حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (٦٨) قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (٦٩)﴾

عن أم شريك: أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ، وقال: «كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام».

صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٩) عن عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، فذكرته.

عن أم شريك: أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ، وقال: «كان ينفخ على إبراهيم ﵇».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 3359) ومسلم في صحيحه (رقم 2237) عن أم شريك رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ، وقال: «كَانَ يَنْفُخُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ».


1. شرح المفردات:


* الوَزَغ: (وجمعه: وَزَغَانٌ، وَأَوْزَاغٌ) هو حيوان صغير معروف، يشبه السحلية أو البرص، لونه بين الرمادي والبني، ويعيش غالباً في البيوت والأماكن المهجورة. ويسمى في بعض البلدان "أبو بريص".
* يَنْفُخُ: أي يضرم النار ويزيد فيها بواسطة النفخ. كان الشيطان (على شكل الوزغ) ينفخ في النار التي ألقي فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام لتحرق أكثر وأسرع.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث الشريف يبين لنا حكماً شرعياً وأمراً نبويّاً صريحاً، وهو وجوب قتل الوزغ، ويذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم السبب في ذلك.
القصة وراء الحديث:
عندما ألقى قوم نمرود سيدنا إبراهيم عليه السلام في النار العظيمة، قال الله تعالى: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الأنبياء: 69]. فلم تضره النار بإذن الله. وقد حاول إبليس اللعين أن يخرب هذا المعجزة الإلهية، فتمثل في صورة حيوان الوزغ (أو البرص) وجاء لينفخ في النار لتعود شديدة وتحرق إبراهيم، فلم يقبل الله ذلك، وأبطل كيده.
فالحكمة من الأمر بقتله:
أنه من الحشرات المؤذية والفاسقة التي شاركت إبليس في عداوته للأنبياء وأتباعهم، فهو متعاون مع الشيطان. وقَتْلُه من باب الانتصار لدين الله ورسله، ومقاومة الشر وأهله حتى في أصغر صوره.
ملاحظة مهمة: ورد في بعض الروايات الأخرى تسمية هذا الحيوان بـ "الوَزَغ" وفي أخرى بـ "البُرْص" أو "أبو بريص"، والمراد بهذا النوع من الحشرات المعروفة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب قتل الوزغ: هذا حكم شرعي ثابت بالأمر النبوي، وهو من السنن المهجورة للأسف. فإذا رآه المسلم في بيته أو مسجده أو أي مكان، يسن له أن يبادر إلى قتله.
2- الاقتداء بالأنبياء والانتصار لهم: فالأمة الإسلامية تأمر بقتل من آذى نبيًا من أنبياء الله، حتى لو كان حيواناً، فهذا من تعظيم الله ورسله.
3- محاربة الشر في أصغر أشكاله: الوزغ حيوان صغير، لكنه كان أداة للشر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله ليعلمنا أن ننتبه لمكائد الشيطان التي قد تأتي من حيث لا نحتسب.
4- بيان عظمة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: حيث أخبره الله تعالى بهذه الحادثة التي حدثت في زمن سيدنا إبراهيم، وهو أمي لم يقرأ كتب الأولين.
5- إثبات كرامات الأولياء ومعجزات الأنبياء: فقصة إبراهيم عليه السلام في النار معجزة عظيمة، وهذا الحديث يثبتها ويؤكدها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* كيفية القتل: وردت سنة في كيفية قتله في حديث لأم sharik أخرى رواه أبو داود، حيث قالت: (وَأَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَتْلِ الأَوْزَاغِ، وَسَمَّاهُنَّ فُوَسَيْقًا). والأفضل قتله بأي وسيلة تزهق روحه.
* الفرق بينه وبين السحلية غير الضارة: ليس كل ما يشبه الوزغ يُقتل. فالوزغ (أو أبو بريص) معروف بشكله المعين، أما السحالي التي في البرية والتي لا تؤذي ولا تعيش في البيوت فلا دليل على وجوب قتلها.
* ثواب قتله: ورد في الحديث الصحيح أن من قتل وزغةً من أول ضربة فله كذا وكذا من الحسنات، ومن قتلها من الضربة الثانية فله أجر دون ذلك، وهكذا. مما يدل على فضل هذه السنة.
اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وارزقنا حب نبيك واتباع سنته ظاهراً وباطناً.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٩) عن عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه، أخبرنا ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن سعيد بن المسيب، عن أم شريك، فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 899 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

  • 📜 حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أمر بقتل الوزغ، وقال:كان ينفخ على إبراهيم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب