طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

عن عبد اللَّه بن عمرو قال: حفظت من رسول اللَّه ﷺ حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما ما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها قريبا»

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٩٤١: ١١٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن بشر، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

1. شرح المفردات:

● الآيات: هنا يقصد بها العلامات الكبرى ليوم القيامة.
● طلوع الشمس من مغربها: أي خروجها من جهة الغرب بدلاً من الشرق، وهي معجزة عظيمة.
● الدابة: دابة الأرض التي تخرج في آخر الزمان، تكلم الناس وتفرق بين المؤمن والكافر.
● ضحى: وقت الضحى، أي بعد شروق الشمس وقبل الظهر.
● صاحبتها: المراد بها الأخرى من العلامتين (طلوع الشمس من مغربها أو خروج الدابة).

2. شرح الحديث:

يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث عن أول العلامات الكبرى للقيامة خروجاً، وهي علامتان عظيمتان:
- طلوع الشمس من مغربها.
- خروج الدابة.
ويبين ﷺ أن هاتين العلامتين متقاربتان في الزمن، فإذا ظهرت إحداهما، فإن الأخرى تتبعها مباشرةً وبسرعة.
والحديث يشير إلى أن هاتين العلامتين هما أول الآيات الكبرى ظهوراً، وقد جاء في أحاديث أخرى أن الدخان أيضاً من العلامات الكبرى، ولكن هذا لا ينافي الحديث؛ لأن الترتيب في خروج العلامات الكبرى قد يكون مختلفاً في بعض الروايات، وقد يكون المقصود أوليات نسبية أو في سياق معين.

3. الدروس المستفادة:

1- الإيمان بالغيب: الحديث يذكر أحداثاً غيبية يجب على المسلم أن يؤمن بها كما جاءت.
2- قرب القيامة: تقارب هذه العلامات يدل على أن الساعة قد قربت، ويجب الاستعداد لها.
3- عظمة قدرة الله: طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة آيتان عظيمتان تدلان على قدرة الله المطلقة.
4- الحث على التوبة: إذا طلعت الشمس من مغربها، فإن التوبة لا تقبل، كما جاء في الأحاديث، فيجب المسارعة إلى التوبة قبل فوات الأوان.

4. معلومات إضافية:

- جاء في صحيح مسلم أيضاً: «لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِها، فإذا طَلَعَتْ فَرَآها النَّاسُ آمَنُوا أجْمَعُونَ، فَذلكَ حِينَ لا يَنْفَعُ نَفْسًا إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ».
- الدابة تخرج من الأرض، وتكلم الناس، وتجعل على المؤمن علامة، وعلى الكافر علامة، كما جاء في القرآن: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل:82].
- العلماء اختلفوا في أول الآيات خروجاً، ولكن هذا الحديث صريح في أن هاتين العلامتين هما أول الآيات الكبرى.

أسأل الله أن يجعلنا من المتعظين بهذه الآيات، المسارعين إلى الخيرات، المستعدين ليوم المعاد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٩٤١: ١١٨) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا محمد بن بشر، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن عبد اللَّه بن عمرو، فذكره.
ورواه أيضًا عن محمد بن عبد اللَّه بن نمير، حدّثنا أبي، حدّثنا أبو حيان، عن أبي زرعة قال: جلس إلى مروان بن الحكم بالمدينة ثلاثة نفر من المسلمين فسمعوه وهو يحدث عن الآيات أن أولها خروجًا الدجالُ، فقال عبد اللَّه بن عمرو: لم يقل مروان شيئًا قد حفظت من رسول اللَّه ﷺ حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: فذكر بمثله.
ورواه أحمد (٦٨٨١) عن إسماعيل بن إبراهيم -يعني ابن علية- عن أبي حيان مثله، وزاد: قال عبد اللَّه -وكان يقرأ الكتب- وأظن: أولاها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا للَّه أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل، أتت تحت العرش فسجدت فاستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء، ثم تستأذن فلا يرد عليها شيء، حتى إذا ذهب من الليل ما شاء اللَّه أن يذهب، وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق! من لي بالناس؟ حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها: من مكانك فاطلعي، فطلعت على الناس من مغربها، ثم تلا عبد اللَّه هذه الآية: ﴿يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا﴾ [الأنعام: ١٥٨]
ورواه أبو داود (٤٣١٠) من طريق إسماعيل (وهو ابن علية) عن أبي حيان به مثله، واقتصر على قول عبد اللَّه -وكان يقرأ الكتب-: وأظن أولهما خروجًا طلوع الشمس من مغربها.
قوله: «أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها» يعني أنها أول الآيات حسب وقوع الخلل في كوكب الأرض والسماوات ومن فيهن من النجوم والسيارات، واختلال نظامها، وإلا فخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وخروج الدابة وغيرها من الآيات تكون قبل طلوع الشمس من مغربها. واللَّه أعلم بالصواب.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 369 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

📜 حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: طلوع الشمس من مغربها أولى علامات الساعة الكبرى

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية