حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الرابعة: طلوع الشمس من المغرب

عن أبي ذر، أنّ النّبيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهبُ هذه الشّمسُ؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «إنّ هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرِّها تحت العرش. فتخرُّ ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ، فتصبحُ طالعةً من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرُّ ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ، فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري لا يستنكرُ النّاسُ منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرِّها ذاك تحت العرش. فيقال لها: ارْتفعي، أصبحي طالعةً من مغربك، فتصبحُ طالعةً من مغربها». فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [سورة الأنعام: ١٥٨]».

متفق عليه: رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣١٩٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من حديث إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ مختصر.

عن أبي ذر، أنّ النّبيّ ﷺ قال يومًا: «أتدرون أين تذهبُ هذه الشّمسُ؟» قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: «إنّ هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرِّها تحت العرش. فتخرُّ ساجدةً، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ، فتصبحُ طالعةً من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخرُّ ساجدةً، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارْتفعي، ارْجعي من حيثُ جئتِ، فترجعُ، فتصبح طالعةً من مطلعها، ثم تجري لا يستنكرُ النّاسُ منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرِّها ذاك تحت العرش. فيقال لها: ارْتفعي، أصبحي طالعةً من مغربك، فتصبحُ طالعةً من مغربها». فقال رسول اللَّه ﷺ: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين ﴿لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ﴾ [سورة الأنعام: ١٥٨]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه الذي سألت عنه من الأحاديث العظيمة التي تتناول آية من آيات الله الكونية العظيمة، وهي الشمس، وبيان عظم خلق الله تعالى وإبداعه في تسيير هذا الكون، وسأشرحه لك جزءًا جزءًا إن شاء الله تعالى.
### أولاً. نص الحديث
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومًا: «أتدرون أين تذهب هذه الشمس؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، فلا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش، فتخر ساجدة، ولا تزال كذلك حتى يقال لها: ارتفعي، ارجعي من حيث جئت، فترجع، فتصبح طالعة من مطلعها، ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئًا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش، فيقال لها: ارتفعي، أصبحي طالعة من مغربك، فتصبح طالعة من مغربها». فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتدرون متى ذاكم؟ ذاك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ}».

ثانيًا. شرح المفردات:


● تجرِي: تسير في فلكها بحسب تقدير الله تعالى.
● مستقرها: مكان استقرارها ونهايتها اليومية تحت عرش الله تعالى.
● تخر ساجدة: تخضع وتذل لله تعالى خضوعًا يعبر عنه بالسجود، وهو سجود عبادة وخضوع لا سجود تكريم كسجود الملائكة لآدم.
● لا يستنكر الناس منها شيئًا: أي يعتادون على طلوعها من المشرق ولا ينكرون ذلك.
● من مغربك: أي من جهة الغرب.
● حين لا ينفع نفسًا إيمانها: الوقت الذي لا يقبل فيه الإيمان من الكفار.

ثالثًا. شرح الحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حقيقة كونية عظيمة، وهي أن الشمس تجري في فلكها كل يوم بحسب تقدير الله تعالى، وتنتهي مسيرتها اليومية تحت عرش الرحمن، فتسجد لله تعالى سجود عبادة وخضوع، وتظل على ذلك حتى يأذن الله لها بالعودة إلى مطلعها، فترجع فَتَطْلُعُ من المشرق كما هي عادتها.
وهذا الأمر يتكرر كل يوم حتى يأتي وقتٌ قدَّره الله تعالى، وهو قرب قيام الساعة، فحينئذٍ تأمرها الملائكة بأمر الله أن تطلع من مغربها، وعندها تُغْلَقُ أبواب التوبة، ولا يقبل إيمان من لم يكن آمن من قبل.
وهذا الحديث يوافق قوله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [يس: 38]، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158].

رابعًا. الدروس المستفادة:


1- عظمة خلق الله تعالى: في هذا الحديث بيان لعظمة الله تعالى وقدرته في تسيير الكواكب والنجوم، وأنها تسير بأمره وتخضع لعبادته.
2- إثبات صفة العرش: الحديث يثبت أن لله عرشًا عظيمًا هو أعظم المخلوقات، وأن الشمس تجري وتنتهي تحت هذا العرش.
3- السجود لله تعالى: الشمس تسجد لله تعالى سجود عبادة وخضوع، وهذا يدل على أن كل المخلوقات تسبح بحمد ربها وتخضع له.
4- الإيمان بالغيب: الحديث يدعونا إلى الإيمان بالغيب الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم، كطلوع الشمس من المغرب.
5- التأكيد على أهمية التوبة قبل فوات الأوان: طلوع الشمس من المغرب من علامات الساعة الكبرى، وعندها لا تقبل توبة، فيجب على المسلم أن يبادر بالتوبة قبل أن يأتي هذا اليوم.
6- التنبيه على قرب القيامة: الحديث يذكر أحداثًا تقع قبل القيامة، مما يذكر المسلم بالاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح.

خامسًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام مسلم في صحيحه.
- طلوع الشمس من المغرب هو من العلامات الكبرى ليوم القيامة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وعندها يُغْلَق باب التوبة.
- العلماء يقولون: إن سجود الشمس وغيرها من المخلوقات هو سجود عبادة وخضوع لله تعالى، لكنه لا يماثل سجود البشر، بل هو سجود يليق بها كما أمرها الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه، وأن يحسن خاتمتنا جميعًا. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في بدء الخلق (٣١٩٩)، ومسلم في الإيمان (١٥٩) كلاهما من حديث إبراهيم بن يزيد التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، فذكره، واللفظ لمسلم، ولفظ البخاريّ مختصر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 368 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

  • 📜 حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: جريان الشمس وسجودها تحت العرش

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب