حديث: «فأنت مع من أحببت»
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب المرء مع من أحب
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأحكام (٧١٥٣)، ومسلم في البر والصلة (٢٦٣٩: ١٦٤) عن عثمان بن أبي شيبة، حَدَّثَنَا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حَدَّثَنَا أنس بن مالك، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النافع، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما أنا ورسول الله ﷺ خارجين من المسجد، فلقينا رجلًا عند سُدّة المسجد، فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ قال رسول الله ﷺ: «ما أعددت لها؟» قال فكأن الرّجل استكان، ثمّ قال: يا رسول الله! ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: «فأنت مع من أحببت».
1. شرح المفردات:
● سُدّة المسجد: باب المسجد أو عتبته.
● استكان: خضع وذلّ وانكسر؛ أي ظهر عليه التأثر والانكسار عندما سأله النبي ﷺ عن استعداده.
● ما أعددت لها: ما جهزت من الأعمال الصالحة لمواجهة ذلك اليوم العظيم.
● كبير: كثير (أي ليس لدي الكثير من هذه الأعمال).
2. شرح الحديث:
يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه عن موقف حصل مع النبي ﷺ، حيث كانا يخرجان من المسجد فقابلهما رجل عند باب المسجد. هذا الرجل سأل النبي ﷺ عن وقت قيام الساعة، وهو سؤال كان كثير من الناس يوجهونه للنبي ﷺ بدافع الفضول أو الخوف.
ولكن النبي ﷺ لم يجبه عن الوقت -مع أنه أعلم الناس بذلك- بل حوله إلى ما هو أهم، وهو الاستعداد لذلك اليوم، فقال له: «ما أعددت لها؟». وهذا من حكمة النبي ﷺ في التربية، حيث حول اهتمام السائل من curiosity (فضول معرفة الوقت) إلى العمل والاستعداد.
فانكسر الرجل وأظهر التواضع والانكسار بين يدي النبي ﷺ، معترفًا بأنه لم يعدّ الكثير من الصلاة أو الصيام أو الصدقة (أي أن عمله قليل مقارنة ببعض الصحابة)، ولكنه أعلن عن أصل الإيمان وجوهره، وهو محبة الله ورسوله ﷺ.
فبشره النبي ﷺ بأعظم بشرى فقال: «فأنت مع من أحببت». أي أنك يوم القيامة تحشر وتُجمع مع من أحببت في الدنيا، فمن أحب النبي ﷺ وأحب الصحابة والصالحين، فإنه يكون معهم في الجنة، ولو لم يبلغ عملهم.
3. الدروس المستفادة منه:
● الحث على الاستعداد ليوم القيامة: السؤال الحقيقي ليس "متى الساعة؟" بل "ماذا أعددت لها؟".
● محبة الله ورسوله أصل عظيم: محبة الله ورسوله ليست مجرد عاطفة، بل هي أساس الإيمان، وهي التي تدفع إلى الطاعة، وهي من أعظم أسباب النجاة.
● الانكسار بين يدي الله والاعتراف بالتقصير: من أسباب القبول أن يعترف العبد بتقصيره ويخضع لربه.
● الجزاء من جنس العمل: من أحب قومًا حشر معهم، وهذا من فضل الله تعالى ورحمته.
● التربية النبوية الحكيمة: النبي ﷺ كان يحول الأسئلة النظرية إلى عمل عملي مفيد.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، فهو حديث صحيح متفق عليه.
- المحبة هنا ليست مجرد دعوى، بل هي محبة تقتضي الاتباع والطاعة، كما قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}.
- هذا الحديث من الأحاديث التي تبشر بأن محبة الرسول ﷺ ومحبة الصحابة والصالحين من أسباب الفوز بالجنة والصحبة في الآخرة.
- يستفاد منه أيضًا أن الأعمال تتفاوت، ولكن محبة الله ورسوله تجبر نقص العمل وتكملها.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يحبونه ويحبون رسوله ويحبون المؤمنين، وأن يحشرنا في زمرتهم.
والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 140 من أصل 1112 حديثاً له شرح
- 115 المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا
- 116 من كظم غيظا وهو قادر دعاه الله على رؤوس الخلائق
- 117 المستشار مؤتمن
- 118 لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق
- 119 أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
- 120 لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من أهله وماله...
- 121 فضل المتحابين في الله يوم القيامة
- 122 المتحابون في الله وجبت لهم محبتي
- 123 الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرشه يوم لا ظل...
- 124 المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش
- 125 عبدٌ أحبَّ عبدًا لله إِلَّا أكرمه الله
- 126 ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب
- 127 قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي
- 128 أرواح المؤمنين تلتقي على مسيرة يوم
- 129 إن الروح لتلقى الروح
- 130 إذا أحب الله عبدًا وضَع له القبول في الأرض
- 131 إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره أنه يحبه
- 132 إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله ويخبره أنه يحبه...
- 133 إذا أحب الرجل الرجل فليخبره أنه أحبه
- 134 إني أحبك في الله
- 135 أعلم أخاك أنك تحبه لله
- 136 إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه
- 137 من أحب في الله أحبه الله
- 138 عبدي زار في وعلي قراه
- 139 عائد المريض في مخرفة الجنة
- 140 «فأنت مع من أحببت»
- 141 المرء مع من أحب
- 142 الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم؟
- 143 أنت مع من أحببت
- 144 رأيت أصحاب رسول الله ﷺ فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا...
- 145 الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها...
- 146 الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها...
- 147 كان بمكة امرأة مزاحة فنزلت على امرأة مثلها
- 148 أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما
- 149 من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه
- 150 من أسخط الله في رضا الناس سخط الله عليه
- 151 أوليائي يوم القيامة المتقون
- 152 البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك
- 153 البر ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب
- 154 الصلاة على وقتها أحب الأعمال إلى الله
- 155 بينما ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر
- 156 لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه
- 157 الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو...
- 158 من أحق الناس بحسن صحابتي
- 159 من أبر؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك
- 160 إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثلاثًا
- 161 ثلاثة تكلموا في المهد
- 162 صِلِي أُمَّكِ
- 163 من أدرك والديه عند الكبر ثم لم يدخل الجنة
- 164 من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار.
معلومات عن حديث: «فأنت مع من أحببت»
📜 حديث: «فأنت مع من أحببت»
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: «فأنت مع من أحببت»
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: «فأنت مع من أحببت»
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: «فأنت مع من أحببت»
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








