طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

عن أبي هريرة أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعون فذلك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [الأنعام: ١٥٨] ولتقومن الساعة، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة، وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٠٦) والسياق له، ومسلم في الإيمان مفرقا عقب الحديث (١٥٧)، وفي الفتن وأشراط الساعة (٢٩٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد عبد اللَّه بن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث: رواه الإمام البخاري (٦٥٠٦) ومسلم (١٥٧) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
شرح المفردات:
* تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا: أي تشرق من جهة الغرب، وهو أمر خارق للعادة يناقض النظام الكوني المعتاد.
* آمَنُوا أَجْمَعُونَ: أي آمن كل الناس حين يرون هذه الآية العظيمة.
* وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا: نشر الثوب: بسطه وفرشه للعرض.
* لَا يَتَبَايَعَانِهِ: لا يتمان بيعه (أي الصفقة).
* بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ: اللقحة: الناقة التي فيها لبن، أي قد حال بينه وبين شربه قيام الساعة.
* يَلِيطُ حَوْضَهُ: يطينه بالطين (اللبن) ليمنع تسرب الماء، أي هو مشغول بإصلاحه.
* رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ: الأكلة: اللقمة أو الطعام، أي قد رفع الطعام إلى فمه.
شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن علامة من أعظم علامات الساعة الكبرى، وهي طلوع الشمس من مغربها، ويبين ما يترتب على حدوثها وما يصاحب قيام الساعة من مفاجأة وسرعة.
1- طلوع الشمس من مغربها: هذه علامة كبرى مفاجئة، إذا ظهرت انغلق باب التوبة، ولم يقبل إيمان من كان لم يؤمن من قبل، كما جاء في الآية الكريمة التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم: ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾. فحين ير الناس هذه الآية الهائلة، يدركون حقيقة الأمر فيسارع الجميع إلى الإيمان، ولكن قد فات الأوان، فلا ينفع الندم.
2- سرعة قيام الساعة: يصور لنا النبي صلى الله عليه وسلم بشريحاته البليغة كيف تأتي الساعة بغتة والناس منشغلون بأمور دنياهم وحاجاتهم اليومية، فتأتي في لحظة يقطع فيها كل عمل:
* التاجر والبائع: يكونان في منتصف صفقة تجارية، قد بسطا البضاعة ولم يتبايعاها بعد، فتقوم الساعة فجأة.
* صاحب اللبن: يكون قد حلب ناقته وهم بشرب اللبن، فتأتي الساعة قبل أن يصل اللبن إلى فمه.
* صاحب الحوض: يكون مشغولاً بإصلاح حوض ماشيته وتسويته بالطين (اللِّيط) ليملأه بالماء، فتقع القيامة قبل أن يتمكن من سقاية ماشيته.
* الجائع: يكون قد رفع اللقمة إلى فمه ليأكلها، فلا يتمكن من إدخالها إلى فيه (فمه) due to the sudden onset of the Hour.
الدروس المستفادة:
1- عظم علامات الساعة: طلوع الشمس من مغربها من الأحداث الجسام التي تُغيّر نظام الكون، وهي دليل على قدرة الله المطلقة.
2- انغلاق باب التوبة: الحديث تحذير شديد من التسويف في التوبة والإيمان، فليس لأحد علم بوقت هذه العلامة، فإذا ظهرت لم يُقبل إيمان كافر ولا توبة عاصٍ.
3- الاستعداد الدائم للقاء الله: الساعة تأتي بغتة وعلى غرة، والإنسان في غفلة عنها. لذا يجب على المسلم أن يكون دائمًا على حالة من الاستعداد، عاملاً صالحًا، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾.
4- زهد في الدنيا: المشاهد التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم تبين أن الدنيا وما فيها من أموال وأطعمة ومشاريع ستنقطع فجأة ولن ينفع الإنسان فيها إلا عمله الصالح.
5- صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم: هذا من أخبار الغيب التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي دليل على صدقه.
خاتمة:
الحديث تحذير من الغفلة والتكاسل عن الطاعة، وحث على المسارعة إلى الخيرات والتوبة النصوح قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه ندم ولا يعود وقت لعمل. نسأل الله أن يوفقنا لطاعته ويرزقنا الاستعداد ليوم لقائه.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الرقاق (٦٥٠٦) والسياق له، ومسلم في الإيمان مفرقا عقب الحديث (١٥٧)، وفي الفتن وأشراط الساعة (٢٩٥٤) كلاهما من طريق أبي الزناد عبد اللَّه بن ذكوان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 366 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

📜 حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلوع الشمس من مغربها من علامات الساعة الكبرى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية