حديث: أنت مع من أحببت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المرء مع من أحب

عن أبي ذرّ، أنه قال يا رسول الله! الرّجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال: «أنت يا أبا ذرّ! مع من أحببت»، قال: فإني أحب الله، ورسوله، قال: «فإنك مع من أحببت» قال: فأعادها أبو ذرّ فأعادها رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه أبو داود (٥١٢٦)، وأحمد (٢١٣٧٩، ٢١٤٦٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٥١)، وصحّحه ابن حبَّان (٥٥٦) كلّهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت، عن أبي ذرّ، فذكره.

عن أبي ذرّ، أنه قال يا رسول الله! الرّجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل كعملهم، قال: «أنت يا أبا ذرّ! مع من أحببت»، قال: فإني أحب الله، ورسوله، قال: «فإنك مع من أحببت» قال: فأعادها أبو ذرّ فأعادها رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك حباً في الله ورسوله والمؤمنين.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يدل على فضل المحبة في الله وعلو منزلة المحبين. وإليك الشرح المفصل:

الحديث بلفظ آخر:


عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، الرجل يحب القوم، ولا يستطيع أن يعمل كعملهم؟ قال: «يا أبا ذر، أنت مع من أحببت». قال: قلت: إني أحب الله ورسوله. قال: «فأنت مع من أحببت». قال: فأعدتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعادها علي.
(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب المرء مع من أحب)


1. شرح المفردات:


● يحب القوم: أي يحب جماعة من الصالحين أو المؤمنين.
● ولا يستطيع أن يعمل كعملهم: أي لا يقدر على بلوغ درجة أعمالهم الصالحة أو منزلتهم في العبادة والطاعة، إما لعجزٍ بدني، أو انشغالٍ بمعاش، أو قلةِ opportunity.
● مع من أحببت: أي في المنزلة والدرجة والثواب في الآخرة، تكون مع من أحببت من الصالحين وإن لم تبلغ أعمالهم.


2. شرح الحديث:


يشكو أبو ذر رضي الله عنه - وهو من سادات الصحابة وزهّادهم - إلى النبي صلى الله عليه وسلم شأن المحب الذي يعجز عن مجاراة من يحبهم في العمل الصالح، فيخاف أن يحرم من صحبتهم في الآخرة لتفاوت العمل.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بالبشرى العظيمة: أن المرء يُحشر مع من أحب، ويكون في الجنة مع من أحب من الصالحين، حتى ولو قصرت أعماله عن أعمالهم، ما دامت المحبة صادقة خالصة لله.
ولما سأله أبو ذر عن محبة الله ورسوله - وهي أعلى درجات المحبة - أكد له النبي صلى الله عليه وسلم نفس الجواب تطميناً وتثبيتاً.
وتكرار أبي ذر للسؤال وتكرار النبي للجواب يدل على:
- حرص أبي ذر على التأكد من هذه البشرى العظيمة.
- عظم الفرحة بهذا الخبر وارتفاع المكانة.
- تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على هذه القاعدة العظيمة.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل المحبة في الله: فهي من أعظم القربات، وهي التي تجمع المؤمنين في الدنيا والآخرة.
2- الجزاء من جنس العمل: كما جمعت بينهم محبةٌ في الله في الدنيا، جمعهم الله في الجنة في الآخرة.
3- الرحمة واليسر في الإسلام: فالله تعالى يرفع عبده المحب الصادق إلى منزلة من أحب، برحمته وفضله، وليس بالعمل فقط.
4- الاهتمام بالقلب ونياته: فالأعمال بالنيات، ومحبة الصالحين نية صالحة يثاب عليها المرء.
5- البشارة للمحبين: وهو أجر عظيم لمن أحب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين ولو لم يلحق بهم في العمل.
6- الحث على صحبة الصالحين ومحبتهم: لأن في محبتهم الخير الكثير في الدنيا والآخرة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● هل المحبة وحدها تكفي؟
- المحبة الصادقة تستلزم الاتباع والطاعة، فمحبة الله ورسوله تستلزم اتباع أمرهما واجتناب نهيهما. قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. فالمحبة الحقيقية تقود إلى العمل.
● منزلة أبي ذر رضي الله عنه:
- هو أبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، من السابقين إلى الإسلام، وكان من الزهاد العباد، وممن اشتهر بالورع والصدق.
● الحديث يدخل في "الفضل العميم":
- حيث يمن الله تعالى على عبده بأن يرفعه إلى منزلة من أحب من الصالحين، برحمته وفضله، مع أنه لم يعمل مثل عملهم.
● لا يعني الحديث إهمال العمل:
- بل هو تشجيع للقلوب الضعيفة والعاجزة، مع الحث على بذل الجهد في العمل حسب الاستطاعة.
نسأل الله أن يجعلنا من المتحابين فيه، والمجتمعين تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٥١٢٦)، وأحمد (٢١٣٧٩، ٢١٤٦٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٥١)، وصحّحه ابن حبَّان (٥٥٦) كلّهم من طريق سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصَّامت، عن أبي ذرّ، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 143 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أنت مع من أحببت

  • 📜 حديث: أنت مع من أحببت

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أنت مع من أحببت

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أنت مع من أحببت

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أنت مع من أحببت

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب