حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الخامسة: نزول عيسى ابن مريم

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابنُ مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حمتى لا يقبله أحدٌ حتى تكون السّجدة الواحدة خير من الدّنيا وما فيها». ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتُم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ١٥٩].

متفق عليه: رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).

عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابنُ مريم حكمًا عدلًا، فيكسر الصّليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المالُ حمتى لا يقبله أحدٌ حتى تكون السّجدة الواحدة خير من الدّنيا وما فيها». ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتُم: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾ [سورة النساء: ١٥٩].

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نسمع ونعلم.
هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، يتناول علامة من أشراط الساعة الكبرى، وهي نزول عيسى ابن مريم عليه السلام في آخر الزمان. وإليك الشرح المفصل له:

أولاً. شرح المفردات:


● "ليوشكنَّ": من الوشك، أي يقترب وي speed.
● "ابن مريم": هو عيسى عليه السلام، ابن السيدة مريم البتول.
● "حكمًا عدلًا": حاكماً عادلاً، يقيم شرع الله ولا يحيد عنه.
● "يكسر الصليب": يحطم رمز الشرك والضلال عند النصارى.
● "يقتل الخنزير": يحرّم تربية الخنزير وأكله، وينهى عن ذلك.
● "يضع الجزية": يرفعها ولا يقبلها من أحد؛ لأنه لا يقبل من الناس إلا الإسلام.
● "يفيض المال": يكثر المال حتى يعم الخير والرخاء.
● "حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها": يعني أن قيمة العبادة والقرب من الله ستكون أغلى عند الناس من كل متاع الدنيا.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بحقيقة مؤكدة، يقسم عليها بنفسه المقدسة (والذي نفسي بيده) ليدل على عظمتها ويقينها، وهي أن عيسى عليه السلام سينزل في آخر الزمان على هذه الأمة، فيكون حاكماً عادلاً بالإسلام، وسيُظهر دين الله ويُبطِل الباطل، فيكسر الصليب الذي يعبده النصارى، ويقتل الخنزير الذي يستحلونه، ويضع الجزية فلا يقبل من أهل الكتاب إلا الإسلام، لأن الدين كله سيكون لله.
وسيكثر المال حتى يفيض، ولا يبقى من يأخذه؛ لأن الناس سيكونون في غنىً ورغدٍ من العيش، ولكن الأعظم من ذلك أن قيمة العبادة والقرب من الله سترتفع جداً في قلوب المؤمنين، حتى إن سجدة واحدة لله ستصير أعظم عندهم من الدنيا كلها بما فيها.
ثم يستشهد أبو هريرة رضي الله عنه بالآية الكريمة: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾، أي أن كل أهل الكتاب س يؤمنون بعيسى عليه السلام قبل موته (أي قبل موت عيسى أو قبل موت كل فرد منهم، على خلاف بين المفسرين)، ويكون شهيداً عليهم يوم القيامة.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- الإيمان بالغيب: الحديث يؤكد على ضرورة الإيمان بالغيب وما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة.
2- انتصار الإسلام: نزول عيسى عليه السلام ودخول الناس في دين الله أفواجاً يدل على أن الإسلام هو الدين الحق الذي سيعم الكرة الأرضية.
3- العدل والقسط: سيكون حكم عيسى عليه السلام بالعدل، وهذا تذكير للمسلمين بأن يكونوا عادلين في كل أحوالهم.
4- تقدير العبادة: الحديث يذكرنا بقيمة العبادة والقرب من الله، وأنها يجب أن تكون أغلى عندنا من الدنيا وما فيها.
5- البشارة للمؤمنين: الحديث فيه بشارة عظيمة للمؤمنين بنصر الله ودينه.

رابعاً. معلومات إضافية:


- نزول عيسى عليه السلام من أشراط الساعة الكبرى التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
- سينزل عند المنارة البيضاء في دمشق، ويحج البيت، ويصلي خلف الإمام المهدي.
- يكون نزوله في وقت يكثر فيه اليهود، فيقتلهم الله على يديه.
- يؤكد الحديث أن عيسى عليه السلام عبد الله ورسوله، وليس ابن الله كما تزعم النصارى.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يوفقنا لعبادته حق عبادته، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٤٨)، ومسلم في الإيمان (١٥٥) كلاهما من حديث يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن شهاب، أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة يقول (فذكره).
وقوله تعالى: ﴿قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ الضّمير يعود إلى عيسى عليه السلام هذا هو الصّحيح، وهو مروي عن ابن عباس، وأبي هريرة، وغيرهما.
ومن قال: الضّمير يعود إلى أهل الكتاب فقد أوّل تأويلًا بعيدًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 372 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

  • 📜 حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب