حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (١٥)﴾

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة - يعني يدلون على الله عز وجل بحجة -: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا. وأما الأحمق
فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا. وأما الذي مات في الفترة، فيقول: رب، ما أتاني رسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطِيعنَّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: «فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما».

حسن: رواه البيهقي في القضاء والقدر (٣/ ٩١٠ - ٩١١) بإسناده عن علي بن عبد الله، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة - يعني يدلون على الله ﷿ بحجة -: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا. وأما الأحمق
فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا. وأما الذي مات في الفترة، فيقول: رب، ما أتاني رسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطِيعنَّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: «فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

الحديث:


عن أبي هريرة، أن النبي ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة - يعني يدلون على الله عز وجل بحجة -: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، قد جاء الإسلام وما أسمع شيئا. وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر. وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا. وأما الذي مات في الفترة، فيقول: رب، ما أتاني رسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطِيعنَّه، فيرسل إليهم أن ادخلوا النار، قال: «فوالذي نفس محمد بيده، لو دخلوها لكانت عليهم بردا وسلاما».


1. شرح المفردات:


● يدلون بحجة: يحتجون ويعتذرون بعذر صحيح.
● أصم: الذي فقد حاسة السمع.
● أحمق: قليل العقل، الذي لا يميز بين الأمور.
● هرم: الشيخ الكبير في السن الذي بلغ الهَرَم (الشيخوخة المتقدمة).
● مات في فترة: مات في زمن بين بعثتين من رسل الله، حيث انقطعت الرسالة فترة من الزمن.
● يحذفوني بالبعر: يرمونني بروث الحيوان (البعر هو روث البهائم).
● مواثيقهم: عهودهم ووعودهم.
● بردا وسلاما: راحة وأمانًا من العذاب.


2. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أربعة أصناف من الناس سيأتون يوم القيامة ويحتجون أمام الله تعالى بحجج معقولة تمنعهم من تلقي دعوة الإسلام أو فهمها، فيقولون:
1- الأصم: يعتذر بأن الإسلام جاء وهو لا يسمع شيئًا، فلا يستطيع أن يسمع الدعوة أو يتلقاها.
2- الأحمق: يعتذر بأنه كان ضعيف العقل، حتى إن الصبيان كانوا يستهزئون به ويرمونه بروث الحيوانات، فلم يكن يعقل أمر الدعوة.
3- الهرم (الشيخ الكبير): يعتذر بأنه كان قد بلغ سنًا متقدمة من الشيخوخة، فضعف عقله ولم يعد يميز أو يفهم ما يقال له.
4- الذي مات في الفترة: وهو الذي مات في فترة انقطاع الرسالة بين نبي ونبي، فيعتذر بأنه لم يأته رسول من الله ليدعوه إلى التوحيد.
فيقبل الله تعالى حجتهم هذه، ويأخذ عليهم عهدًا ووعدًا (مواثيق) بأنهم إذا أمروا بطاعة الله سيطيعونه دون تردد. ثم يرسل الله إليهم أمرًا يدعوهم لاختبار طاعتهم: أن ادخلوا النار.
وهنا يقسم النبي صلى الله عليه وسلم بالله - وهو قسم عظيم - أنهم لو دخلوا النار حقًا لكانت عليهم بردا وسلاما، أي لن تؤذيهم أو تحرقهم، بل ستكون بردًا وراحةً لهم، لأنهم دخلوها طاعة لأمر الله، وامتحانًا لصدق إيمانهم وطاعتهم.


3. الدروس المستفادة:


1- عدل الله تعالى: حيث يقبل حجة من كان معذورًا حقًا في عدم وصول الدعوة إليه أو فهمها.
2- اختبار الإيمان والطاعة: أن الطاعة الحقيقية لله تكون في تنفيذ الأمر حتى لو كان صعبًا أو مخيفًا، كما في أمر دخول النار.
3- قدرة الله تعالى: فهو القادر على أن يجعل النار بردًا وسلامًا على من يشاء، فلا يعجزه شيء.
4- رحمة الله بعباده: حيث يوفقهم للحجة المقبولة، ويختبرهم اختبارًا يظهر فيه صدقهم، ثم ينجيهم.
5- بيان أن العذر بالجهل مقبول: لمن كان معذورًا حقيقةً كالصم والبكم والعجزة عقليًا أو من لم تبلغه الدعوة.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وصححه الألباني.
- يدل الحديث على أن الله تعالى لا يعذب أحدًا إلا بعد بلوغ الحجة، فمن لم تبلغه الدعوة أو كان معذورًا فإن الله يحاسبه بحسب حاله.
- القسم بالنبي صلى الله عليه وسلم ("فوالذي نفس محمد بيده") يدل على عظمة الخبر وأهميته، وأنه حق لا شك فيه.
- يستفاد منه أيضًا أن طاعة الله ورسوله مقدمة على كل شيء، حتى لو كان الأمر مفزعًا أو صعبًا، فإن العاقبة تكون حسنة للمطيع.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الطائعين له، المتبعين لرسوله، وأن يتقبل منا صالح الأعمال. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي في القضاء والقدر (٣/ ٩١٠ - ٩١١) بإسناده عن علي بن عبد الله، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره.
ورواه الإمام أحمد (١٦٣٠٢) عن علي بن عبد الله، بإسناده، وقال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يدخلها يُسحب إليها».
قال البيهقي: «هذا إسناد صحيح».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل الكلام في معاذ، وهو ابن هشام الدستوائي غير أنه حسن الحديث، وقد احتج به الشيخان.
وأما ما روي عن ثوبان أن النبي ﷺ قال: «إذا كان يوم القيامة جاء أهل الجاهلية يحملون أوثانهم على ظهورهم، فيسألهم ربهم تبارك وتعالى، فيقولون: ربنا لم ترسل إلينا رسولا، ولم يأتنا لك أمر، ولو أرسلت إلينا رسولا لكنا أطوع عبادك، فيقول لهم ربهم: أرأيتم إن أمرتكم بأمر تطيعوني، فيقولون: نعم، فيأمرهم أن يعمدوا جهنم، فيدخلونها، فينطلقون حتى إذا دنو منها وجدوا لها تغيظا وزفيرا، فرجعوا إلى ربهم، فيقولون: ربنا أخرجنا منها، أو أجرنا منها. فيقول لهم: ألم تزعمون أني إن أمرتكم بأمر تطيعوني. فيأخذ على ذلك مواثيقهم، فيقول: اعمدوا لها، فادخلوها. فينطلقون حتى إذا رأوها، فرقوا، فرجعوا، فقالوا: ربنا فرقنا منها، ولا نستطيع أن ندخلها. فيقول: ادخلوها داخرين. فقال نبي الله ﷺ: «لو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسلاما».
رواه البزار من طريقين: إحداهما (٤١٦٩) عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا ريحان بن سعيد، قال: حدثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان.
والثانية: (٤١٧٠) عن يحيى بن محمد السكن، قال: نا إسحاق بن إدريس، قال نا أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة به نحوه.
وعياد بن منصور ضعيف، وإسحاق بن إدريس قال النسائي: «متروك الحديث». وقال الدارقطني: «منكر».
وأصل حديث ثوبان في صحيح مسلم في الفتن (٢٨٨٩) من طرق عن حماد عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان مختصرا، كما ذكر في الفتن، والزيادة التي ذكرها البزار منكرة، ولذا قال: «هذا الحديث عن ثوبان لا نحفظه إلا من هذا الطريق الذي ذكرناه، ولا نعلم رواه عن أيوب، عن أبي
قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان إلا عباد بن منصور، ولا عن عباد إلا ريحان بن سعيد، ولا نعلم حدّث بحديث أبان إلا إسحاق بن إدريس، وهو غريب عن أيوب، وعن يحيى بن أبي كثير، وهذا الحديث فمتنه عن رسول الله ﷺ غير معروف إلا من هذا الوجه».
وقال الهيثمي: في «المجمع» (١٠/ ٣٤٧): «رواه البزار بإسنادين ضعيفين».
وأما الحاكم فقال: (٤/ ٤٤٩) «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة، وإنما أخرج مسلم حديث معاذ بن هشام، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرجي، عن ثوبان مختصرا».
وهو ليس كما قال، وهذا يدل على تساهله فإن في إسناده إسحاق بن إدريس، وهو متروك، وحديث مسلم المختصر ليس فيه هذه الزيادة وهي منكرة كما قلت.
ووردت في هذا المعنى أحاديث أخرى، والكلام عليها مبسوط في الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 789 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

  • 📜 حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أربعة يوم القيامة يدلون على الله بحجة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب