تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد -أراه رفعه- قال: «تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة، فبينا هم قعود إذ رنت الأرض، فبيناهم كذلك إذ تصدعت».
قال ابن عيينة: تخرج حين يسري الإمام من جمعٍ، وإنما جعل سابق الحاج ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (١٦٥٧) عن أحمد (هو ابن النضر العسكري) قال: حدّثنا حمزة بن سعيد المروزي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن أبي الطفيل، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث المذكور وفق الكتب المعتمدة لدى أهل السنة والجماعة:

الحديث بلفظه كاملًا:

عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد -أراه رفعه- قال: «تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة، فبينا هم قعود إذ رنت الأرض، فبيناهم كذلك إذ تصدعت». قال ابن عيينة: تخرج حين يسري الإمام من جمعٍ، وإنما جعل سابق الحاج ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج.

1. شرح المفردات:

● الدابة: هي إحدى علامات الساعة الكبرى، وهي دابة عظيمة تخرج في آخر الزمان تكلم الناس وتفرق بين المؤمن والكافر.
● أعظم المساجد حرمة: المقصود به المسجد الحرام في مكة المكرمة، وهو أعظم البقاع حرمةً.
● رنت الأرض: أي صوتت وصدر منها صوت شديد.
● تصدعت: أي انشقت وانفرجت.
● يسري الإمام من جمع: أي حين يدفع إمام الحجاج من مزدلفة (والتي تسمى أيضًا "جمع") متجهًا إلى منى.
● سابق الحاج: هو أول حاج يصل إلى منى أو إلى المشاعر.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يذكر خروج دابة الأرض كإحدى علامات الساعة الكبرى، وقد رواه أبو الطفيل عن حذيفة بن أسيد، وهو حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما أشار الراوي.
المعنى الإجمالي:
تخرج الدابة من مكان عظيم الحرمة، وهو المسجد الحرام في مكة. ويصف الحديث المشهد بأن الناس يكونون جالسين، فتفاجئهم الأرض بصوت عالٍ (رنت)، ثم تنشق الأرض فجأة وتخرج منها الدابة.
وأضاف ابن عيينة (وهو الإمام سفيان بن عيينة) توضيحًا مهمًا: أن خروج الدابة يكون في وقت محدد، وهو حين يدفع إمام الحجاج من مزدلفة (جمع) في آخر أيام الحج. وقوله: "وإنما جعل سابق الحاج ليخبر الناس أن الدابة لم تخرج" يعني أن وجود "سابق الحاج" (أي أول من يصل من الحجاج) هو علامة على أن الدابة لم تخرج بعد؛ لأنه لو خرجت لشغلت الناس عن الحج وأهلكت الكفار.

3. الدروس المستفادة منه:

1- الإيمان بعلامات الساعة: الحديث يؤكد على وجوب الإيمان بعلامات الساعة الكبرى، ومنها خروج دابة الأرض، كما جاء في القرآن: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: 82].
2- عظمة مكانة المسجد الحرام: خروج الدابة من أعظم المساجد يدل على شرف مكة وحرمتها، وأنها مركز الأحداث العظيمة في آخر الزمان.
3- التوقيت الإلهي المحكم: خروج الدابة مرتبط بوقت محدد (حين يسري الإمام من جمع)، مما يدل على دقة تقدير الله تعالى للأحداث.
4- الاهتمام بأمر الآخرة: الحديث يذكرنا بقرب القيامة وحتمية وقوعها، فيجب الاستعداد بالعمل الصالح.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● مصدر الحديث: رواه الطبراني في "المعجم الكبير" وقال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح"، وهو حسن في "السلسلة الصحيحة".
● الدابة في القرآن والسنة: ذكرت الدابة في سورة النمل، وفي أحاديث صحيحة أخرى تشرح صفتها ودورها في تمييز المؤمن من الكافر.
● علامات الساعة الكبرى: الدابة هي العلامة الثالثة بعد طلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى عليه السلام، كما في بعض الروايات.
● المراد بـ "سابق الحاج": هو أول من يصل إلى منى ليرمي الجمرات، وكان العرب يهتمون بذلك ويتفاخرون به.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يبلغنا ليلة القدر، وأن يجعلنا من المهتدين المستعدين للقائه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (١٦٥٧) عن أحمد (هو ابن النضر العسكري) قال: حدّثنا حمزة بن سعيد المروزي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن عبد اللَّه بن عبيد بن عمير، عن أبي الطفيل، فذكره.
وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا سفيان، تفرد به حمزة بن سعيد».
وإسناده حسن من أجل حمزة بن سعيد المروزي فإنه حسن الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٧): «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات».
اختلف أهل العلم في مكان خروج هذه الدابة فأصح ما ورد فيه أنها تخرج من مكة، وعليه تدل الأحاديث والآثار.
وأما وصف هذه الدابة وكيفيتها وهيئتها فالصحيح أنه لا يعلمها أحدٌ إلا اللَّه سبحانه وتعالى لأنه لم يردْ في النصوص الصّحيحة ذكر أوصافها.
والأخبار الواردة في بيان وَصْفها وهيئتها كلها ظنٌّ وتخمينٌ، وإنْ كان نُسِبَ بعضها إلى الصحابة إلا أنها لا تصح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 365 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

📜 حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تخرج الدابة من أعظم المساجد حرمة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية