حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في ابن صياد

عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه، طالعة ناتئة، فأشفق رسول اللَّه ﷺ أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد اللَّه، هذا أبو القاسم قد جاء، فاخرج إليه، فخرج
من القطيفة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه، لو تركتْه لبيّن» ثم قال: «يا ابن صائد، ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال: فلبس عليه، فقال: «أتشهد أني رسول اللَّه؟» فقال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه: «آمنت باللَّه، ورسله»، ثم خرج، وتركه.
ثم أتاه مرة أخرى، فوجده في نخل له يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد اللَّه هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه، لو تركته لبيّنَ»، قال: فكان رسول اللَّه ﷺ يطمع أن يسمع من كلامه شيئًا، فيعلم هو هو أم لا؟ قال: «يا ابن صائد ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال: «أتشهد أني رسول اللَّه؟» قال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمنت باللَّه ورسوله»، فلبس عليه، ثم خرج فتركه.
ثم جاء في الثالثة أو الرابعة، ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب في نفر من المهاجرين والأنصار، وأنا معه، قال: فبادر رسول اللَّه ﷺ بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئًا، فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد اللَّه هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه لو تركته لبيّنَ»، فقال: «يا ابن صائد ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء، قال: «أتشهد أني رسول اللَّه»، قال: أتشهد أنت أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمنت باللَّه ورسله»، فلبس عليه، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «يا ابن صائد، إنا قد خبأنا لك خبيئا، فما هو؟» قال: الدخ الدخ، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «اخسأ اخسأ»، فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فأقتله يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم ﷺ، وإن لا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد»، قال: فلم يزل رسول اللَّه ﷺ مشفقا أنه الدجال.

حسن: رواه أحمد (١٤٩٥٥) عن محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: إن امرأة من اليهود بالمدينة ولدت غلاما ممسوحة عينه، طالعة ناتئة، فأشفق رسول اللَّه ﷺ أن يكون الدجال، فوجده تحت قطيفة يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد اللَّه، هذا أبو القاسم قد جاء، فاخرج إليه، فخرج
من القطيفة، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه، لو تركتْه لبيّن» ثم قال: «يا ابن صائد، ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال: فلبس عليه، فقال: «أتشهد أني رسول اللَّه؟» فقال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه: «آمنت باللَّه، ورسله»، ثم خرج، وتركه.
ثم أتاه مرة أخرى، فوجده في نخل له يهمهم، فآذنته أمه، فقالت: يا عبد اللَّه هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه، لو تركته لبيّنَ»، قال: فكان رسول اللَّه ﷺ يطمع أن يسمع من كلامه شيئًا، فيعلم هو هو أم لا؟ قال: «يا ابن صائد ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا، وأرى عرشا على الماء، قال: «أتشهد أني رسول اللَّه؟» قال هو: أتشهد أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمنت باللَّه ورسوله»، فلبس عليه، ثم خرج فتركه.
ثم جاء في الثالثة أو الرابعة، ومعه أبو بكر وعمر بن الخطاب في نفر من المهاجرين والأنصار، وأنا معه، قال: فبادر رسول اللَّه ﷺ بين أيدينا ورجا أن يسمع من كلامه شيئًا، فسبقته أمه إليه، فقالت: يا عبد اللَّه هذا أبو القاسم قد جاء، فقال رسول اللَّه ﷺ: «ما لها قاتلها اللَّه لو تركته لبيّنَ»، فقال: «يا ابن صائد ما ترى؟» قال: أرى حقا وأرى باطلا وأرى عرشا على الماء، قال: «أتشهد أني رسول اللَّه»، قال: أتشهد أنت أني رسول اللَّه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «آمنت باللَّه ورسله»، فلبس عليه، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «يا ابن صائد، إنا قد خبأنا لك خبيئا، فما هو؟» قال: الدخ الدخ، فقال له رسول اللَّه ﷺ: «اخسأ اخسأ»، فقال عمر بن الخطاب: ائذن لي فأقتله يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه ﷺ: «إن يكن هو فلست صاحبه، إنما صاحبه عيسى ابن مريم ﷺ، وإن لا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلا من أهل العهد»، قال: فلم يزل رسول اللَّه ﷺ مشفقا أنه الدجال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث الذي أوردته حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو يتعلق بابن صائد الذي كان النبي ﷺ يظنه قد يكون الدجال، فدعونا نشرح هذا الحديث شرحًا وافيًا مستعينًا بالله تعالى.

أولًا:

شرح المفردات:
● ممسوحة عينه: أي منخسفة أو غائرة في محجرها.
● طالعة ناتئة: بارزة للأعلى.
● يُهمهم: يصوت بصوت خفيض غير واضح.
● آذنته أمه: أعلمته وأخبرته.
● لو تركته لبيّن: أي لو تركته دون أن تخبره بقدومي لظهر أمره وحقيقته.
● فلبس عليه: أي التبس الأمر واختلط.
● الدخ: هو الدخان، وقيل الرماد.
● اخسأ: أي اذهب واختفِ، وهي كلمة طرد وذم.
● من أهل العهد: أي من المعاهدين الذين بيننا وبينهم عهد وأمان.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحكي الحديث قصة ابن صائد، واسمه عبد الله بن صائد، وهو من يهود المدينة. وقد ولد هذا الغلام بعين ممسوحة (غائرة) وأخرى طالعة (بارزة)، وهي من صفات الدجال التي أخبر بها النبي ﷺ، فخاف النبي ﷺ أن يكون هذا الغلام هو الدجال نفسه.
ولذلك، كان النبي ﷺ يزوره عدة مرات ليتحقق من أمره، وفي كل مرة كانت أمه تخبره بمجيء النبي ﷺ فيسرع للخروج، فيقول النبي ﷺ: "ما لها قاتلها الله، لو تركته لبيّن"، أي لو تركته دون أن تعلمه بقدومي لظهرت حقيقته ولو كان الدجال لاستمر على حاله دون تغيير.
ثم يسأله النبي ﷺ: "ما ترى؟" فيجيب: "أرى حقًا وأرى باطلًا، وأرى عرشًا على الماء"، وهي إجابات ملتبسة تحتمل الصدق والكذب، مما زاد في شك النبي ﷺ.
ثم يسأله النبي ﷺ: "أتشهد أني رسول الله؟" فيرد عليه بالسؤال نفسه: "أتشهد أني رسول الله؟" مما يدل على جرأة ومكابرة.
وفي المرة الأخيرة، جاء النبي ﷺ ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وجمع من الصحابة، فسأله النبي ﷺ عن شيء قد خبأه له، فقال: "الدخ الدخ" (أي الدخان)، فقال له النبي ﷺ: "اخسأ اخسأ"، ثم منع عمر رضي الله عنه من قتله لأنه إن كان الدجال فليس الذي يقتله بل عيسى بن مريم عليه السلام، وإن لم يكن فهو معاهد لا يجوز قتله.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حذر النبي ﷺ من فتنة الدجال: فقد كان النبي ﷺ يخاف على أمته من فتنة الدجال، ولهذا كان يتتبع أي علامة قد تدل عليه.
2- الحكمة في التعامل مع الشبهات: لم يقتل النبي ﷺ ابن صائد مع الشك فيه، بل تحرى وأعطاه الفرصة ليبين أمره.
3- الوفاء بالعهد: حيث منع النبي ﷺ قتله لأنه من أهل العهد، وهذا درس في الالتزام بالعهود والمواثيق.
4- أن الدجال يقتله عيسى عليه السلام: كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة.
5- أن الدجال يرى أشياء خارقة ولكنها من فتنته: كقوله "أرى عرشًا على الماء" مما قد يفتن به الناس.

رابعًا. معلومات إضافية:


- اختلف العلماء في أن ابن صائد هو الدجال أم لا، والأرجح أنه ليس هو، لأن الدجال يخرج في آخر الزمان ولم يخرج في عهد النبي ﷺ.
- الدجال أعور العين اليمنى، وعينه اليسرى ناتئة، وكتب بين عينيه "ك ف ر" يقرؤها كل مؤمن.
- كان النبي ﷺ يحذر من الدجال في كثير من الأحاديث، وأمرنا أن نتعوذ منه في الصلاة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (١٤٩٥٥) عن محمد بن سابق، حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره. وإسناده حسن من أجل محمد بن سابق فإنه حسن الحديث مع غرابة في بعض فقرات الحديث.
قال الهيثمي في المجمع (٨/ ٣ - ٤): «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال لولا عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس، وذكره الحافظ في الفتح (٦/ ١٧٣) مستشهدا به وسكت عليه، وهو لا يسكت إلا أن يكون الحديث صحيحا أو حسنا كما نصَّ على
ذلك في أوائل مقدمة الفتح «هدي الساري»، فلعله سكت عليه لأن أصله في صحيح مسلم (٢٩٢٧) مختصرا من وجه آخر عن أبي نضرة، عن جابر ولم يسق لفظه، وإنما أحال على لفظ حديث الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد وهو مختصر أيضًا.
وفي الحديث بعض الألفاظ لم أجد لها شواهد، ولذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ساقه من رواية الإمام أحمد: «هذا سياق غريب جدًّا». انظر: «النهاية» (١/ ١١٦ - ١١٧). واللَّه تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 358 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

  • 📜 حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رسول الله ﷺ يخاف أن يكون ابن صائد هو الدجال

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب