حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الخامسة: نزول عيسى ابن مريم

عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول اللَّه ﷺ وأنا أبكي فقال لي: «ما يبكيك؟»، قلت: يا رسول اللَّه، ذكرت الدّجال فبكيت، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يخرج الدّجال، وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي، فإن ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشّام مدينة بفلسطين بباب لُدّ».
وقال أبو داود (الطيالسي) مرة: «حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى عليه السلام فيقتله، ثم يمكث عيسى عليه السلام في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا».

حسن: رواه أحمد (٢٤٤٦٧) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ بن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.

عن عائشة قالت: دخل عليَّ رسول اللَّه ﷺ وأنا أبكي فقال لي: «ما يبكيك؟»، قلت: يا رسول اللَّه، ذكرت الدّجال فبكيت، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يخرج الدّجال، وأنا حي كفيتكموه، وإن يخرج بعدي، فإن ربّكم ليس بأعور، إنّه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كلّ نقب منها ملكان، فيخرج إليه شرار أهلها حتى الشّام مدينة بفلسطين بباب لُدّ».
وقال أبو داود (الطيالسي) مرة: «حتى يأتي فلسطين باب لُدَّ، فينزل عيسى ﵇ فيقتله، ثم يمكث عيسى ﵇ في الأرض أربعين سنة إمامًا عدْلًا وحكمًا مقْسطًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم الذي روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يروي لنا موقفاً مؤثراً ويحتوي على عقيدة مهمة تتعلق بعلامات الساعة الكبرى، وهي قصة خروج المسيح الدجال.

أولاً. تخريج الحديث ومصادره:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، والإمام الطيالسي في مسنده، وغيرهم. وهو حديث صحيح بشواهده ومجموع طرقه.


ثانياً. شرح مفردات الحديث:


● الدّجال: هو أعظم فتنة على وجه الأرض حتى قيام الساعة، رجل كذاب يدعي الألوهية، وهو ممسوح العين اليمنى (أعور)، وكلمة "دجال" من الدجل والكذب والتلبيس.
● كفيتكموه: أي كفيتكم شره، وأحميكم منه، وأتولى أمر القضاء عليه.
● ليس بأعور: صفة نفى لها رسول الله ﷺ عن الله تعالى، فالله منزه عن النقائص، بخلاف الدجال الأعور.
● يهودية أصبهان: منطقة "أصبهان" في إيران، وكان فيها حي لليهود، وهو الموطن الذي يخرج منه الدجال أو يكون منطلقاً له.
● نقب: الثغرة أو الباب أو المدخل.
● شرار أهلها: هم المنافقون وضعاف الإيمان الذين يتبعون الدجال.
● باب لُدّ: "لد" هي بلدة قديمة قرب القدس في فلسطين، وهي المكان الذي ينزل فيه عيسى ابن مريم عليه السلام ليقتل الدجال.


ثالثاً. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بموقف إنساني عميق، حيث يدخل النبي ﷺ على زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تبكي. فيسألها بلطف وحنان: «ما يبكيك؟»، فتكشف له عن سبب خوفها وبكائها، وهو تذكرها للدجال وفتنته العظيمة.
فيهدئ رسول الله ﷺ من روعها ويطمئنها بجملة من الحقائق الغيبية المهمة:
1- الطمأنينة بحماية النبي ﷺ: يخبرها أنه لو خرج الدجال وهو ﷺ still حيًا، لكان هو الكفيل بحماية الأمة والقضاء على الدجال بنفسه. وهذا يدل على عظم مكانة النبي ﷺ وأنه حصن للأمة.
2- الطمأنينة بحماية الله تعالى: ثم يخبرها بال scenario الأرجح، وهو أن الدجال سيخرج بعد وفاته ﷺ. هنا يوجهها إلى حقيقة عقدية كبرى، وهي أن الله تعالى منزه عن النقائص، وصفة "العور" من صفات الدجال الكذاب، فالله ﷻ ليس بأعور، بل هو الكامل الذي لا يعوزه شيء. هذه الجملة وحدها تزرع في القلب اليقين وتقوي الإيمان في مواجهة أي فتنة.
3- أصل الدجال ومصدره: يبين النبي ﷺ أن الدجال يخرج من جهة اليهود في "أصبهان"، مما يؤكد حقيقة أن هذه الفتنة لها جذور وأتباع.
4- حماية المدينة المنورة: يصف النبي ﷺ أن الدجال سيحاول دخول المدينة المنورة (طيبة)، ولكن الله تعالى قد حمّاها بأن جعل على كل باب من أبوابها السبع ملكين يحرسانها من دخوله. فلا يستطيع دخولها. وهذا من فضائل المدينة النبوية.
5- خروج المنافقين إليه: مع هذه الحماية الإلهية، فإن الذين في قلوبهم نفاق وضعف إيمان من أهل المدينة سيخرجون من المدينة ليلحقوا بالدجال، وهذا من علامات فتنته أنه يفتن حتى بعض من في قلوبهم مرض.
6- مكان هزيمته وقتله: يحدد النبي ﷺ النهاية الحتمية للدجال، وهي أنه سيُتّبع حتى يأتي منطقة "باب لُدّ" في فلسطين. وهناك ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء بأمر الله، فيلحق بالدجال ويقتله بحربة في يده. وهذا جزء من الحديث الذي ذكره أبو داود والطيالسي، وهو متواتر في الأحاديث الصحيحة.
ثم يختم الحديث بذكر ما بعد هذه الواقعة العظيمة، وهي مكث عيسى عليه السلام في الأرض بعد قتله للدجال أربعين سنة، يحكم فيها بشريعة الإسلام، ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويكون إماماً عادلاً للمسلمين.


رابعاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- عظم فتنة الدجال: الحديث يبين أن مجرد ذكر الدجال كان يبكي أم المؤمنين عائشة، مما يدل على هول وعظم هذه الفتنة، ويوجب على المسلم الاستعاذة بالله منها في كل صلاة.
2- اليقين بالله وحماية النبي ﷺ: الطمأنينة مصدرها الإيمان بالله وبنصرة رسوله ﷺ، فالأمة محفوظة بسنته وشرعه.
3- تنزيه الله عن النقائص: في الحديث تأكيد على عقيدة التنزيه، وأن الله لا يشبه خلقه، ورد على المشبهة.
4- فضل المدينة المنورة: الحديث من أعظم الأدلة على فضل المدينة وأنها محمية من الدجال والطاعون بإذن الله.
5- علامة من علامات الساعة: خروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام وقتله له من أشراط الساعة الكبرى التي يجب الإيمان بها.
6- العاقبة للمتقين: النهاية دائماً للحق وأهله، والباطل إلى زوال، وإن علا وتجبر لفترة.
7- الحث على الثبات على الدين: الحديث يحث المسلم على تثبيت إيمانه وتعريفه بفتن آخر الزمان حتى يكون مستعداً لها.


خامساً:

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٤٤٦٧) عن سليمان بن داود، قال: حدّثنا حرب بن شدّاد، عن يحيى بن أبي كثير، حدّثني الحضْرميّ بن لاحق، أنّ ذكوان أبا صالح أخبره، أنّ عائشة أخبرته، فذكرتْه.
وإسناده حسن من أجل الحضرمي بن لاحق فإنه حسن الحديث.
وقد صحّحه ابن حبان (٦٨٢٢) فرواه من طريقه بمثله.
والكلام عليه مبسوط في كتاب الإيمان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 374 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

  • 📜 حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: دخل النبي وأنا أبكي فذكرت الدجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب