حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)﴾

عن ابن عباس: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [سورة آل عمران: ١٧٣]، قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٤٥٦٣) عن أحمد بن يونس أراه قال: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ [سورة آل عمران: ١٧٣]، قالها إبراهيم ﵇ حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، وأشكرك على ثقتك. هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وهو من أعلم الصحابة بتأويل القرآن، وفيه بيان عظيم لمعنى الآية الكريمة وتجسيد عملي لها في مواقف أعظم الأنبياء.
وفيما يلي الشرح المفصل للحديث:

### أولاً. شرح المفردات
● جَمَعُوا لَكُمْ: أي حشدوا واعدوا جيشاً وقوة لقتالكم.
● فَاخْشَوْهُمْ: خافوهم واحذروهم.
● فَزَادَهُمْ إِيمَانًا: أي أن هذا التخويف لم يضعفهم، بل قوّى يقينهم وثقتهم بالله تعالى.
● حَسْبُنَا اللَّهُ: أي الله كافينا ومستعلنا على كل شيء.
● نِعْمَ الْوَكِيلُ: الوكيل هو الذي يُفوّض إليه الأمر ويتولى تدبيره والكفاية فيه، فهو نعم الوكيل الذي لا يُخيّب من استوكله.

### ثانياً. شرح الحديث
يستشهد ابن عباس رضي الله عنهما بهذه الآية من سورة آل عمران (١٧٣) ويبين أنها لم تكن قولةً لموقف واحد فحسب، بل هي كلمة صدق قالها أنبياء الله في أحرج المواقف وأصعبها، مما يدل على أنها منهج للتوكل والثقة بالله:
1- قول إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار: عندما حطم أصنام قومه وأعلن توحيده، لم يكن رد فعل قومه إلا أن جمعوا الحطب وأشعلوا ناراً عظيمة وألقوه فيها. فما كان من خليل الله إبراهيم إلا أن قال: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. فكانت النتيجة أن أمر الله النار {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]. لقد فوّض أمره إلى الله فكفاه شرّ ما أُوعد به.
2- قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: يشير الحديث إلى موقف بعد غزوة أحد، عندما سمع المسلمون أن المشركين يجمعون الجيوش للانتقام منهم، فخاف بعض الناس وقلقوا. فأنزل الله هذه الآية تصف حال المؤمنين الصادقين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المخلصين يجسّدون هذا المعنى، فيقولون: {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}. فزادهم ذلك إيماناً وثباتاً، ولم تضعفهم قوة العدو.

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التوكل على الله والثقة به: الدرس الأهم هو أن المؤمن الحقيقي لا يلتفت إلى قوة الأعداء ولا إلى إمكاناتهم، بل يثق بأن الله هو ناصره وكافيه. التوكل ليس مجرد كلمة تقال، بل هو إيمان عميق يثمر طمأنينة ويقيناً.
2- الابتلاء يزيد الإيمان: لا ينبغي للمؤمن أن يضعف عند الشدائد، بل هي فرصة ليرى صدق إيمانه ويزيد من تعلقه بربه. الخوف من الناس يزول حينما يمتلئ القلب خشية من الله وحده.
3- الاتباع العملي للأنبياء: الحديث يربط بين منهج النبي إبراهيم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما يدل على وحدة المصدر والمنهج، وأن سبيل النجاة هو في الاقتداء بهم في توكلهم ويقينهم.
4- أن القرآن يحكي واقعاً يتكرر: القرآن لم ينزل لوقت محدد، بل هو منهج حياة. فكلما تعرض المؤمن لخوف أو تهديد، فإن هذه الكلمة العظيمة {حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} تكون سلاحه ويقينه.

### رابعاً. معلومات إضافية مفيدة
● فضل هذه الكلمة: ورد في فضل قول "حسبنا الله ونعم الوكيل" أحاديث كثيرة، منها ما رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقولها عند الكرب.
● تطبيقات معاصرة: يمكن للمسلم أن يردد هذه الكلمة في كل موقف يشعر فيه بالخوف أو القلق أو الضيق، في العمل، في المرض، في مواجهة الظلم، وغيرها، ثقةً بأن الله سيحفظه ويكفيه ما أهمه.
أسأل الله أن يجعلنا من الذين إذا خوّفوا قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وأن يزيدنا إيماناً ويقيناً.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٤٥٦٣) عن أحمد بن يونس أراه قال: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 898 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

  • 📜 حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها محمد ﷺ حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب