حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ابن صياد

عن سالم بن عبد اللَّه أخبره، أن عبد اللَّه بن عمر أخبره: أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول اللَّه ﷺ في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللَّه ﷺ ظهره بيده، ثم قال رسول اللَّه ﷺ لابن صياد: «أتشهد أني رسول اللَّه؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول اللَّه ﷺ: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فرفضه رسول اللَّه ﷺ، وقال: «آمنت باللَّه وبرسله»، ثم قال له رسول اللَّه ﷺ: «ماذا ترى؟» قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «خلط عليك الأمر»، ثم قال له رسول اللَّه ﷺ: «إني قد خبأت لك خبيئا»، فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «اخسأ، فلن تعدو قدرك»، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول اللَّه أضرب عنقه، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله».
وقال سالم بن عبد اللَّه: سمعت عبد اللَّه بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك رسول اللَّه ﷺ، وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول اللَّه ﷺ النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه ابنُ صياد، فرآه رسول اللَّه ﷺ وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول اللَّه ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف! (وهو اسم ابن صياد) هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لو تركتْه بَيَّنَ».
قال سالم: قال عبد اللَّه بن عمر: فقام رسول اللَّه ﷺ في الناس، فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: «إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلَّموا أنه أعور، وأن اللَّه تبارك وتعالى ليس بأعور».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٥٤ - ١٣٥٥)، وفي الجهاد والسير (٣٠٥٥ - ٣٠٥٧، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٠ - ٢٩٣١) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، فذكره.

عن سالم بن عبد اللَّه أخبره، أن عبد اللَّه بن عمر أخبره: أن عمر بن الخطاب انطلق مع رسول اللَّه ﷺ في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم، فلم يشعر حتى ضرب رسول اللَّه ﷺ ظهره بيده، ثم قال رسول اللَّه ﷺ لابن صياد: «أتشهد أني رسول اللَّه؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك رسول الأميين، فقال ابن صياد لرسول اللَّه ﷺ: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فرفضه رسول اللَّه ﷺ، وقال: «آمنت باللَّه وبرسله»، ثم قال له رسول اللَّه ﷺ: «ماذا ترى؟» قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «خلط عليك الأمر»، ثم قال له رسول اللَّه ﷺ: «إني قد خبأت لك خبيئا»، فقال ابن صياد: هو الدخ، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «اخسأ، فلن تعدو قدرك»، فقال عمر بن الخطاب: ذرني يا رسول اللَّه أضرب عنقه، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله».
وقال سالم بن عبد اللَّه: سمعت عبد اللَّه بن عمر يقول: انطلق بعد ذلك رسول اللَّه ﷺ، وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول اللَّه ﷺ النخل، طفق يتقي بجذوع النخل، وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئًا قبل أن يراه ابنُ صياد، فرآه رسول اللَّه ﷺ وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها زمزمة، فرأت أم ابن صياد رسول اللَّه ﷺ وهو يتقي بجذوع النخل، فقالت لابن صياد: يا صاف! (وهو اسم ابن صياد) هذا محمد، فثار ابن صياد، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لو تركتْه بَيَّنَ».
قال سالم: قال عبد اللَّه بن عمر: فقام رسول اللَّه ﷺ في الناس، فأثنى على اللَّه بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: «إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلَّموا أنه أعور، وأن اللَّه ﵎ ليس بأعور».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم ورد في صحيح البخاري وغيره من كتب السنة، يتعلق بقصة ابن صياد الذي اشتبه أمره على بعض الصحابة، وظن بعضهم أنه الدجال، فكانت مواقف النبي ﷺ معه توضيحية وتعليمية للأمة.

أولاً. شرح المفردات:


● أطم بني مغالة: الأطم هو الحصن أو البناء المرتفع، وبني مغالة قبيلة من الأنصار.
● قارب الحلم: أي قرب من البلوغ.
● فلم يشعر: أي لم يَفطَن ابن صياد بمجيء النبي ﷺ.
● فرفضه: أي رده وأعرض عنه.
● يأتيني صادق وكاذب: أي يَرد عليه خبر صادق وآخر كاذب.
● خلط عليك الأمر: أي التبس عليك ولم يتبين.
● خبأت لك خبيئًا: أي أعددت لك شيئًا مختفيًا لأختبرك.
● الدخ: الدخان، وقيل: هو شيء يشبه الدخان.
● اخسأ: أي اذهب واسقط من عين الله.
● فلن تعدو قدرك: أي لن تتجاوز ما قدره الله لك.
● زمزمة: همهمة أو صوت خفي.
● يتقي بجذوع النخل: أي يختفي خلف جذوع النخل.
● لو تركته بين: أي لو لم تُنبهيه لظهر أمره.


ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي هذا الحديث قصة لقاء النبي ﷺ بابن صياد (وهو صبي يهودي كان مشهورًا ببعض الأمور الغريبة، فشك بعض الناس أنه الدجال)، وفي هذا اللقاء عدة مواقف:
1- اللقاء الأول: ذهب النبي ﷺ ومعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغيره من الصحابة إلى حيث كان ابن صياد يلعب مع الصبيان، فضربه النبي ﷺ على ظهره ليلفت انتباهه، ثم سأله: "أتشهد أني رسول الله؟" فأجاب ابن صياد: "أشهد أنك رسول الأميين"، وهي إجابة ناقصة لأنها لا تتضمن الإيمان الشخصي به، بل هي اعتراف بحقيقة معلومة. ثم سأل ابن صياد النبي ﷺ: "أتشهد أني رسول الله؟" فرد عليه النبي ﷺ بقوله: "آمنت بالله وبرسله"، أي أنا أؤمن بالله وبرسله جميعًا، ولا يمكن أن أصدقك في دعواك.
2- اختباره بسؤال الغيب: سأله النبي ﷺ: "ماذا ترى؟" أي ما الذي يظهر لك من الأمور الغيبية؟ فأجاب: "يأتيني صادق وكاذب"، فرد عليه النبي ﷺ: "خلط عليك الأمر"، أي أن ما يأتيك ليس وحياً صافياً، بل فيه لبس واختلاط.
3- اختباره بالخبيء: قال النبي ﷺ: "إني قد خبأت لك خبيئًا"، أي أعددت شيئًا مختفيًا لأختبرك به، فذكر ابن صياد كلمة "الدخ" (أي الدخان)، فرد عليه النبي ﷺ: "اخسأ، فلن تعدو قدرك"، أي لن تتجاوز ما قدره الله لك من الضعف والانكسار.
4- رغبة عمر في قتله: طلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه من النبي ﷺ أن يقتله، فقال النبي ﷺ: "إن يكنه (أي إن كان هو الدجال) فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله"، وهذا من حكمة النبي ﷺ حيث منع قتله لعدم الجزم بأنه الدجال.
5- اللقاء الثاني: ذهب النبي ﷺ وأبي بن كعب إلى النخل حيث كان ابن صياد، وكان النبي ﷺ يختفي خلف الجذوع ليسمع كلامه دون أن يشعر به، لكن أمه نبهته، فقام فاضطرب أمره، فقال النبي ﷺ: "لو تركته بين"، أي لو لم تنبهيه لظهر حقيقته.
6- تحذير النبي ﷺ من الدجال: ختم النبي ﷺ الحديث بتحذير الأمة من الدجال، وأكد أنه أعور، وأن الله ليس بأعور، فالله تعالى منزه عن النقائص.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- الحكمة في التعامل مع المشتبهات: النبي ﷺ لم يجزِم بأن ابن صياد هو الدجال، بل تركه حتى يتضح أمره، وهذا درس في عدم التسرع في الأحكام.
2- الاعتراف بالنبوة لا يعني الإيمان: اعتراف ابن صياد بأن النبي ﷺ رسول الأميين لم يكن إيمانًا، بل كان مجرد اعتراف بحقيقة، فالإيمان requires القبول والانقياد.
3- التحذير من الدجال: بيّن النبي ﷺ صفات الدجال لتحذير الأمة منه، وأكد أن الله منزه عن صفات النقص.
4- عدم الاستسلام للشبهات: حتى لو ظهرت على شخص علامات غريبة، فلا يجوز الحكم عليه بدون دليل قاطع.
5- التثبت في الأمور: قول النبي ﷺ: "إن يكنه فلن تسلط عليه، وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله" يدل على أهمية التثبت وعدم التسرع في القتل أو الإيذاء.


رابعًا. معلومات إضافية:


- ابن صياد هذا اختلف العلماء فيه: فبعضهم قال إنه الدجال، وبعضهم نفى ذلك، والأظهر أنه كان دجالاً صغيراً له بعض الخوارق، لكنه ليس الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان.
- الدجال الذي حذر منه النبي ﷺ هو رجل يخرج في آخر الزمان يدعي الألوهية، ويكون له فتنة عظيمة، وقد بين النبي ﷺ علاماته ليعرفه المؤمنون.
- قول النبي ﷺ: "إني لأنذركموه، ما من نبي إلا وقد أنذره قومه" يدل
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجنائز (١٣٥٤ - ١٣٥٥)، وفي الجهاد والسير (٣٠٥٥ - ٣٠٥٧، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٣٠ - ٢٩٣١) كلاهما من طريق الزهري، عن سالم، فذكره. والسياق لمسلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 352 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يقول لابن صياد: "أتشهد أني رسول الله؟"

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب