حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الآية الخامسة: نزول عيسى ابن مريم

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أم بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصادفوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا واللَّه لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب اللَّه عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند اللَّه، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم ﷺ، فأمّهم، فإذا رآه عدو اللَّه ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله اللَّه بيده، فيريهم دمه في حربته».

صحيح: رواه مسلم في الفتن (٢٨٩٧) من طريق زهير بن حرب، حدّثنا معلى بن منصور، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أم بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصادفوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا واللَّه لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب اللَّه عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند اللَّه، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدًا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاؤوا الشام خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم ﷺ، فأمّهم، فإذا رآه عدو اللَّه ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله اللَّه بيده، فيريهم دمه في حربته».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، يتناول علامة من علامات الساعة الكبرى، وهي خروج المسيح الدجال ونزول عيسى ابن مريم عليه السلام.

أولاً. شرح المفردات:


● الأعماق أو دابق: موضعان في الشام، قريبان من حلب في سوريا.
● خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا: أي اتركونا نقاتل الذين أَسَرُوا منا (يقصدون المسلمين الذين سبَوهم في حروب سابقة).
● لا يفتنون أبدًا: أي لا يقعون في فتنة الشرك أو المعصية بعد هذا النصر.
● علّقوا سيوفهم بالزيتون: كناية عن انتهاء القتال والاستراحة.
● ذاب كما يذوب الملح في الماء:形容 ذوبانه الشديد عند رؤية عيسى عليه السلام.

ثانيًا. شرح الحديث:


يصف النبي ﷺ حدثاً عظيماً يسبق نزول عيسى ابن مريم عليه السلام، حيث:
1- تحرك الروم: تنزل جيوش الروم (وهم من أوروبا النصرانية) في منطقة الأعماق أو دابق في الشام.
2- خروج جيش المسلمين: يخرج لهم جيش من المدينة المنورة، وهم خيار أهل الأرض في ذلك الزمان فيصلون إلى الشام.
3- المفاوضة والقتال: يطلب الروم من المسلمين أن يتركوا لهم الأسرى المسلمين ليقاتلوهم، فيرفض المسلمون ويقاتلونهم.
4- ثلاثة مصائر للجيش:
● ثلث ينهزم: لا يتوب الله عليهم due to جبنهم وهروبهم.
● ثلث يُقتل: وهم أفضل الشهداء.
● ثلث ينتصر: لا يفتنون بعد ذلك أبداً، ويفتحون القسطنطينية (إسطنبول).
5- خدعة الشيطان: بعد الانتصار وتقسيم الغنائم، يصرخ الشيطان بأن المسيح الدجال قد خلفهم في ذراريهم (أي هاجم المدينة)، فيسرعون بالعودة إلى الشام، ويكون هذا النداء كاذباً.
6- نزول عيسى عليه السلام: عند وصولهم إلى الشام، وبينما هم يستعدون للقتال، يُقيمون الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام فيصلي بهم.
7- قتال الدجال: عندما يرى الدجال عيسى عليه السلام، يذوب كما يذوب الملح، فيقتله عيسى بحربة، ويُري الناس دمه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- صدق نبوة محمد ﷺ: في هذا الحديث وصف دقيق لأحداث ستقع، وقد تحقق بعضها (كفتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح العثماني)، وبقي بعضها.
2- فضل الشهادة في سبيل الله: وأن الشهداء في هذه المعركة من أفضل الشهداء.
3- خطر الفرار من الزحف: وأن الهروب من المعركة من الكبائر التي لا يُغفر لها.
4- خداع الشيطان: وأن الشيطان لا ييأس من إيقاع الفتنة بين المسلمين حتى في أحلك الظروف.
5- عظمة نزول عيسى عليه السلام: وأنه سيكون إماماً للمسلمين وصلاةً خلفه، مما يدل على اتباعه لشريعة محمد ﷺ.
6- انتصار الحق: في النهاية ينتصر المسلمون ويقتل الدجال.

رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من أعلام نبوة محمد ﷺ، فقد أخبر بأحداث ستقع بعد قرون.
- المعركة الموصوفة تسمى معركة ملحمة الكبرى أو معركة دابق، وهي غير معركة أرمجدون.
- نزول عيسى عليه السلام من علامات الساعة الكبرى، وسيحكم بشريعة الإسلام، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية.
نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان، وأن يجعلنا من أنصار دينه. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الفتن (٢٨٩٧) من طريق زهير بن حرب، حدّثنا معلى بن منصور، حدّثنا سليمان بن بلال، حدّثنا سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 376 من أصل 409 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

  • 📜 حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب