حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الثالثة: خروج الدابة

عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: «تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريتُه من أحد المخطمين».

صحيح: رواه أحمد (٢٢٣٠٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ١٧٢)، والبغوي في الجعديات (٣٠٢٧)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٢٤) كلهم من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، عن أبي أمامة، فذكره.

عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: «تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريتُه من أحد المخطمين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أبي أمامة يرفعه إلى النبي ﷺ قال: «تخرج الدابة، فتسم الناس على خراطيمهم، ثم يغمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير، فيقول: ممن اشتريته؟ فيقول: اشتريتُه من أحد المخطمين».


1. شرح المفردات:


● يرفعه: أي يسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
● الدابة: هي دابة الأرض المذكورة في القرآن في سورة النمل: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل:82]. وهي من علامات الساعة الكبرى.
● تسم الناس: أي تضع عليهم سمةً أو علامة. والوسم: هو الكي أو العلامة التي توضع على الشيء لتمييزه.
● خراطيمهم: الخراطيم جمع خُرطوم، وهو الأنف، أو ما بين الأنف والشفة العليا.
● يغمرون فيكم: أي يكثرون ويمتزجون بين الناس، من الغمر وهو الامتزاج والكثرة.
● المخطمين: جمع مخطم، وهو الذي وُضِعَ على خرطومه علامة أو سمة.


2. شرح الحديث:


هذا الحديث يصف إحدى علامات الساعة الكبرى، وهي خروج دابة الأرض. وهذه الدابة تخرج في آخر الزمان، عندما يقع الفساد في الأرض، ويكثر الكفر والضلال، فتخرج علامةً من الله تعالى.
تقوم هذه الدابة بوسم الناس على وجوههم، وتحديداً على خراطيمهم (أنوفهم أو ما حولها)، بعلامة تميز بين المؤمن والكافر. فتُوسم الكفار بعلامة الظلمة والكفر، وتوسم المؤمنين بعلامة النور والإيمان.
ثم يكثر هؤلاء "المخطمون" – أي الذين وُسِموا بهذه العلامة – ويمتزجون بين الناس حتى يصبحوا ظاهرين ومعروفين. ويصل الأمر إلى أن يشتري رجل بعيراً، فيسأله البائع: ممن اشتريت هذا البعير؟ فيجيبه المشتري: اشتريته من أحد هؤلاء "المخطمين"، أي من أولئك الذين وُسِموا على وجوههم.
وهذا يدل على شيوعهم وكثرتهم، حتى يصبح التعامل معهم أمراً معتاداً، ومع ذلك تبقى علاماتهم ظاهرة لا تُخفى، فيعرفهم الناس بها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- الإيمان بالغيب: الحديث يذكرنا بضرورة الإيمان بالغيب، وبعلامات الساعة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها خروج دابة الأرض.
2- تمييز المؤمن من الكافر: هذه المعجزة تكون تمييزاً بين المؤمن والكافر، في زمن يختلط فيه الحق بالباطل، ويكثر فيه الفساد.
3- عظمة قدرة الله: خروج هذه الدابة وقيامها بهذا الفعل العجيب يدل على قدرة الله تعالى، وأنه على كل شيء قدير.
4- الاستعداد للآخرة: الحديث يحث المسلم على الاستعداد للقاء الله، والتأهب ليوم القيامة، فإن هذه العلامات تدل على قرب وقوعه.


4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، والحاكم في المستدرك، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.
- خروج الدابة من علامات الساعة الكبرى، والتي لا يأتي بعدها توبةٌ لمن لم يكن قد تاب من قبل، كما ذكر بعض العلماء.
- المقصود بـ "الخراطيم" في الحديث: هو موضع الوسم من الوجه، وهو ما بين الأنف والشفة، أو الأنف نفسه، والله أعلم.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٣٠٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ١٧٢)، والبغوي في الجعديات (٣٠٢٧)، وأبو نعيم في أخبار أصبهان (٢/ ١٢٤) كلهم من طرق عن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن عمر بن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف المزني، عن أبي أمامة، فذكره. وإسناده صحيح.
وعمر بن عبد الرحمن بن عطية روى عنه جمع منهم الإمام مالك، ووثّقه ابن المديني كما في سؤالات محمد بن عثمان بن أبي شيبة (١١٤)، وذكره ابن حبان في الثقات وهو من رجال التعجيل.
وأما ما روي عن أبي هريرة مرفوعا: «تخرج الدابة، ومعها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسى بن عمران عليهما السلام، فتجلو وجه المؤمن بالعصا، وتخطم أنف الكافر بالخاتم، حتى أن أهل الخوان ليجتمعون، فيقول: هذا يا مؤمن، ويقول: هذا يا كافر»
رواه الترمذيّ (٣١٨٧)، وابن ماجه (٤٠٦٦)، وأحمد (٧٩٣٧)، والحاكم (٤/ ٤٨٥) كلهم من
طرق عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، فذكره. واللفظ لابن ماجه.
وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
قال الأعظمي: في إسناده علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف عند جمهور أهل العلم، وأوس بن خالد هو: أوس بن أبي أوس الحجازي مجهول.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 364 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

  • 📜 حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب