حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأرواح جنود مجندة

عن أبي هريرة، بحديث يرفعه، قال: «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

صحيح: رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٣٨: ١٦٠) عن زهير بن حرب، حَدَّثَنَا كثير بن هشام، حَدَّثَنَا جعفر بن برقان، حَدَّثَنَا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، بحديث يرفعه، قال: فذكره.

عن أبي هريرة، بحديث يرفعه، قال: «الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، ومسلم في صحيحه، وغيرهما من أصحاب السنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهو حديث جامع لمعاني عظيمة في طبيعة البشر واختلاف طبائعهم، وفي علاقات الأرواح وتآلفها.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● معادن: جمع معدن، وهو أصل الجبل الذي يستخرج منه الذهب والفضة وغيرهما من الجواهر. والمقصود هنا أن أصول الناس مختلفة في الخير والشر، كاختلاف المعادن في القيمة والجودة.
● خيارهم: أي أفضلهم وأكثرهم فضلاً وخيراً.
● فقهوا: أي فهموا الدين فهماً صحيحاً، وعملوا به.
● جنود مجندة: أي جماعات مختلفة متنوعة، خلقت على هيئات متعددة.
● تعارف: أي عرف بعضها بعضاً وتوافق في الطباع والأخلاق.
● تناكر: أي تنافر وتباين وتعارض في الطباع.

ثانياً. شرح الحديث:


يقسم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث إلى قسمين، كل منهما يحمل حكمة عظيمة:
القسم الأول: "الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا"
يشبّه النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالمعادن المختلفة في قيمتها وجودتها، فكما أن الذهب والفضة لهما قيمة عالية، بينما معادن أخرى أقل قيمة، فكذلك الناس؛ منهم الطيب والخبيث، والشريف والوضيع، والحليم والطائش.
ثم يبين صلى الله عليه وسلم أن من كان خيّراً في الجاهلية -أي قبل الإسلام- فإنه يكون خيّراً في الإسلام إذا فهم الدين حق الفهم وعمل به. وهذا يشير إلى أن الخيرية والفضيلة صفات متأصلة في الإنسان، فإذا أضيف إليها العلم الشرعي والعمل الصالح، ازدادت قوة ورسوخاً.
ويدل هذا أيضاً على أن الإسلام لا يمحو شخصية الإنسان بل يهذبها ويكملها، فمن كان كريماً في الجاهلية أصبح أكرم في الإسلام، ومن كان شجاعاً أصبح أشجع بإيمانه، وهكذا.
القسم الثاني: "والأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"
يشبه النبي صلى الله عليه وسلم الأرواح بالجنود التي خُلقت على هيئات مختلفة، فمنها ما يتعارف ويتآلف، ومنها ما يتنافر ويختلف.
والمعنى أن النفوس مجبولة على التوافق أو التنافر بحسب ما خلقت عليه، فالنفوس المتشابهة في الخير أو الشر تميل إلى بعضها، وتتآلف، بينما النفوس المتباينة تتنافر وتتباعد.
وهذا يفسر لماذا نجد أنفسنا نميل إلى بعض الناس من أول لقاء، وننفر من آخرين، دون سبب ظاهر؛ لأن ذلك متعلق بتجاذب الأرواح وتنافرها بحسب ما خلقت عليه.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- الاعتراف باختلاف الناس في الطباع والاستعدادات: فالناس ليسوا سواءً في الخير والشر، والفضل والضعف، وهذا من حكمة الله في خلقه.
2- أهمية الفقه في الدين: فالفقه هو الذي يهذب النفس ويكمل فضائلها، وبدونه قد تبقى الفضائل خامدة或不 تؤتي ثمارها.
3- التأكيد على أصالة الفضائل في النفوس: فالإسلام يقرّ أن الخير موجود في النفوس قبل الإسلام، ويأتي الإسلام ليكمله ويوجهه التوجيه الصحيح.
4- فهم طبيعة العلاقات الإنسانية: فالتآلف والتنافر بين الناس له أسبابه العميقة المتعلقة بطبيعة الأرواح، مما يدعو إلى التحلي بالصبر和理解 عند التعامل مع الآخرين.
5- الحث على مصاحبة الأخيار: فالنفوس الطيبة تجذب بعضها، لذا ينبغي للعاقل أن يختار صاحب الخير والفضيلة ليكونوا عوناً له على الخير.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في فهم الطبائع البشرية، وقد استشهد به العلماء في أبواب الأخلاق والصحبة والمعاشرة.
- وهو يدل على أن الإسلام يقدّر الكمالات الإنسانية wherever وُجدت، حتى في الجاهلية، ولكنه يربط كمالها بالعلم الشرعي والعمل الصالح.
- كما أن في الحديث تسلية للمسلم إذا لم يجد القبول من بعض الناس، فإن ذلك بسبب عدم التوافق في الطباع، وليس بالضرورة due to نقص في نفسه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في البر والصلة (٢٦٣٨: ١٦٠) عن زهير بن حرب، حَدَّثَنَا كثير بن هشام، حَدَّثَنَا جعفر بن برقان، حَدَّثَنَا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، بحديث يرفعه، قال: فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 145 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

  • 📜 حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب