
- الدعاء والمناجاة.

### رابعاً. الدروس المستفادة
1- استحباب قراءة القرآن قبل النوم: وكان من هديه ﷺ أن يجعل لليل حظًا من القرآن، كما في قراءة المسبحات قبل النوم وغيرها.
2- اختيار السور المناسبة لوقت النوم: والتي تذكر بالآخرة وتزهد في الدنيا، وتوقظ القلب من الغفلة.
3- المحافظة على الأوراد اليومية: فالنبي ﷺ كان له ورد ثابت لا يتركه، وهذا يدل على أهمية المواظبة على الطاعات ولو كانت قليلة.
4- التأسي بالنبي ﷺ في هديه اليومي: فينبغي للمسلم أن يقتدي به في جميع أحواله، خاصة في عبادته وذكر الله.
5- أن النوم قد يكون فيه منية، فليختم المسلم نهاره بما يرضي ربه؛ لأنه لا يدري هل يستيقظ أم لا.

خامساً:

فوائد إضافية
- ليس المقصود وجوب قراءة هاتين السورتين كل ليلة، بل الأمر على الاستحباب والتأسي بالنبي ﷺ.
- يجوز للمسلم أن يقرأ غيرهما من السور، لكن الأفضل أن يحرص على ما ورد عنه ﷺ من أذكار وأوراد.
- ينبغي أن تكون القراءة بتدبر وخشوع، لا لمجرد إنجاز الورد.

### الخلاصة
كان النبي ﷺ يواظب على قراءة سورتي "بني إسرائيل" و"الزمر" قبل نومه؛ لما فيهما من تقرير التوحيد، وتذكير بالآخرة، وعبرة لأولي الألباب. وفي هذا دلالة على أهمية ختم اليوم بذكر الله وتلاوة كتابه، تأسياً برسول الله ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذي (٢٩٢٠)، وأحمد (٢٤٣٨٨)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٧١٢)، وابن خزيمة (١١٦٣)، والحاكم (٢/ ٤٢٤) من طرق عن حماد بن زيد، عن أبي لبابة العقيلي، عن عائشة فذكرته. وعند الأكثر في أوله زيادة.
وإسناده حسن من أجل أبي لبابة العقيلي، واسمه مروان، فإنه حسن الحديث، والكلام عليه مبسوط في كتاب الأدعية والأذكار.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 783 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

📜 حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كان النبي لا ينام حتى يقرأ بني إسرائيل والزمر

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية