حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (٢٦)﴾

عن طارق بن عبد الله المحاربي قال في حديث طويل: ثم قدمنا المدينة من الغد، فإذا رسول الله ﷺ قائم يخطب الناس على المنبر، فسمعته يقول: «يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك ...». الحديث.

حسن: رواه ابن حبان (٦٥٦٢)، والحاكم (٢/ ٦١١ - ٦١٢) كلاهما من حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق بن عبد الله المحاربي، فذكره في حديث طويل.

عن طارق بن عبد الله المحاربي قال في حديث طويل: ثم قدمنا المدينة من الغد، فإذا رسول الله ﷺ قائم يخطب الناس على المنبر، فسمعته يقول: «يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك ...». الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام البخاري في الأدب المفرد، وغيرهم، عن الصحابي الجليل طارق بن عبد الله المحاربي رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
وفيما يلي شرحه وبيان دروسه:

أولاً. شرح المفردات:


● يخطب الناس على المنبر: أي يلقي عليهم الخطبة ويعظهم.
● يد المعطي: اليد هنا كناية عن الفضل والشرف والمنزلة، فاليد هي الآلة المعطاءة.
● اليد العليا: هي اليد المنفقة المعطية، العالية بالخير والبركة.
● اليد السفلى: هي اليد الآخذة السائلة، وهي دون الأولى منزلة.
● ابدأ بمن تعول: أي ابدأ بالإنفاق على من تجب عليك نفقته وتكفل به.
● أدناك أدناك: أي الأقرب فالأقرب منك نسباً وحقاً.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي طارق بن عبد الله رضي الله عنه أنه قدم المدينة فوجد النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر، فسمع منه هذا الكلام النفيس الذي يضع قواعد عظيمة في باب الصدقة والإنفاق.
1- «يد المعطي العليا»: يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن المنفق والمعطي هو صاحب اليد العليا، أي صاحب المكانة الرفيعة والفضل العظيم عند الله وعند الناس. فالعطاء يرفع منزلة العبد ويكسبه شرفاً وكرامة، بخلاف الآخذ الذي يده سفلى، وإن كان أخذه لحاجة لا عيب فيه.
2- «وابدأ بمن تعول»: هنا يضع النبي صلى الله عليه وسلم أولوية للإنفاق، فيأمر بأن يكون البدء في الصدقة والبر بمن تجب نفقته عليك شرعاً، وهم الأصول والفروع (الوالدان والأولاد والزوجة)، ثم الأقرب فالأقرب. وهذا من الحكمة والعدل؛ فلا يصح أن يتصدق الإنسان على البعيدين وهو يترك من تجب عليه نفقتهم في حاجة وفاقة.
3- «أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك»: يعدد النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك مصاديق "من تعول" ويؤكد على الأولوية القربية، فيبدأ بالأم والأب لما لهما من حق عظيم، ثم الإخوة والأخوات، ثم يتدرج بعد ذلك إلى الأقرباء الآخرين حسب درجة قرابتهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- تفضيل العطاء على الأخذ: الحديث يحث على السعي لأن تكون يد المسلم عليا بالعطاء والإنفاق، فهي خير وأفضل من أن تكون يداً آخذة، ما دام ذلك في حدود الاستطاعة ودون إسراف أو تقتير.
2- تنظيم أولويات الإنفاق: من حكمة الشريعة أنها رتبت أولويات الصدقة، فجعلت الحقوق المالية تبدأ من النفس ثم الأقربين، قال تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى} [النساء: 36]. فلا يليق بالمسلم أن يتصدق على الغرباء ويترك أهله في حاجة.
3- صلة الرحم والبر بالوالدين: الحديث يؤكد على وجوب البر بالوالدين والإحسان إليهما، وأن ذلك من أولى أولويات الإنفاق بعد النفقة على النفس.
4- التدرج في البر والإحسان: الشريعة جاءت بالتدرج في كل شيء، فكما أن الواجبات تتدرج، فإن المستحبات والنوافل كذلك، فيبدأ بالأهم فالمهم.
5- الحض على الكرم والجود: الحديث يحض المسلم على التحلي بخلق الكرم والسخاء، فإن ذلك يرفع منزلته في الدنيا والآخرة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب "الصدقة" و"النفقات الواجبة" و"صلة الرحم".
- يؤخذ منه أن الصدقة على الأقارب أفضل من الصدقة على الأباعد، لأنها صدقة وصلة.
- ينبغي للمسلم أن يوازن بين فرضية النفقة الواجبة على الأقارب وبين فضيلة الصدقة التطوعية على الآخرين، فيقدم الواجب على المستحب.
- اليد العليا هي象征ية وليست حقيقة،意在 بيان المكانة والرفعة، ولا تعني التفاخر أو التكبر على الآخذ.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل العطاء والكرم، وأن يرزقنا القيام بحقوقه وحقوق عباده.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبان (٦٥٦٢)، والحاكم (٢/ ٦١١ - ٦١٢) كلاهما من حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق بن عبد الله المحاربي، فذكره في حديث طويل.
وأخرجه أيضا النسائي (٤٨٣٩)، وابن ماجه (٢٦٧٠) إلا أنهما لم يذكرا موضع الشاهد.
وإسناده حسن من أجل يزيد بن زياد بن أبي الجعد. قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 791 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

  • 📜 حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يد المعطي يد العليا، وابدأ بمن تعول

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب