ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نَقْبٌ إلا عليه الملائكة صافّين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفاتٍ، فيخرج اللَّهُ كل كافرٍ ومنافقٍ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل المدينة (١٨٨١)، ومسلم في الفتن (١٢٣: ٢٩٤٣) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثني أبو عمرو (يعني الأوزاعي)، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1881) ومسلم (رقم 2943)، وهو من الأحاديث التي تتحدث عن أحداث آخر الزمان وظهور المسيح الدجال، وهو من أعظم الفتن التي ستمر على البشرية.

أولاً. شرح المفردات:

● سيطؤه الدجال: (يطؤه) من الوطء، أي سيدخله ويجتازه ويحل به. أي أن الدجال سيدخل كل بلد تقريباً.
● نقابها: النقب (بفتح النون والقاف) جمعها نقاب، وهي الطرق والمسالك والمداخل.
● صافّين: أي مصطفين في صفوف متراصة لأداء مهمة الحراسة.
● ترجف: من الرجفة، وهي الزلزلة الشديدة والاضطراب.
● ثلاث رجفات: ثلاث زلازل متتالية.

ثانياً. شرح الحديث:

يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن أمر عظيم سيكون في آخر الزمان، وهو:
1- عمومية فتنة الدجال: أن الدجال سيدخل ويجتاح几乎 كل بلد على وجه الأرض، مما يدل على شدة فتنته وقوة سلطانه وكثرة أتباعه، وهي فتنة عظيمة يمتحن الله بها عباده.
2- حصانة مكة والمدينة: يستثني النبي صلى الله عليه وسلم مدينتي مكة والمدينة المنورة من دخول الدجال إليهما. فهما محفوظتان بحفظ الله تعالى، ولا يستطيع الدجال أن يدخلهما.
3- حراسة الملائكة: أن أسباب منع الدجال ليست مادية فحسب، بل هي غيبية بإذن الله. فالمداخل والطرق المؤدية إلى المدينة المنورة محروسة بواسطة ملائكة كرام يقفون فيها صفوفاً متراصة، يمنعون الدجال من دخولها. وهذا من تكريم الله لهاتين المدينتين المقدستين.
4- تطهير المدينة من المنافقين والكفار: ثم يخبر الحديث عن حدث مستقبلي، وهو أن المدينة المنورة ستهتز بثلاث هزات أرضية (زلازل) عظيمة، فيخرج الله على إثرها كل كافر ومنافق منها. فهي لا تقبل أن يبقى فيها من هو على غير الإسلام، أو من فيه نفاق وشرك، فتتطهر منهم تماماً. وهذا يدل على طهارة هذه الأرض وقداستها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عظمة فتنة الدجال: الحديث يوضح لنا خطورة فتنة الدجال، مما يحث المسلم على التعوذ بالله منها، وحسن الاستعداد لها بالإيمان والتقوى.
2- مكانة مكة والمدينة: فيه إظهار لمكانة المدينتين المقدستين عند الله تعالى، وأن لهما حرمة وخصوصية لا تعدلها أخرى. وهذا يوجب على المسلمين احترامهما وتقديرهما.
3- الإيمان بالغيب: الحديث يذكر أموراً غيبية، كوجود الملائكة وحراستهم، مما يعزز في المؤمن عقيدة الإيمان بالغيب.
4- انتصار الحق ونصرة الدين: خروج الكفار والمنافقين في النهاية يدل على أن العاقبة للمتقين، وأن الله سينصر دينه ويطهر أرضه من أهل الكفر والنفاق.
5- الاستعداد للآخرة: هذه الأحداث من أشراط الساعة، فتذكر المسلم بالاستعداد للقاء الله، والإكثار من العمل الصالح.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث صحيحة描述 فتنة الدجال وعلامات الساعة الكبرى.
- يستفاد منه أهمية لزوم المدينة المنورة والإقامة فيها للاحتماء من الفتن، كما ورد في أحاديث أخرى.
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على إيمانه، ويكثر من الدعاء بالثبات، خاصة في زمن الفتن.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في فضائل المدينة (١٨٨١)، ومسلم في الفتن (١٢٣: ٢٩٤٣) كلاهما من طريق الوليد بن مسلم، حدّثني أبو عمرو (يعني الأوزاعي)، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة، حدّثني أنس بن مالك، فذكره.
وزاد مسلم: «فينزل بالسبخة» وفي رواية أخرى عنده من وجه آخر: «فيأتي سبخة الجرف، فيضرب رواقه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

📜 حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية